قال الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، في حديث مع “العربية.نت”، إن هناك ثلاثة لقاحات لكورونا فقط حصلت بالفعل على موافقة منظمة الصحة العالمية للاستخدام في حالات الطوارئ وهي اللقاحات المنتجة من قبل “فايزر” و”مودرنا” و”استرازينكا”. وأضاف أن هناك عدداً آخر من اللقاحات في طريقه للحصول على موافقة منظمة الصحة العالمية، مثل لقاحات “سينوفارم” و”سينوفاك” و”سبوتنيك “، وذلك في حال التأكد من مأمونيتها وفاعليتها طبقاً لنتائج الدراسات السريرية.

وأوضح المنظري أن ضم أي لقاح إلى قائمة “الاستخدام في حالات الطوارئ” يتطلب تقديم كافة البيانات والأدلة التي توثق خضوع اللقاح لكافة مراحل التجارب السريرية وتطبيق كافة المعايير التي تضمن السلامة والمأمونية والفعالية. وينطبق ذلك على كافة اللقاحات قبل الموافقة عليها.

الجمع بين اللقاحات

وأكد المنظري أن الجمع بين اللقاحات المختلفة قد يكون إحدى الطرق لتعزيز فعالية اللقاحات في مواجهة تحورات فيروس كورونا، لكن هذا الأمر يخضع حالياً للبحث والدراسة.

وتابع: “طبقاً لما هو متاح من معلومات حول اللقاحات، فإنه لم يسجل حدوث أي ضرر من جراء الحصول على أكثر من جرعة من اللقاح. ولكن أثر زيادة عدد الجرعات على فاعلية اللقاح ما زال محل دراسة. وفي ظل محدودية الكميات المتاحة من اللقاحات ووجود فئات سكانية ذات أولوية لم تحصل بعد على اللقاح، فلا يُنصح بالمبالغة في عدد الجرعات المقدمة للشخص الواحد”.

انخفاض في حالات الإصابة بكورونا

وأشار المنظري إلى أن “إقليم شرق المتوسط شهد في الأسابيع الماضية انخفاضاً في عدد حالات الإصابة بكورونا وانخفاضاً نسبياً في عدد الوفيات في بعض البلدان. لكن تزامن هذا مع ارتفاع عدد الحالات في بلدان أخرى من الإقليم، وهذه الزيادة قد تعزى إلى التوسع في الاختبارات ومن ثم اكتشاف المزيد من الحالات”.

وأعرب عن أمله “بألا يكون السبب في زيادة الحالات هو التراخي في تطبيق الإجراءات المتعلقة بالصحة العامة وعدم الالتزام بالتدابير الوقائية اعتماداً على ظهور اللقاح وتلقيه بنسبة كبيرة في بعض البلدان”.

وبدأ عدد كبير من البلدان في إقليم شرق المتوسط بشراء اللقاح وبحملة التطعيم عن طريق التمويل الذاتي. في موازاة ذلك، بدأت منصة “كوفاكس” بتوريد اللقاح لعدد من بلدان الإقليم، حيث حصل عليه كل من السودان وجيبوتي. ومن المتوقع أن تحصل البلدان العشرون الباقية على ما يقدَّر بنحو 46 إلى 56 مليون جرعة من لقاح “أسترازينيكا” من منصة كوفاكس خلال النصف الأول من هذا العام.
وأضاف المنظري: “منذ ظهور التحورات الجديدة للفيروس، تواصلنا مع مصنعي اللقاحات والدول ذات الإمكانات المتقدمة في هذا المجال والمراكز البحثية والشركاء المعنيين بتطوير اللقاحات كي نطمئن إلى أن هذه التحورات لن تؤثر سلباً على اللقاحات التي تم تطويرها”.

وتشير الدلائل حتى الآن إلى أن فعالية اللقاحات لم تتأثر بعد بهذه التحورات، بحسب المنظري الذي أضاف: “لكننا في الوقت نفسه طلبنا من كل هذه الجهات وكافة البلدان أن تولي اهتماماً بحثياً بهذا الأمر بحيث لا نتفاجأ بأي آثار غير متوقعة على فعالية اللقاح. ومن ثم، فإن ما تقوم به الدول في هذا الشأن يقع في إطار الجهود البحثية المطلوبة. ولم تظهر بعد نتائج في هذا الاتجاه”.

وتابع المنظري: “التحورات هي عملية أصيلة في عالم الفيروسات وقد تم رصد آلاف التحورات، لكنها جميعها كانت تحورات ضئيلة لم تؤثر على صفات الفيروس، باستثناء ثلاثة تحورات نتج عنها سلالات لها قدرة أكبر على الانتشار. ولكن، وبحسب المتاح من معلومات حتى الآن، لم تتغير أية صفات أخرى للفيروس مثل وخامة المرض أو عدم الاستجابة للعلاجات واللقاحات”.

وتتابع منظمة الصحة العالمية، من خلال شبكة من المختبرات الوطنية على مستوى العالم، أي تحور يحدث لفيروس كورونا، وتتم دراسة أثر هذا التحور على سلوكيات الفيروس، وهي عملية مستمرة وتجري بشكل دائم.

التحور قد يؤثر على الاستجابة ببعض الحالات

وبينما يستمر الفيروس في التحور، تشير معظم التجارب إلى أن اللقاحات المتاحة تظل فعالة. ومع ذلك، قد تشير بعض البيانات إلى أن التحور يمكن أن يؤثر على الاستجابة للقاحات في بعض الحالات.

وأكد المنظري أن منظمة الصحة ستواصل مراقبة هذا الأمر عن كثب في المستقبل، مضيفاً أن استراتيجيات التطعيم المستقبلية يمكن أن تتطور هي الأخرى. وتابع: “يمكننا الجمع بين اللقاحات، أو إضافة جرعة معززة، أو تحديث تحضير اللقاحات على شاكلة لقاح الإنفلونزا”.

وختم مؤكداً: “لكن حتى الآن لا توجد أدلة علمية على عدم استجابة السلالات الجديدة للقاحات المطورة حالياً. فلا تزال اللقاحات تتمتع بالفعالية التي بدأت بها. ونحن نفتح المجال لمزيد من العمل البحثي والدراسات للوصول للمزيد من اللقاحات التي تضع السلالات الجديدة في الحسبان”.

alarabiya.net