تدور تساؤلات كثيرة حول ما إذا كان يمكن حصول النساء المرضعات والنساء الحوامل أو اللواتي يخططن للحمل أو الحائض على اللقاح المضاد لفيروس كورونا المُستجد، بخاصة وأن هناك بعض الآراء التي حذرت من أن التجارب السريرية لم تشتمل على أعداد من تلك الفئات، أو لم يمض وقت كاف للتأكد من دقة التجارب السريرية بمرور الوقت.

[embedded content]

وفي الحلقة رقم 41 من برنامج “العلوم في خمس”، الذي تبثه منظمة الصحة العالمية على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي بغرض التوعية والتثقيف بشأن كل ما يتعلق بفيروس كورونا المُستجد، واللقاحات المضادة له، قامت فيسميتا جوبتا سميث باستضافة دكتورة سوميا سواميناثان، كبيرة علماء منظمة الصحة العالمية، للإجابة على تلك الأسئلة التي تهم المرأة على مستوى العالم.

وفي إجابتها على السؤال الأول بما إذا كان يجب تطعيم المرأة المرضعة، وما هي النصيحة لها، قالت المسؤولة الأممية إن الإجابة هي: “نعم، يجب أن تحصل المرأة، التي أنجبت وترضع أطفالها، على اللقاح عندما يصبح متاحًا لها”، مؤكدة أنه لا يوجد أي خطر على الإطلاق لأن جميع اللقاحات التي يتم استخدامها حاليًا، ولا يوجد في أي منها فيروس حي، وبالتالي لا يوجد خطر انتقال العدوى عن طريق لبن الأم.

وأضافت سواميناثان قائلة: إنه “في الواقع، يمكن للأجسام المضادة التي تمتلكها الأم أن تنتقل من خلال حليب الثدي إلى الطفل وربما تخدم فقط في حماية الطفل قليلاً، ولا يوجد أي ضرر على الإطلاق. إنه آمن للغاية. وبالتالي، يمكن للنساء المرضعات بالتأكيد أخذ اللقاحات المتوفرة حاليًا”.

تعبيرية

تعبيرية

الحوامل ومن يخططن للإنجاب

وبالنسبة للسيدات اللاتي يعتزمن الحمل، أفادت دكتورة سواميناثان أن أي مخاطر محتملة للحصول على اللقاح ستكون أقل بكثير من عواقب عدم الحصول عليه إذا أصيبت الأم بالعدوى.

وأوضحت قائلة: “إن هذا مهم حقًا لأن الحمل، بالطبع، هو وضع خاص جدًا ونحن نهتم كثيرًا بشأن صحة الأم، وكذلك بشأن صحة الجنين، الذي لم يولد بعد. وبالتالي، فإن أي دواء أو لقاح يتم تناوله أثناء الحمل، يحرص علماء منظمة الصحة العالمية دائمًا على التأكد من أنه لا توجد مخاوف محتملة منه تتعلق بالسلامة أو أي حدث ضار”.

تعبيرية

تعبيرية

وأردفت قائلة إنه في حالة كوفيد-19، تشير البيانات إلى أن النساء الحوامل أكثر عرضة للإصابة بحالات شديدة إذا تعرضن للعدوى وأنهن أيضًا أكثر عرضة لولادة الطفل قبل الأوان، مضيفة: “لذلك، فإن النصيحة هي أن يتم حصول المرأة على اللقاح، وبشكل خاص للحالات التي تتواجد في بلدان تنتشر فيها العدوى على نطاق واسع، أو إذا كانت يمكن أن تخالط حالات بحكم طبيعة عملها مثل العاملات في مهن الرعاية الصحية سواء طبيبات أو ممرضات أو مساعدات في الخطوط الأمامية حيث يكونن معرضات بشكل خاص لخطر الإصابة بالعدوى”.

وأكدت دكتورة سواميناثان أن اللقاحات الحالية تستخدم تقنية الحامض النووي الريبي mRNA أو الفيروسات المعطلة أو بروتينات الوحدة الفرعية، أي أنه لا يوجد لدى لقاح تم الموافقة عليه يحتوي على أي فيروس حي يمكن أن يتكاثر داخل الجسم أو يمكن أن يتسبب في حدوث مشكلة.

وأعربت كبيرة علماء المنظمة الأممية عن اعتقادها بأنه من المهم أن يتم الشرح للنساء الحوامل في كل بلد الفوائد مقابل المخاطر، وأن يُعرض عليهن اللقاح إذا رغبن في تناوله. وربما يكون هذا هو القرار الصحيح، الذي يجب القيام به في العديد من المواقف، بخاصة وأن المرأة الحامل تكون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.

 تعبيرية

تعبيرية

فترة الحيض والخرافة الشائعة حول العقم

وفيما يتعلق بالمرأة الحائض، أوضحت دكتورة سواميناثان أنه من الناحية العلمية لا يوجد ما يمنع أن تحصل المرأة على اللقاح أثناء تلك الفترة، بصرف النظر عن حقيقة أنها يمكن أن تشعر بالتعب قليلاً، ولكن لا توجد أي مشكلة على الإطلاق في المضي قدمًا والحصول على اللقاح.

وطرحت سميث سؤالا حول انتشار بعض المعلومات الخاطئة عن اللقاحات والخصوبة والعقم، فأجابتها دكتورة سواميناثان القول: “إنها خرافة شائعة”.

تعبيرية

تعبيرية

وأضافت: “يجب أن أبدأ بالقول إنه لا يوجد على الإطلاق أي دليل علمي أو حقيقة وراء هذا القلق من أن اللقاحات تتداخل بطريقة ما مع الخصوبة، سواء عند الرجال أو النساء، لأن ما تفعله اللقاحات هو أنها تحفز الاستجابة المناعية ضد هذا البروتين أو المستضد الخاص سواء لاكتساب مناعة ضد فيروس أو بكتيريا، وفي حالة اللقاحات المضادة لفيروس كورونا يتم تحفيز كلاً من استجابة الجسم المضاد والاستجابة المناعية بواسطة الخلية ضد البروتين المرتفع لفيروس سارس-كوف-2”.

وواصلت دكتورة سواميناثان الشرح قائلة إنه لا توجد طريقة يمكن من خلالها أن يحدث تداخل للقاح أو تأثيراته في عمل الأعضاء التناسلية للرجال أو النساء، مؤكدة على أنه يجب أن يطمئن الجميع إلى أن هذه اللقاحات لا تتعارض بأي حال من الأحوال مع الخصوبة ولا تسبب العقم.

يُذكر أن أحدث إحصاء لـ”رويترز” أظهر أن أكثر من 172.37‭ ‬مليون نسمة أُصيبوا بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم، في حين وصل إجمالي عدد الوفيات الناتجة عن الفيروس إلى 3 ملايين و‭854,628‬

وتم تسجيل إصابات بالفيروس في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة في الصين في ديسمبر 2019.

alarabiya.net