آخر تحديث: الثلاثاء 3 ربيع الأول 1442 هـ – 20 أكتوبر 2020 KSA 10:51 – GMT 07:51
تارخ النشر: الثلاثاء 3 ربيع الأول 1442 هـ – 20 أكتوبر 2020 KSA 10:20 – GMT 07:20

المصدر: دبي- العربية.نت

لا شك أن تجربة العلماء مع أمراض سابقة قد تقدم العديد من الأسلحة لتفكيك “شفرات” الفيروس المستجد الذي أصاب الملايين حول العالم، وما زال مستمراً ملوحاً بموجات ثانية.

من بين تلك الأسلحة الجديدة لمواجهة فيروس كورونا الذي ظهر في ديسمبر الماضي، وما زال يواصل حصاده، ما كشفته دراسة نشرت حديثا في مجلة “لانسيت” العلمية المرموقة، بعد أبحاث استمرت طويلاً، حول فيروس “إيبولا”، والناجين منه، والمناعة التي يكتسبونها، والتي تستمر سنوات بعد الإصابة.

فقد توصلت أطول دراسة في العالم أجراها علماء بريطانيون وغينيون حول الناجين من إيبولا، إلى أن المناعة قد تستمر سنوات، في نتائج مبشرة، قد يكون لها آثار إيجابية على الأبحاث حول مناعة كوفيد19.

وأتت تلك الخلاصة كنتيجة لدراسة تعد الأطول والأكثر شمولاً في العالم حول الناجين من المرض المدمر الذي تفشى في غرب إفريقيا بين عامي 2013 و 2016. ويمكن أن تساعد في فهم استجابة الجسم المناعية لفيروس كورونا وغيره من الأمراض الحيوانية المنشأ.

لا أجسام مضادة.. ولكن

وفي التفاصيل، بعد أن أفادت دراسة حديثة أن الأجسام المضادة التي تتكون إثر الإصابة بكورونا قد تستمر لمدة شهرين فقط، ما أدى إلى تكهنات بأن المناعة ضد الفيروس قد لا تدوم طويلاً وأن أولئك الذين تعافوا سيتعرضون لخطر الإصابة مرة أخرى، بعد فترة قصيرة، وجد فريق من العلماء في غينيا أن بعض الناجين من إيبولا هناك لم يظهروا أي أجسام مضادة بعد ثلاثة أشهر من إصابتهم على الرغم من أن شفاءهم تطلب استجابة قوية لمحاربة الفيروس.

أدوية ضد إيبولا (أرشيفية- رويترز) أدوية ضد إيبولا (أرشيفية- رويترز)

لكن البحث أظهر أن لديهم القدرة على محاربة العدوى مرة أخرى عبر ما يعرف بـ “الخلايا التائية القاتلة”، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء التي تحفز الاستجابة المناعية والخلايا البائية التي تحفظ درس المعركة التي خاضها الجسم جراء الأمراض وتفرز أجساما مضادة بسرعة عند إعادة تنشيطها.

غير أن الاختبارات الحالية لما بعد الإصابة بكورونا، تركز على الأجسام المضادة فقط، ولا تقيس تلك الخلايا التائية أو البائية.

المناعة الطبيعية

وتعليقا على هذا الاستنتاج، قال مايلز كارول المؤلف الرئيسي للتقرير المنشور في لانسيت، والأستاذ في جامعة أكسفورد ونائب مدير خدمة العدوى الوطنية في الصحة العامة: “فقط لأن الأجسام المضادة لا يمكن اكتشافها، لا يعني بالضرورة أن شخصًا ما لم يكتسب مناعة من العدوى”.

يذكر أن تلك الدراسة التي تعد الأكبر من نوعها في العالم، قدمت للعلماء “تقييما فريدا لكل من الأجسام المضادة المعادلة واستجابات الخلايا “التائية” عبر أخذ وفحص عينات دم على مدى ثلاث سنوات من 117 ناج و 66 جهة اتصال و 23 شخصًا سلبيًا في غينيا.

وقد كشفت أن 95٪ من الناجين لديهم أجسام مضادة أو استجابة من الخلايا التائية ضد الفيروس. وحتى بعد أكثر من 3 سنوات من الإصابة بإيبولا، لم يسجل هؤلاء الذين خضعوا للتجارب أو الفحص “انخفاضا كبيرا” في أي من الأجسام المضادة أو الخلايا التائية.

ولعل أهم ما أشارت إليه تلك النتائج هو أن المناعة المكتسبة بشكل طبيعي، أعلى بعشر مرات من تلك التي وفرها لقاح إيبولا الجديد، والذي تم استخدامه بنجاح خلال أحدث جائحة شهدتها إفريقيا، بين عامي 2018 و2019

alarabiya.net