مع كل ظهور لمتحور جديد من كورونا الذي أنهك العالم على مدى السنتين الماضيتين، يتجدد الجدل بشأن خلع الكمامات على متن الطائرات، لاسيما أن العديد من المسافرين يفضلون عدم ارتدائها لشعورهم بالضيق، خاصة أنهم محصورون على متن الطائرة، أو حتى لتناول الطعام أو المشروب.
إلا أن معظم الخبراء يحذرون من الوقوع في هذا الفخ، على الرغم من تأكيدهم بأن السفر في ظل الجائحة أثبت أنه آمن، خصوصا إذا التزم المسافرون بإجراءات الوقاية وعلى رأسها ارتداء الكمامة والتطعيم.
فكرة غير سديدة
وفي هذا السياق، حذر مجددا مدير المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية، أنتوني فاوتشي من التخلي عن الكمامة على متن الطائرات. وقال في مقابلة سابقة مع قناة “إي بي سي” الأميركية: يجب التأكد من احتفاظ الناس بأقنعتهم، ففكرة نزع الكمامات غير سديدة ولا يجب طرحها.
كما أضاف:” أعتقد أنه إذا نظرت إلى ارتداء القناع والتهوية على متن الطائرات، فإن الأمور آمنة بشكل معقول”. وتابع قائلا: “عندما تتعامل مع مساحة مغلقة، رغم أن التهوية جيدة، ما زلت أعتقد أن ارتداء الكمامة أمر حكيم يجب التقيد به”.
أنتوني فاوتشي (أرشيفية من فرانس برس)
أما عن إلزامية تلقي اللقاحات عامة كشرط للسفر، فرأى أن تلك الخطوة قد تعمل كمحفز للأفراد على التطعيم. وتابع: “أي أمر يمكن أن يجعل الناس أكثر تطعيماً موضع ترحيب”.
يذكر أن منظمة الصحة العالمية كانت دعت مرارا إلى ضرورة الالتزام بارتداء الكمامات والتباعد، من أجل هزيمة الوباء بكافة متحوراته.
خطورة عالية جدا
فيما أعلنت اليوم الأربعاء، أن الخطورة التي تمثلها متحورة أوميكرون الجديدة من كورونا، والسريعة الانتشار لا تزال “عالية جدا”، وذلك بعد أن قفزت أعداد الإصابات بكوفيد-19 بنسبة 11 بالمئة عالميا الأسبوع الماضي. وقالت المنظمة في تحديثها الأسبوعي للوضع الوبائي إن أوميكرون وراء ارتفاع الإصابات في العديد من البلدان، بما في ذلك تلك التي تجاوزت متحورة دلتا المهيمنة سابقا.
كما أشارت إلى أن “الدلائل المتوافقة تظهر أن لأوميكرون ميزة النمو بوقت مضاعف من يومين إلى ثلاثة مقارنة بدلتا، وقد شهدت العديد من البلدان زيادة سريعة في انتشار الإصابات”، ومن بينها بريطانيا والولايات المتحدة. وأوضحت أن “سرعة معدل نمو المتحورة المرجح أن تكون مزيجا من القدرة على تفادي الجهاز المناعي وقابلية الانتقال المتزايدة ذاتيا”.
مع ذلك لفتت المنظمة العالمية الى انخفاض الإصابات بنسبة 29 بالمائة في جنوب إفريقيا، الدولة الأولى التي أبلغت عن المتحورة في 24 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي (2021).