أخبار الآن | بيروت – لبنان (خاص)
وسط ضبابية المشهد في لبنان الذي يغرق في ارتفاع أسعار السلع وسعر صرف الدولار المتفلّت، الذي ينعكس على كلّ القطاعات، برزت المخاوف من انهيار القطاع الصحي في لبنان، إذ أعلن نقيب أصحاب نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون أنّ الأمور تتجه إلى مزيد من الإنحدار في وقت لا تدخل الوعود السياسية بدعم المستشفيات التنفيذ العملي والفعلي.
وقال هارون في مؤتمر صحافي للإعلان عن قرارات مصيرية للمستشفيات في لبنان، إنّ مشاكل المستشفيات في لبنان تتعلق بدفع مستحقاتها والزيادة الجنونية في كلفة الإستشفاء لافتاً الى أنّ هناك نقصاً خطيراً في المستلزمات الطبية، خصوصاً في مواد أساسية وحيوية تستعمل لجراحة العظم والدماغ وتمييل شرايين القلب، وأي آلة تتعطل في أي مستشفى يتعذر إصلاحها أو تغييرها.
وأعلن نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة في لبنان، أن المستشفيات مجبرة في المرحلة المقبلة على حصر استقبال الحالات الطارئة فقط، لا سيما غسل الكلى والعلاج الكيميائي والحالات التي تهدّد حياة المرضى، وقال: “سنعطي مدة لا تتجاوز 3 أسابيع لتدارك هذا الوضع وبعدها ننتقل لمرحلة أخرى”.
وأشار إلى أن الخطوة الطبيعية في حال عدم التوصل إلى حلول في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، ستكون الإغلاق الكامل للمستشفيات الخاصة في لبنان، وعدم استقبال المرضى عدا حالات الغسيل الكلوى والعلاج الكيماوي لمرضى السرطان من جانبه، أكد رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي، بعد لقائه النقابات المعنية بالقطاع الإستشفائي ان القطاع على طريق الإنهيار، مبدياً استعداده للتعاون مع الحكومة اللبنانية لإيجاد حلول موقتة.
واستعرض نقيب المستشفيات الخاصة سليمان هارون وضع القطاع الصحي، مشيرا إلى أن المستشفيات لها مستحقات مالية كبيرة متأخرة لدى الدولة، وأنه على الرغم من إقرار المجلس النيابي قبل شهرين لقانون بصرف 450 مليار ليرة لبنانية لتسديد مستحقات المستشفيات عن العام الماضي، غير أن المستشفيات لم تصرف قرشا واحدا.
وأضاف أن الارتفاع شبه اليومي في سعر صرف الدولار لم تعد معه المستشفيات قادرة على توفير مواد أساسية وحيوية تُستعمل في العمليات الجراحية للعظام والجراحة العامة وشرايين القلب وجراحات المخ، إذ أصبح هناك ارتفاع كبير في تكلفة المستلزمات الطبية وصيانة الأجهزة والآلات والمعدات على نحو بلغ حد أن الجهاز الذي يتعرض للعطل يتعذر شراء قطع غيار له.
وقال إن التكلفة التشغيلية للمستشفيات ارتفعت بنسبة لا تقل عن 50% عما كان عليه الوضع قبل الأزمة المالية والاقتصادية، مما أدى إلى خلل كبير في التوازن المالي للمستشفيات، فضلا عن انخفاض نسبة الإشغال في المستشفيات إلى ما دون الـ 50% جراء أزمة وباء كورونا وعدم قدرة المستشفيات على استقبال جميع المرضى، الأمر الذي أدى تدني الإيرادات، مشددا على أن المستشفيات لم تعد قادرة على الاستمرار في تكبد الخسائر الكبيرة التي تتعرض لها.
مصدر الصورة: رويترز
إقرأ أيضا:
بالفيديو.. سائقو “التاكسي” في لبنان يتظاهرون احتجاجا على تردي الأوضاع