تدرس منظمة الصحة العالمية السلامة البيولوجية في مزارع تربية المنك في بلدان العالم بعد أن أمرت الدنمارك بإعدام كل حيوانات المنك بها، بعد ظهور فيروس كورونا بينها.
وقالت ماريا فان كيركوف، كبيرة الخبراء الفنيين المعنيين بفيروس كورونا في منظمة الصحة العالمية، في مؤتمر صحافي في جنيف، اليوم الجمعة، إن انتقال الفيروس بين الحيوانات والبشر “مثار قلق”، لكنها أضافت “التحورات (في الفيروسات) أمر عادي. هذا النوع من التغيرات في الفيروس أمر نتتبعه منذ البداية”.
وقال خبير ثان بمنظمة الصحة إن الخطر في الحيوانات الأخرى أقل بكثير منه في حيوانات المنك.
وقالت فان كيركوف: “نعمل مع المكاتب الإقليمية.. في المناطق التي توجد بها مزارع المنك، وندرس الأمن البيولوجي لمنع حالات الانتشار”.
حيوان المنك
كانت الدنمارك قالت هذا الأسبوع إنها تعتزم إعدام كل حيوانات المنك لديها وأعلنت إجراءات عزل جديدة صارمة في شمال البلاد لمنع انتشار الفيروس المتحور من الحيوان إلى الإنسان.
وقالت فان كيركوف إن قرار الدنمارك إعدام حيوانات المنك يهدف لمنع نشوء “مستودع حيواني جديد لهذا الفيروس”.
وقال مايك رايان، كبير خبراء الطوارئ بالمنظمة، في نفس المؤتمر الصحافي، إن حيوانات مزارع أخرى مثل الخنازير والدواجن تخضع لأمن بيولوجي “صارم للغاية” لمنع الفيروسات من القفز على الحواجز بين الأنواع.
تعبيرية
وكان معهد المصل في الدنمارك، الذي يتعامل مع الأمراض المعدية، رصد سلالات من فيروس كورونا مرتبطة بحيوان المنك في 214 شخصا منذ يونيو، وذلك وفقا لتقرير نشره المعهد على موقعه الإلكتروني الذي تم تحديثه أمس الخميس.
وخضع أكثر من ربع مليون دنماركي لقيود حالة الإغلاق، الجمعة، في منطقة شمال البلاد، حيث أصاب نوع متحور من فيروس كورونا حيوانات المنك التي يتم تربيتها من أجل فرائها، مما أدى إلى إصدار أمر بقتل ملايين الحيوانات.
وقال رئيس الوزراء ميت فريدريكسن إن هذه الخطوة جاءت لاحتواء الفيروس، وجاءت بعد يومين من أمر الحكومة بإعدام جميع حيوانات المنك البالغ عددها 15 مليونًا، والتي تمت تربيتها في 1139 مزرعة منك في الدنمارك.
في 7 بلديات في شمال الدنمارك يسكنها حوالي 280 ألف نسمة، تم تعليق الأنشطة الرياضية والثقافية، وتوقفت وسائل النقل العام، وأغلقت الحدود الإقليمية. ويُسمح فقط للأشخاص الذين لديهم ما يسمى “بالوظائف الحيوية” مثل مسؤولي الشرطة والصحة والسلطات المختلفة بعبور الحدود البلدية.
حيوان المنك
تم حث الناس في المنطقة على الخضوع للفحص. واعتبارًا من يوم السبت، يجب أن تغلق المطاعم، وسيتحول طلاب المدارس من الصف الخامس فما فوق إلى التعلم عن بعد بدءا من يوم الاثنين.
وقال وزير الصحة، ماغنوس هيونيك، الخميس: “يجب أن نتخلص من هذا الفيروس المتحور تمامًا”، مضيفًا أنه تم العثور على الفيروس المتحور في 12 شخصًا؛ 11 في شمال الدنمارك، وواحد في غرب الدنمارك.
وبدأت الدنمارك الشهر الماضي إعدام الملايين من حيوانات المنك في شمال البلاد بعد الإعلان عن إصابات بكوفيد-19 بين المزارع هناك. وعلى الصعيد الوطني، ظهرت إصابات فيما لا يقل عن 216 مزرعة من أصل 1139 مزرعة فراء في الدنمارك.
ويتطور الفيروس التاجي باستمرار، وحتى الآن، لا يوجد دليل على أن أيًا من الطفرات تشكل خطرًا متزايدًا على الناس.
قالت كار مويلباك من معهد “ستاتينز سيروم”، وهي وكالة حكومية ترصد فيروس كورونا في الدنمارك، إن تحور الفيروس تم تسجيله في أغسطس وسبتمبر، ولم يتم العثور على أي طفرات منذ ذلك الحين، لذلك لم يُعرف ما إذا كان “لا يزال موجودًا”.
وتنتج الدنمارك، أكبر مصدر لفراء المنك في العالم، ما يقدر بنحو 17 مليون فراء سنويًا.
وينسب إلى “كوبنهاغن فور”، وهو اتحاد تعاوني يضم 1500 مربٍّ دنماركي، إنتاج 40% من فراء المنك العالمي. ويذهب معظم صادراته إلى الصين وهونغ كونغ.
وقال أصحاب مزارع الفراء الدنماركيون إن الإعدام قد يعني نهاية الصناعة في البلاد.