يعارض أكثر من 80 في المائة من اليابانيين استضافة طوكيو الألعاب الأولمبية الصيفية المؤجلة من 2020 إلى الصيف المقبل بسبب تفشي فيروس “كورونا”؛ وذلك قبل أقل من 10 أسابيع على موعد انطلاقها.

ويأتي أحدث استطلاع للرأي بعد تمديد اليابان حالة الطوارئ، الأسبوع الماضي، في ظل مواجهتها الموجة الرابعة من الفيروس.

وأدى الارتفاع في الحالات المصابة بـ”كوفيد ـ 19” إلى ضغوط على النظام الصحي؛ فيما يشكو أطباء ومنظمات صحية من نقص في العدد والإرهاق.

وفي استطلاع لصحيفة “أساهي شيمبون” اليومية، فضّل 43 في المائة من المستطلعين إلغاء الألعاب، فيما يقف 40 في المائة مع التأجيل.

وارتفع عدد الراغبين في الإلغاء من 35 في المائة الشهر الماضي إلى 43 في المائة.

وقالت المواطنة سوميكو أوسوي (74 عاما) لوكالة فرانس برس في طوكيو: “أنا بين الثمانين في المائة. أعتقد أنه يجب تأجيل الأولمبياد. هل يصعب تأجيله؟”.

وعبّر تاكاهيرو يوشيدا (53 عامل) أيضا عن مخاوفه من إقامة الحدث، الذي يستدعي قدوم الألوف من الرياضيين والرسميين ووسائل الإعلام من خارج البلاد، قائلا: “أنا مع تنظيمه، لكن قد يكون صعبا عندما تنظر إلى الصورة الشاملة”.

وتراجع عدد الراغبين في إقامة الألعاب في موعدها الجديد في يوليوز المقبل من 28 في المائة إلى 14 في المائة، حسب استطلاع الصحيفة الذي شمل ردّ 1527 شخصا على 3191 مكالمة هاتفية.

وفي حالة إقامة الألعاب، رأى 59 في المائة أنهم ضد حضور الجماهير في الملاعب؛ فيما وقف 33 في المائة مع تخفيض العدد، و3 في المائة مع ألعاب بحضور جماهيري كامل.

قلق من انتشار “كورونا”

لأشهر عديدة، خلصت الاستطلاعات معارضة اليابانيين إقامة الألعاب الصيف المقبل، وأظهر استطلاع منفصل، نشرته وكالة كيودو، رغبة 59,7 في المائة في الإلغاء، على الرغم من أن التأجيل الإضافي لم يكن مدرجا كخيار.

ويرى المنظمون الأولمبيون أن إجراءات قاسية للحماية من تفشي الفيروس، بينها اختبارات منتظمة للرياضيين وحظر الجماهير الأجنبية، ستؤدي إلى ألعاب آمنة.

لكن بحسب كيودو، عبّر 87,7 في المائة من المستطلعين عن قلقهم من انتشار الفيروس بعد قدوم الرياضيين والأطقم الفنية.

وردا على الاستطلاعات قال كاتسونوبو كاتو، المتحدث باسم الحكومة، إن هذه الأخيرة “ستبذل جهودا كي يفهم الشعب الياباني أن ألعاب طوكيو ستقام بطريقة آمنة”.

وأضاف كاتسونوبو كاتو: “يجب أن نقدّم تفسيرات بشأن تفاصيل الإجراءات الملموسة”، مصرا على أن “الألعاب لن تفرض ضغوطات إضافية على أجهزة الخدمات الطبية”.

وتعتبر اليابان أقل تضررا نسبيا من فيروس “كورونا” مقارنة مع العديد من البلدان الأخرى، مع حوالي 11,500 حالة وفاة مسجلة رسميا منذ يناير 2020؛ لكن الخبراء الطبيين يحذرون من أن نظام المستشفيات يتعرض لضغط كبير.

وتعرّضت الحكومة لضغوط حيال سياسة حملات التلقيح، فوجد 85 في المائة في استطلاع كيودو أن التلقيح بطيء؛ فيما عبّر 71,5 في المائة عن انزعاجهم من طريقة مواجهة الحكومة للجائحة.

وكان نشطاء مناهضون للأولمبياد قدّموا، الجمعة، عريضة يطالبون فيها بإلغاء الدورة.

وقع أكثر من 352 ألف شخص على عريضة على الإنترنيت بعنوان “الغوا أولمبياد طوكيو لحماية حياتنا”، أطلقها، في أوائل ماي، كنجي أوتسونوميا، المحامي والمرشح السابق لمنصب حاكم طوكيو.

وقال أوتسونوميا، في تصريح للصحافيين، إن “السرعة الكبيرة بشكل خاص التي تم بها جمع التوقيعات في اليابان تعكس الرأي العام”.

وأضاف مطلق عريضة “الغوا أولمبياد طوكيو لحماية حياتنا”: “هذه المرة السؤال هو ما الذي نعطيه الأولوية، الحياة أم حفل وحدث يسمى الأولمبياد”.

من خلال العريضة، تمت دعوة يوريكو كويكي، حاكمة طوكيو، إلى حث اللجنة الأولمبية الدولية على إلغاء الألعاب.

وجاء في العريضة أن “اللجنة الأولمبية الدولية لها الحق في اتخاذ قرار بإلغاء الألعاب من عدمه؛ لكن طوكيو، باعتبارها المدينة المضيفة، يجب أن تحث اللجنة الأولمبية الدولية على إلغاء الألعاب”.

وأعرب العديد من الرياضيين اليابانيين، بينهم لاعب الغولف هيديكي ماتسوياما ولاعبة كرة المضرب ناومي أوساكا، في الأيام الأخيرة، عن تحفظات بشأن جدوى الألعاب الأولمبية في خضم الجائحة.

hespress.com