بلغ عدد المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة حتى منتصف العقد الماضي أكثر من 12 مليوناً دخلوا البلاد دون تأشيرة إقامة رسمية، أحدهم كان فونيس موري اللاعب الأرجنتيني الذي عرف كرة القدم من أميركا، واليوم سيدافع عن ألوان النصر السعودي بعدما تعاقد معه الأخير.
وبحسب وزارة الأمن الداخلي الأميركية فإن ربع المهاجرين غير الشرعيين يتمركزون في كاليفورنيا التي يقطنها قرابة 3 ملايين مهاجر غير شرعي، وبعدها ولاية تكساس الجنوبية التي يتمركز فيها مليونا مهاجر غير شرعي.
وتعاقد النصر مع راميرو فونيس موري يوم الخميس قادما من فياريال الإسباني لتكون الصفقة الثالثة للفريق بعد التوقيع مع البرازيلي أندرسون تاليسكا والكاميروني فنسنت أبوبكر.
وتمت تسمية خوسيه راميرو نسبة إلى جده من والده، أما روخيليو غابرييل فهو نسبة إلى جده من والدته، يقول الأخير في حوار مع صحيفة “لا ناسيون”: اختيار اسمينا لم يكلف العائلة أدنى جهد، فقط نظر والداي إلى بطاقات الهوية وانتهى الأمر (يقولها ضاحكاً).
وشهدت الأرجنتين بدءاً من عام 1998 حالة كساد اقتصادي غير مسبوق، إذ انكمش الاقتصاد بنسبة 28%، وكان نصف الشعب تحت الفقر، أما 25% فكانوا معدمين تماماً، وهو ما أدى إلى ارتفاع الدين العام واستقالة الحكومة وانتهى الأمر بأعمال شغب غير مسبوقة يومي 19 و20 من ديسمبر 2001. وبسبب ذلك، فقد والدهما وظيفته كسائق حافلة في بلاده، إذ كان يعمل في شركة “واي بي إف” ما دفع الأب إلى البحث عن “الحلم الأميركي” والهجرة إلى الولايات المتحدة.
ويقول التوأم: ذهب والدي إلى الولايات المتحدة وبقينا في الأرجنتين نبيع ما تبقى من متاع البيت، وهناك وجد أبانا وظيفة واستطاع النهوض على قدميه مجدداً. في ذلك الوقت كان الأمر لا يحتاج إلى تأشيرة، لكن أتت أحداث 11 سبتمبر وأصبح كل شيء صعباً، ووصلنا إلى أميركا مع والدتي وشقيقتنا، سألنا مسؤولو الهجرة إلى أين نحن ذاهبون؟ فأجابت والدتي أننا أتينا لقضاء العطلة، لم يصدقونا وأدخلونا إلى إحدى الصالات، كنا كأطفال سعداء بالمرطبات والمأكولات المتوفرة فيها، بينما والدتي كانت تبكي، وبعد ساعات أعادونا مجدداً إلى الأرجنتين.
ويوصل روخيليو: عدنا إلى ميندوزا في الأرجنتين وبقينا 6 أشهر، كنا نعيش على مساعدات الأقارب والأصدقاء، وبعد ذلك قررت والدتي أن تسافر إلى أميركا عبر ميامي وليس أتلانتا مثلما فعلنا سابقاً، وبعدما استوقفونا في المطار قالت لهم بأننا ذاهبون إلى “ديزني لاند” وصدقونا هذه المرة ودخلنا أميركا.
وأتبع: لم تكن الحياة سهلة في الولايات المتحدة كمهاجرين غير شرعيين بل كنا نلتزم بكل شيء دون استثناء ولا نخالف القوانين، لأنه في حالة القبض علينا فسيتم ترحيلنا مباشرة.
وزاد التوأم: كنا نبلغ من العمر قرابة 10 أعوام، لكن المعاناة بدأت معنا عندما تقدمنا في الدراسة، إذ لم نكن نفهم الإنجليزية بشكل كافِ، ودائماً ما كنا نعود بعد اليوم الدراسي باكيين في المنزل، إلا أن قريبة لأمي تعود أصولها إلى بورتو ريكو ساعدتنا في تجاوز هذه العقبة.
وحصل الثنائي على فرصة اللعب مع تشيلسي عبر رجل تشيلي شاهدهما يلعبان كرة القدم في الولايات المتحدة، ويقولان: كان حلماً صعب المنال فنحن نبلغ من العمر 16 عاماً، تشيلسي يريد تجربتنا لمدة أسبوعين، لكن لأننا مهاجرون غير شرعيين فلا يمكن لنا العودة إلى أميركا إذا سافرنا نحو لندن.
وزاد: أبلغنا العائلة بأننا سنسافر مهما كان الثمن، أتذكر دموع والداي وهما يحاولان إقناعنا بالعدول عن هذه الخطة، لكن صممنا على الذهاب إلى لندن، وهناك خضنا التجربة مع تشيلسي واستقبلنا الأرجنتيني فرانكو دي سانتو في منزله طوال تلك المدة، لكن مشكلة الأوراق الثبوتية ظهرت مجدداً وعدل تشيلسي عن التعاقد معنا، فسافرنا إلى الأرجنتين.
وبعد الوصول إلى الأرجنتين حصل التوأم على فرصة اللعب في ريفير بليت، عقب تجربة لمدة أسبوعين واستمرت القصة حتى 2015.
ويرى روخيليو أن سوء علاقته مع رامون دياز مدرب ريفير بليت والهلال السعودي السابق كانت سبباً في إنهاء مسيرة شقيقه التوأم راميرو، إذ يقول: منذ بداية ذلك الموسم كان واضحاً أن دياز “وضعني في رأسه” ولم يكن يرغب بي، وحينها اتخذت قراراً بتغيير الأجواء فهناك العديد من العروض التي وصلتني، بينما كان راميرو يريد البقاء، لكنهما وضعانا في نفس الخندق وتم التخلص منا جميعاً.
وسبق لوالد روخيليو وراميرو لعب كرة القدم في الثمانينات الميلادية لأندية إنديبيندنتي ريفاديفا وكلوب أتلتيكو، كما سبق لمدافع النصر الجديد الانضمام لنادي دالاس الأميركي في صغره بعد فوز شقيقه بمسابقة مواهب الدوري الأميركي في عام 2008 إلا أنه بعد عام توجه إلى بلاده تحديدا نادي ريفربليت.
وبعد انطلاق مسيرته في ريفربليت انتقل راميرو إلى أوروبا تحديد إيفرتون في الدوري الإنجليزي الممتاز، ليلعب أساسيا في أول موسمين قبل أن يخسر مكانه في العام الثالث للإنجليوي مايكل كين قادما من بيرنلي، وهو ما حدث له في تجربتخ الأخيرة مع فياريال فبعد ثنائية جيدة بجانب ألفارو غونزاليز في موسمه الأول، تم تصعيد باو توريس في الموسم الثاني وشراء ألبيول بالإضافة إلى إصابات حلت به ليخسر المقعد الأساسي في موسميه الأخيرين.
ولعب موري بطولتا كوبا أميركا مع المنتخب الأرجنتيني كانت آخرها في عام 2016 عندما خسرتها “بلاد الفضة” في النهائي بركلات الترجيح، وسجل برفقته هدفين.