تارخ النشر: الاثنين 20 أبريل 2020 KSA 17:59 – GMT 14:59
المصدر: القاهرة – ريم الششتاوي
ارتبط لقاح السل والعلاجات المستخدمة له بفيروس كورونا في الفترة الأخيرة، وظهرت أسئلة عديدة حول مدى ارتباط هذه العلاجات واللقاح بالوقاية من الإصابة بفيروس كورونا أو الحد من أعراضه الخطيرة.
الدكتور يسري عقيل، أستاذ الأمراض الصدرية بجامعة القاهرة، أجاب في حديث لـ “العربية.نت” عن علاقة لقاح السل بفيروس كورونا، وهل هناك علاقة بين انتشار الفيروس في الدول التي لا تدرج لقاح السل في قائمة التطعيمات مقارنة بالكثير من الدول الإفريقية ودول الشرق الأوسط التي تحرص على تقديم لقاح السل، ضمن التطعيمات الأساسية للأطفال، حتى الآن.
أوضح الدكتور يسري أن تطعيم السل يتم اتخاذه في الكثير من الدول الإفريقية والشرق الأوسط، ومن ضمنها مصر، وهي تسمى “حقنة الأربعين”، حيث يحصل عليه الطفل بعد ولادته بأربعين يوما، وتكون في مكان مميز في الكتف الشمال لتكون في مكان متعارف عليه دولياً.
وأضاف أن فكرة تطعيم السل أنه يعمل على تحفيز المناعة ضد واحد من أخطر الأمراض الوبائية الموجودة في العالم وهي السل.
ويتلخص لقاح السل في أنه يتم حقن ميكروب ضعيف، وعند دخوله للجسم يعمل على تحفيز الجهاز المناعي، وبالتالي خلال 6 أسابيع يكون الفرد لديه مناعة مكتسبة ضد مرض السل.
وهذا المرض (السل) له أشكال عديدة، الشكل الأخطر أنه ينتقل عن طريق الدم إلى كل مكان في الجسم، وهذا دائماً ما يحدث عندما يتعرض الشخص لهذا الميكروب لأول مرة في حياته، لذلك فإن فائدة التطعيم أنه يعمل على إعطاء مناعة مكتسبة ضد السل، بحيث أنه عند التعرض للميكروب تحدث الإصابة في عضو واحد ولا تنتقل إلى باقي أعضاء الجسم.
وأشار الدكتور يسري إلى أنه من ضمن النظريات التي تمت عن مرض السل في قارة إفريقيا، خاصة أنه مرض شبه متوطن في بعض الدول الإفريقية، ولذلك من حصل على تطعيم “بي سي جي” BCG قد تكون إصابتهم بفيروس كورونا أقل من غيرهم ممن لم يحصلوا على ذلك التطعيم.
فدائماً تكون العلاقة ما بين الإنسان والميكروب، من خلال العلاقة ما بين الجهاز المناعي والميكروب الذي دخل الجسم، وفي حالة أن الجهاز المناعي الخاص بالفرد في كفاءة عالية، سيعمل على الحد من نشاط هذه الميكروبات والفيروسات وسيستطيع أن يتغلب عليها. وكثير من الأفراد الذين تمت إصابتهم بفيروس كورونا لا تظهر عليهم أعراض، أو ظهرت عليهم أعراض بسيطة، وآخرون تتدهور حالتهم ويضطروا إلى الدخول للعناية المركزة، وذلك يعتمد على ردود أفعال الجهاز المناعي لكل فرد.
ويعتمد ذلك على مناعة الجسم، حيث تؤثر بعض الأمراض الأكثر شراسة على مجموعة عرقية معينة أكثر من مجموعة عرقية أخرى. فبعض الدراسات رجحت أن في المنطقة العربية معدل انتشار الفيروس قليل بها، مقارنة بالدول الأوروبية، ولذلك رجحوا أن له علاقة بتطعيم السل الذي يحصل عليه الأطفال في منطقتنا العربية.
وقد يكون ذلك حقيقة، حيث إن تطعيم السل له علاقة بتحفيز الجهاز المناعي الليمفاوي، وهي الخلايا المنوطة بالمناعة ضد الفيروسات، مثل فيروس كورونا على سبيل المثال، وتسمى بالمناعة غير النوعية.
أما المناعة النوعية فهي أن لكل ميكروب في جسم مضاد معين، ونطلق عليها “المناعة المكتسبة النوعية” بعد التعرض لذلك الميكروب، لكن حتى يستطيع أن يقوم الجسم بهذا يحتاج ما بين أسبوعين إلى شهر بعد تعرضه للميكروب، وهناك ردود أفعال مناعية أخرى غير نوعية تستطيع التغلب على الميكروب.
وقد يكون سبب عدم ارتفاع نسبة الإصابات في الدول الإفريقية، مقارنة بالدول الأوروبية، بسبب الأمراض الكثيرة المتوطنة في هذه المنطقة، فدائماً يكون الجهاز المناعي تحت ضغوط لذلك يكون في حالة نشطة طيلة الوقت.
وفي نهاية حديثه، أوضح الدكتور يسري أن تطعيم السل الذي يتلقاه الأطفال حديثو الولادة يعمل على تحفيز وتقوية المناعة ضد الميكروبات والفيروسات بشكل عام، لكن ليس هناك أي دليل علمي حتى الآن يثبت ارتباط هذا اللقاح بالوقاية من فيروس كورونا.