دقت أجراس الإنذار العام الماضي، وعقب ثلاث هزائم داخل الديار في ذهاب دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم هذا الموسم، أصبح من الصعب تجاهل تراجع الكرة الإسبانية على الصعيد الأوروبي.
وتضررت سمعة البلاد بالفعل بخسارة برشلونة 4-1 أمام باريس سان جيرمان في كامب نو وإشبيلية 3-2 على أرضه أمام بروسيا دورتموند، لكن هزيمة أتلتيكو مدريد 1-صفر أمام تشيلسي يوم الثلاثاء ربما كانت الأصعب.
وكان أتلتيكو أفضل فريق في إسبانيا طوال الموسم الحالي، لكن أمام تشيلسي الذي لا يزال يتحسس طريقه مع مدربه الجديد توماس توخيل كان الفريق الإسباني بدون أنياب تماما وفشل في إطلاق تسديدة واحدة على مرمى الضيوف.
وقال ريو فرديناند الفائز بلقب دوري الأبطال 2008 لشبكة “بي.تي سبورت” : هذا يمثل انعكاسا كبيرا عن مدى تواضع الدوري الإسباني حاليا. وأضاف جو كول لاعب تشيلسي السابق: إذا كان هذا أفضل ما يقدمه الدوري الإسباني، إذن فإن لديهم مشاكل. هذا تحول كبير بالتأكيد.
وفازت أندية إسبانيا بستة ألقاب بين آخر عشرة لدوري الأبطال، لكن العام الماضي لم يبلغ أي فريق إسباني الدور قبل النهائي لأول مرة منذ 2007.
وبدت علامات التراجع واضحة بالخسارة المذلة لبرشلونة 8-2 على يد بايرن ميونخ، وخسارة ريال مدريد أمام مانشستر سيتي في دور الستة عشر وخسارة أتليتيكو مدريد أمام لايبزيغ العام الماضي.
والآن يوجد تهديد خطير بعدم وجود أي فريق إسباني في دور الثمانية لأول مرة منذ موسم 2004-2005، وتتعلق آمال البلاد على ريال مدريد الذي سيزور أتالانتا في وقت لاحق يوم الأربعاء.
وقال رونالد كومان مدرب برشلونة إنه من السابق لأوانه الحديث عن تراجع إسبانيا أوروبيا، لكن فريقه مثال على هذا التراجع.
وفشل النادي الكاتالوني في تطوير أسلوب لعبه وتشكيلته، بينما أهدر الملايين على تعاقدات لم يثبت نجاحها مثل فيليب كوتينيو وأنطوان غريزمان وعثمان ديمبلي.
كما تعاقد ريال مدريد مع صفقات فشلت في إثبات وجودها، إذ ضم النادي إيدن هازارد في صفقة قياسية، لكنه أبتلي بسلسلة من الإصابات، وكذلك فشل التعاقد مع البرازيليين الشابين فينسيوس جونيور ورودريجغو في صفقات باهظة الثمن نظرا لعدم إثبات وجودهما.
وتعرضت سياسة الأندية الإسبانية في التعاقدات للسخرية من الرئيس التنفيذي لرابطة الدوري الألماني عندما قال الأسبوع الماضي عنها “ماكينات حرق الأموال والإدارة السيئة”.