عندما يتعلق الأمر بتخفيف التوتر، فإن كل شخص لديه أساليب مجربة وحقيقية للتكيف. سواء كان الحل عن طريق ممارسة اليوغا أو التأمل أو الحصول على دش دافئ، فإن البعض يحتاجون لإيجاد طرق إضافية للمساعدة على التخلص من التوتر. يمكن للطعام الذي نأكله أيضًا أن يلعب دورًا مهمًا في كيفية تحسين الحالة المزاجية، بحسب ما ورد في تقرير نشره موقع Good+Well.
هناك حمض أميني قوي واحد يسمى التايروسين L-Tyrosine يمكن أن يساعد في زيادة السعادة وتحسين الذاكرة والتخلص من التوتر. بينما يلجأ بعض الأشخاص إلى المكملات الغذائية، إلا أنه لا يزال من الممكن الحصول على الآثار المفيدة لهذا الجزيء المهم من خلال إضافات بسيطة إلى النظام الغذائي.
حمض أميني غير أساسي
توضح آبي غريم، اختصاصي التغذية، أن “التايروسين هو حمض أميني غير أساسي، ويُعرف أيضًا باسم اللبنات الأساسية للبروتين”. ولا يعني توصيف “غير أساسي” أنه غير ضروري أو أن جسم الإنسان ليس بحاجة إليه، بل يعني أن الجسم قادر على إنتاجه بمفرده. ولكن يمكن لجسم الإنسان ينتجه بكميات صغيرة، وغالبًا ما يتم استهلاكه من خلال الطعام. بشكل عام، تساعد الأحماض الأمينية الجسم على العمل بشكل صحيح. تقول غريم: “إنها تساعد في نظام المناعة وبناء العضلات والهضم”.
التايروسين والإجهاد
تتمثل الوظيفة الأساسية للتايروسين في المساعدة في إنتاج عدد قليل من الناقلات العصبية المهمة جدًا (المعروفة أيضًا باسم المواد الكيميائية في الدماغ)، بما في ذلك الدوبامين والإبينفرين والنورادرينالين. خلال أوقات التوتر والقلق، يطلق جسم الإنسان هذه المواد الكيميائية، مما يؤدي إلى استنفاد الأدمغة، وبالتالي يحدث الشعور بالضعف وعدم القدرة على الاستجابة للتوتر المستمر بطريقة متوازنة.
تمت دراسة التايروسين بشكل أساسي في الجيش الأميركي، حيث ثبت أنه يساعد في تقليل التدهور المعرفي في المواقف التي يتعرض فيها الأشخاص لضغط جسدي شديد، مثل قلة النوم أو البرد القارس. تقول غريم: “بشكل أساسي، يمكن أن يساعد التايروسين في اليقظة العقلية وقدرة الفرد على حل المشكلات أثناء المواقف العصيبة”.
ووفقًا لغريم، فإن نتائج ” بعض الدراسات الأولية الواعدة أظهرت أن التايروسين يمكن أن يساعد أيضًا في الذاكرة والأداء عندما يكون تحت ضغط نفسي أو عاطفي”.
مصادر التايروسين
تضمنت الدراسات مستويات من التايروسين أكبر بكثير مما يمكن الحصول عليه من خلال الأطعمة، لكن هذا لا يعني أنه يتعين اللجوء إلى المكملات. نظرًا لأن جسم الإنسان يمكن أن يصنع التايروسين، علاوة على أنه يمكن الحصول عليه من المنتجات الغذائية، فمن غير المحتمل أن يعاني الأشخاص من نقص في التايروسين لدرجة أنه يمكن أن يتسبب في آثار صحية ضارة.
ولكن إذا كان الشخص يبحث عن طرق للتعامل بشكل أفضل قليلاً مع الضغوطات اليومية، فيمكن زيادة تناوله للتايروسين من خلال تناول وجبات غذائية معينة. وينصح الخبراء بعدم تناول مكملات التايروسين إلا بموجب وصفة من الطبيب، بخاصة أن مكملات التايروسين تتفاعل مع بعض الأدوية لمرض باركنسون.
التايروسين الطبيعي
إن تناول المزيد من الأطعمة التي تحتوي على الأحماض الأمينية هو نهج آمن للجميع إلى حد كبير. تنصح غريم بتناول منتجات الألبان (خاصة الجبن) واللحوم والأسماك والبيض كمصادر جيدة للتايروسين.
وبالنسبة للأشخاص الذين يتناولون الأطعمة ذات الأصل النباتي، فإن المكسرات والفاصوليا والشوفان والقمح وبروتينات الصويا مثل التوفو والتمبيه هي أيضًا مصادر رائعة للتايروسين.
أما الخبر السار فهو أن الأطعمة التي تحتوي بشكل طبيعي على التايروسين هي أيضًا جزء من نظام غذائي متكامل وغني بالعناصر الغذائية يمكن أن يجعل الشخص يشعر بالسعادة والصحة لأسباب متعددة، من بينها المذاق الطيب والشهي.