تعد التجاويف علامات واضحة للغاية على وجود مشكلة في الأسنان، ولكن هناك مؤشرات تحذيرية يمكن رؤيتها في وقت مبكر قبل أن تبدأ الفتحات الصغيرة في الظهور. وبحسب ما نشره موقع New Atlas نقلًا عن IEEE Transactions on Biomedical Engineering، تم تصميم جهاز بصري مطور حديثًا للكشف عن المناطق المعرضة للخطر في الأسنان من خلال الكشف عن النقاط الساخنة ذات الحموضة العالية في ترسبات الجير على الأسنان، حيث تكون الظروف مهيأة لتسوس الأسنان.

ترسبات الجير

يمكن أن يبدأ ترسب الجير على الأسنان نتيجة لتناول الكثير من السكر أو النشا وإهمال تنظيفها بالفرشاة المناسبة، ومن ثم تبدأ البكتيريا في التغذي على السكر والنشا وتشكيل طبقة الجير، وهي عبارة عن طبقة شفافة ولزجة تتصلب بمرور الوقت. ومع استمرار تناول الطعام، تبدأ الأحماض الموجودة في الترسبات على الأسنان في التهام مينا الأسنان ويبدأ التآكل وتحدث التجاويف.

صورة أوضح للمراحل المبكرة

سعى فريق باحثين في جامعة واشنطن إلى الحصول على صورة أوضح للمراحل الأولى من عملية تكوين ترسبات الجير على الأسنان، وبحث إمكانية التدخل المبكر لحمايتها.

قال مانوجا شارما، الباحث الرئيسي في الدراسة: “يحتوي جير الأسنان على الكثير من البكتيريا التي تنتج الحمض عندما يتفاعل مع السكر في الطعام. يتسبب الحمض في تآكل سطح الأسنان وفي النهاية إصابتها بالتسوس. لذلك، إذا أمكن الحصول على معلومات حول النشاط الحمضي، فسيمكن تكوين فكرة عن كيفية نمو البكتيريا في الأغشية الحيوية للأسنان، أو الطبقة الجيرية”.

تقنية O-pH

للكشف عن النشاط الحمضي للأسنان، قام الباحثون بوضع صبغة كيميائية معتمدة من إدارة الغذاء والدواء FDA على الأسنان، ثم تم تسليط ضوء ليد من خلال مسبار بصري، الذي تم تصميمه لهذا الغرض والذي يتفاعل مع الصبغة الكيميائية، مما أدى إلى إحداث تفاعلات فلورية رصدها المسبار وتم نقلها إلى الكمبيوتر المركزي. تم إطلاق اسم O-pH على التقنية المبتكرة، التي تعطي قياسًا رقميًا لمستويات الأس الهيدروجيني، أو الحموضة لطبقة الجير على الأسنان الخاضعة للفحص.

يأمل الباحثون في أن يتمكن أطباء الأسنان من استخدام تقنية O-pH كجزء من الرعاية الروتينية، من أجل استكشاف النقاط الساخنة ذات الحموضة العالية لتوفير عناية مبكرة للأسنان المحتمل إصابتها بالتسوس.

تثقيف المرضى

قال إريك سيبل، باحث مشارك في الدراسة، إن هناك بعض مكامن الخلل في الطرق المستخدمة حاليًا، مشيرًا إلى أن هناك حاجة إلى إجراء دراسات أوسع توضح كيف يمكن استخدام التقنية المبتكرة للتشخيص في بيئة سريرية. لكن أعرب سيبل عن اعتقاده بأن نظام O-pH يوفر الأساس لوسائل غير جراحية لقياس الرقم الهيدروجيني في الترسبات على الأسنان.

وأضاف شارما قائلًا: “نحن بحاجة إلى مزيد من النتائج لإظهار مدى فعاليته (نظام O-pH) في التشخيص، ولكنه يمكن أن يساعد بالتأكيد على فهم بعض [الأمور المتعلقة] بصحة الفم من الناحية الكمية. ويمكن أن يساعد أيضًا في تثقيف المرضى حول تأثيرات السكر على كيمياء جير الأسنان، إذ يمكن عند إدراك المريض لما يحدث فإنه سيتذكر دائمًا أنه يحتاج إلى خفض استهلاك السكر والمداومة على تنظيف الأسنان.”

alarabiya.net