اكتشفت طفرة في ما يسمى بـ “جين الدهون”، تتسبب في تراكم 16.7 كغم إضافية على وزن الأطفال بحلول الوقت الذي يبلغون فيه سن 18، وفقا لما نشرته “ديلي ميل” البريطانية.

ويتحكم الجين، المسمى Melatonin 4 Receptor (MC4R)، الذي يحمله واحد من كل 340 شخصا، في الشهية عن طريق صنع بروتين في المخ يحدد كمية الدهون المخزنة في الجسم، ولكن تتسبب الطفرة في إرسال إشارات خاطئة بالجوع رغم عدم حاجة الجسم لمزيد من الغذاء.

لا لوم على الأطفال وذويهم

من جهته، أوضح سير ستيفن أورايلي، الأستاذ بجامعة كامبريدج: “يتم لوم الآباء، في معظم الأحوال، على سمنة أطفالهم باعتبار عدم العناية بهم بشكل مناسب أو عدم حصولهم على مساعدة مهنية مناسبة”.

لكن تظهر النتائج، التي توصلت إليها الدراسة، أن زيادة الوزن في مرحلة الطفولة تكون بسبب اضطراب جيني واحد بشكل غير مألوف، حيث إنه إذا لم يعمل جين MC4R بشكل منتظم يعتقد جسم الطفل أن لديه كمية أقل من الغذاء، فيرسل المخ إشارة تدل على الجوع في حين تكون المعدة ممتلئة بالفعل.

نهج أكثر تعاطفًا وعقلانية

وأضاف أورايلي: “يجب أن يشجع [الكشف العلمي الجديد] على اتباع نهج أكثر تعاطفًا وعقلانية تجاه الأطفال، الذين يعانون من زيادة الوزن وعائلاتهم، [بالإضافة إلى] توفير تحليل جيني لجميع الأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة”.

بيانات غنية

فيما، قالت دكتور كايتلين ويد، من جامعة بريستول، وباحثة مشاركة في الدراسة، قدمت الدراسة التي قامت بفحص بيانات وسجلات أطفال منذ تسعينيات القرن الماضي نتائج تكشف عن خصائص مذهلة.

وأوضحت “وجود عينات بيولوجية للتسلسل وبيانات غنية عن مسار الحياة داخل عينة سكانية تمثيلية أمر بالغ الأهمية للسماح بفهم جديد وتوصيف عميق لهذه التأثيرات الجينية البيولوجية المهمة”.

أقراص مضادة للسمنة

يأمل الباحثون في أن يمهد اكتشافهم لهذا الطفرة الطريق أمام إنتاج أقراص مضادة للسمنة في المستقبل.

وأوضح بروفيسور نيك تيمبسون، باحث مشارك في الدراسة وباحث رئيسي أيضا في دراسة حول أطفال التسعينيات في بريستول، أن “هذا العمل يساعد في إعادة ضبط فهم (العلماء) لتكرار طفرات MC4R النادرة وتأثيرها الوظيفي. وسيساعد في تشكيل طرق التعامل مستقبلًا مع هذا العامل الصحي المهم”.

وقال بروفيسور أورايلي: إنه “على المدى الطويل، يجب أن تساعد معرفة مسارات الدماغ التي يتحكم فيها جين MC4R لإنتاج أدوية تتخطى حاجز الإشارات من المخ وتساعد على استعادة الوزن الصحي لحاملي الطفرة الجينية”.

alarabiya.net