بعد عملية اندماج صعبة في أتلتيكو مدريد، انتهى الأمر بالبرتغالي الموهوب جواو فيلكس بالانصهار ضمن التشكيلة التي رسمها الأرجنتيني دييغو سيميوني، وبات في أعلى مستويات التألق قبيل مواجهة مانشستر سيتي يوم الثلاثاء في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا في كرة القدم.
في آخر ثماني مباريات مع فريق العاصمة، سجل جواو فيلكس سبعة أهداف وهو نفس عدد الأهداف الذي سجله في 60 مباراة سابقة. وبمعزل عن بعض الخلافات مع الفريق أو مع زملائه في بداية الموسم، تحولت موهبته إلى أهداف، من أجل خير الفريق.
يقول زميله في الفريق البلجيكي يانيك كاراسكو لقناة “موفيستار” الإسبانية بعد الفوز على ألافيس 4-1 يوم السبت “نعلم أن جواو يمتلك موهبة هائلة، لكن في بعض الأحيان الموهبة لا تكفي”.
وقال الجناح البلجيكي “العمل مهم أيضاً. التفكير في الفريق، وليس مجرد التفكير في نفسك. فهم جواو ذلك هذا الموسم. لقد عمل بجد، لقد فهم أن المجموعة أكثر أهمية من اسمه. واليوم هو لاعب رئيسي بالنسبة لنا. مهم جداً. نحتاجه في أحسن حالاته. نحتاج جواو فيلكس الهداف”.
لخّصت صحيفة “ماركا” أداء فيلكس في مباراة السبت قائلة إنه “تألق في كل مرة لمس فيها الكرة”.
وأضافت الصحيفة اليومية الإسبانية “تمريرات بالميليمتر وحركات عالية الجودة، قدّم سلسلة أعمال فنية صغيرة. إنه بلا شك أكثر لاعب موهوب في أتلتيكو”.
بعدما تعرّض لإصابة في ضلعه الأيسر مع المنتخب البرتغالي الأسبوع الماضي، تعافى فيلكس من آلامه لينضم مجدداً إلى مجموعة الـ”روخيبلانكوس” قبل المواجهة القارية في إنكلترا.
ولكن إذا كان مستواه الحالي يبرر 120 مليون يورو وضعها “كولتشونيروس” على الطاولة في العام 2019 لإقناع بنفيكا بتحريره، فإن التكيّف لم يكن أمراً سهلاً بالنسبة لـ”مينينو دي أورو” (الفتى الذهبي بالبرتغالية).
هذا المهاجم الثاني الذي يلعب في مركز الفرنسي أنطوان غريزمان نفسه، لم يسجّل إلا تسعة أهداف فقط في موسمه الأول مع أتلتيكو، وعشرة في الثاني في كل المسابقات، عدا عن الإصابات التي ابتلي بها وأبعدته عن 26 مباراة منذ انتقاله إلى الفريق.
هذا الموسم، قبل شهرين من النهاية، عادل بالفعل أرقامه من الموسم الماضي برصيد 10 أهداف و6 تمريرات حاسمة.
لكن هذا الصيف، أثارت عودة غريزمان حنقه حتى أنه سعى لمغادرة النادي. سوء تفاهم آخر مع إدارة سيميوني الذي رفض التخلي عن جوهرته البرتغالية.
“لكن التقلبات والمنعطفات في الموسم تعني أن المشاعر قد تغيرت. فحالياً، يعد الرقم 7 (الرقم السابق لغريزمان في أتلتيكو) أساسياً بلا أي جدال (…) ويشكل ثنائياً رهيباً مع الفرنسي”، بحسب ما كتبت “ماركا” في منتصف مارس.
بعد الإنجاز في “أولد ترافورد” (الفوز 1-صفر بعد التعادل 1-1 ذهاباً) لانتزاع تذكرة الدور ربع النهائي في دوري أبطال أوروبا، تبادل اللاعبان اللذان أصبحا صديقين، قميصيهما وذهبا معاً أمام كاميرات النادي من أجل مقابلات مشتركة.
وقال البرتغالي عن غريزمان “أنا أتماهى معه بشكل جيد جداً منذ وصوله. قدم لي الكثير من النصائح منذ البداية، وظل قريباً مني”.
حتى لو كانت الشرارات تتطاير في بعض الأحيان مثل 19 مارس في رايو فايكانو (فوز 1-صفر)، عندما ذهب جواو فيلكس ليدور حول الملعب غاضباً بعد استبداله بالأوروغوياني لويس سواريز (64)، انتهى الأمر بسيميوني بتثبيته أساسياً.
لخّص سيميوني الأمر بعد المباراة ضد ألافيس بالقول “طالما أنه يلعب بشكل جيد، فسوف يلعب. إنه يتألق، لذا فهو يلعب”.