تارخ النشر: الجمعة 15 مايو 2020 KSA 20:53 – GMT 17:53
المصدر: دبي – العربية.نت
يبدو أن تفاؤل العلماء بأن تنتهي آثار فيروس كورونا المستجد على العالم من الناحية الطبية مع إيجاد العلاج أو اللقاح باتت مهددة بالاندثار، مع ما يطرحه هذا الوباء يومياً من مستجدات لم تكن بالحسبان.
فبعد دراسات نشرت قبل ساعات، وأشارت إلى أن المرض لن يترك المتعافين منه بعد تأكيد شفائهم وشأنهم، إذ من الممكن أن يترك خلفه عوارض صحية لأعوام قادمة، تعامل المسعفون في مستشفى مع أول طفل يتوفى في فرنسا بحالة التهاب محيرة، يبدو أنها مرتبطة بالوباء العالمي بعد أن اعتقد في البداية أن الطفل البالغ من العمر 9 سنوات يعاني من الحمى القرمزية وأعيد إلى منزله.
حمى خفيفة ثم سكتة وتلف دماغ!
في التفاصيل، نقل الطفل إلى المستشفى بسبب حمى أصابته، ثم خرج منها، وبعد العودة عانى الطفل من سكتة قلبية في منزله، أسفرت عن تلف بالدماغ وأدت في النهاية إلى وفاته.
ونشر مستشفى لا تيمون الجمعة في مدينة مارسيليا الفرنسية جنوب البلاد تفاصيل الحالة، مشيرا إلى أن الطفل أمضى 6 أيام في الرعاية المركزة في المستشفى بعد أزمته القلبية ليلة 2 مايو/ أيار.
وفي عصر ذلك اليوم، نقل الطفل إلى جناح الطوارئ في مستشفيات أخرى في المدينة. وهناك، فحصه طبيب أطفال وشخصه بأعراض “مشابهة للحمى القرمزية”، وفقا للطبيب فابريس ميشيل الذي يرأس وحدة طب الأطفال في لا تيمون.
أما الحمى القرمزية فهي حمى تأتي عادة خفيفة، وتبدأ بارتفاع درجة الحرارة واحتقان في الحنجرة، ويسهل علاجها بمضادات حيوية.
وقال ميشيل “لم تبد على الطفل علامات خطيرة، ما برر إعادته إلى المنزل”.
لكن الطفل عانى من سكتة قلبية بعدها بساعات قليلة، وهرع به إلى الرعاية المركزة في لا تيمون. وهناك، أشارت فحوص الدم إلى إصابة الطفل بكوفيد-19 في الأسابيع الماضية، بالرغم من عدم ظهور أعراضه عليه ولم يكن فحصه إيجابيا للفيروس عندما أدخل للمستشفى.
فيما تشابهت أعراض الطفل مع أعراض داء كاواساكي، وهو اضطراب نادر في الأوعية الدموية، وفقا للطبيب، الذي أشار إلى أن نحو 125 طفلا في فرنسا طوروا أعراضا مشابهة لداء كاواساكي خلال تفشي كورونا، ما يزيد الشكوك حول وجود رابط.
“نادر للغاية”
إلا أن وفاة الطفل في مستشفى لا تيمون تعتبر أول وفاة في فرنسا مرتبطة بالمتلازمة، وقال ميشيل “المؤكد هو أن المرض لحسن الحظ نادر للغاية”.
يشار إلى أن الأطباء خارج فرنسا كانوا قد أبلغوا عن زيادة طفيفة لكنها ملحوظة في عدد الحالات، لكن بعدد قليل للغاية من الوفيات، تتضمن أطفالا بالتهابات تتطلب نقلهم للرعاية المركزة وأعراضا أخرى.
وشملت الأعراض التي لوحظت على الأطفال المصابين في فرنسا، الحمى المرتفعة المستمرة والإنهاك الشديد والطفح الجلدي وآلام المعدة.
العلماء في حيرة!
وكانت نتيجة بعض الأطفال فقط إيجابية لكوفيد-19، ما ترك العلماء متحيرين مما إذا كانت الأعراض سببها فيروس كورونا المستجد أم شيء آخر.
بدورها، أكدت منظمة الصحة العالمية الجمعة، أنها تدرس الوضع، الذي وصفته بأن “به بعض سمات مشابهة لداء كاواساكي ومتلازمة الصدمة التسممية”.
بلا شك.. على صلة بكورونا
وذكرت مديرية الصحة العامة في فرنسا مساء الخميس أن الطفل كان يعاني من “مرض عصبي نمائي مشترك”، بعد أن أصيب بمرض التهابي أصاب قلبه، وكان بلا شك على صلة بكورونا.
وفي الأسابيع الثلاثة الماضية، أبلغت عدة دول عن حالات أطفال مصابين بمرض التهابي مع أعراض قريبة من حالة نادرة، هي مرض كاواساكي، ومرتبطة على الأرجح بكورونا، حيث أبلغ عن وفاة فتى في الرابعة عشرة من عمره في بريطانيا وطفل في الخامسة في نيويورك بعد إصابتهما بأعراض مشابهة.
وتشمل الأعراض ارتفاع درجة الحرارة وألم البطن والاضطراب في الجهاز الهضمي والطفح الجلدي والتهاب الملتحمة واحمرار اللسان وتورمه.
وهذه الأعراض قريبة من مرض كاواساكي، الذي يصيب الأطفال ويسبب التهاب الأوعية الدموية.
ومع ذلك، هناك اختلافات، فالالتهاب وتلف القلب أكثر وضوحاً في الحالات التي يشتبه في ارتباطها بكورنا مقارنة بمرض كاواساكي الكلاسيكي، وفق الأطباء.
إلى ذلك، أودى فيروس كورونا المستجدّ على الأقل بـ299 ألفاً و638 شخصاً حول العالم منذ ظهر في الصين في كانون الأوّل/ديسمبر، حسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس الساعة 19,00 ت.غ الخميس استناداً إلى مصادر رسميّة. فيما سُجّلت أكثر من أربعة ملايين و395 ألفاً و790 إصابة في 196 بلداً ومنطقة.
وسجّلت الولايات المتحدة التي ظهر فيها الوباء بداية شباط/فبارير، أعلى حصيلة إجماليّة للوفيّات بلغت 84985 من بين مليون و401 ألف و948 إصابة. وأعلِن تعافي 243 ألفاً و430 شخصاً على الأقلّ.