تارخ النشر: الأربعاء 10 يونيو 2020 KSA 16:17 – GMT 13:17
المصدر: العربية.نت – جمال نازي
واكب ظهور فيروس كورونا المُستجد سلسلة من الخرافات والنصائح الخاطئة، بعضها بالغ الضرر لأنها ربما تمنح اطمئنانا زائفا للبعض مما يوقعهم في الإصابة بالعدوى، والبعض الآخر قاتل لأنه ينصح بشكل عام بتعاطي بعض العقاقير أو استخدامات لمنتجات تودي بحياة من يتبعها أو على أقل تقدير تصيبه بعاهات وتشوهات مستديمة، بحسب ما نشره موقع Medical News Daily.
ولا تقتصر مثل هذه الأساطير والخرافات على العامة وهواة الشهرة أو أصحاب الشهوات الشرهة لمشاركة التعليقات أو مقاطع الفيديو، التي يقومون بنشرها على العامة دون رقيب أو وازع من ضمير، وإنما تم رصد بعض الهفوات أو الآراء المتعجلة من جانب عدد من الباحثين أو العلماء أو الإعلاميين، والتي ربما يكون مبررها الرغبة في الوصول إلى حلول على عجالة لحماية البشرية، وربما سمع البعض منه ا نصائح على شاكلة أن تناول مكملات فيتامين D أو أن اتباع نظام غذائي الكيتون (الكيتو) سيحمي من فيروس كورونا المُستجد إلى آخره من النصائح، التي يتم الاستناد فيها لدراسات علمية بالفعل.
وتستعرض “العربية.نت” فيما يلي الآراء الصحية الصحيحة بشأن بعض النصائح الخاطئة، في ضوء ما جاء بتقرير لـMedical News Daily:
1- فيتامين D
لا يقلل تناول مكملات فيتامين D من احتمالات الإصابة بعدوى كوفيد-19، وعلى الرغم من أن الادعاءات بعكس ذلك تستند جزئيًا إلى ورقة بحثية مثيرة للجدل، ظهرت في دورية Aging Clinical and Experimental Research.
ويزعم مؤلفو الورقة البحثية أنهم وجدوا علاقة بين انخفاض متوسط مستويات فيتامين D في سكان بعض البلدان وارتفاع معدلات حالات كوفيد-19 والوفيات ذات الصلة في تلك البلدان نفسها. وافترض الباحثون المشاركون في هذه الدراسة أن تعاطي مكمل فيتامين D، بناءً على هذا الارتباط النظري، ربما يساعد في الحماية من كوفيد-19. ولكن لا يوجد دليل علمي راسخ يشير إلى أن هذه النصيحة صحيحة أو تجدي نفعًا.
بل وعلى العكس، استنتج باحثون، من مركز الطب القائم على الأدلة في جامعة أكسفورد في بريطانيا، بشكل قاطع: أنه “لم يتم التوصل إلى أي دليل سريري على وجود علاقة بين فيتامين D في الوقاية أو العلاج من كوفيد-19.
2- مكملات الزنك
تم تداول شائعة أخرى بأن مكملات الزنك تمكّن أن تقي من الإصابة بالعدوى مما أدى إلى إقبال منقطع النظير على شراء مكملات الزنك.
إن الزنك معدن أساسي يساعد على دعم عمل جهاز المناعة البشري، واستنادًا إلى هذه الفكرة، افترض فريق من الباحثين من روسيا وألمانيا واليونان أن الزنك ربما يكون قادرًا على العمل كعلاج وقائي ومساعد لمرض كوفيد-19، في سياق نتائج دراسة نشرتها الدورية العلمية الدولية للطب الجزيئي.
يشير الباحثون في هذه الدراسة إلى نتائج تجارب معملية أظهرت على ما يبدو أن أيونات الزنك قادرة على تثبيط عمل إنزيم معين يسهل النشاط الفيروسي لـ SARS-CoV-2 أو كورونا المُستجد المسبب لمرض كوفيد-19. ولكنهم أوضحوا أيضا أن هناك نقصا في الأدلة السريرية الفعلية على أن الزنك ربما يكون له نفس ذات التأثير ضد فيروس كورونا المُستجد داخل جسم الإنسان.
كما أظهرت ورقة بحثية لأخصائية التغذية بروفيسور إيما ديربيشاير، وأستاذة الكيمياء الحيوية بروفيسور جوان ديلانج، تم نشرها في أبريل 2020 بدورية BMJ للتغذية والوقاية والصحة، أنه وفق للأبحاث والتجارب السريرية على البشر المتوفرة بالفعل، يمكن أن تساعد مكملات الزنك بالفعل في الوقاية من الإصابة بالالتهاب الرئوي لدى الأطفال الصغار، وأن قصور الزنك ربما يضعف الاستجابات المناعية لدى كبار السن، لكن لا توجد أدلة كافية حول دور مكملات الزنك في منع العدوى الفيروسية بشكل عام.
3- فيتامين C
يعتقد الكثيرون أيضا أن فيتامين C كعنصر غذائي أساسي يمكن أن يمنع أو حتى يعالج الإنفلونزا أو نزلات البرد. أما المعلومة الطبية الصحيحة فهي أن توافر قدر كاف من فيتامين C بالجسم، يمكن أن يساعد في دعم وظائفه المناعية، ولا تتوافر أدلة حاليًا بشأن فعاليته في علاج أو منع نزلات البرد والإنفلونزا، وما تم التطرق إليه سريريا نتائجه محدودة وغالباً ما تكون متناقضة.
وعلى الرغم من ذلك، تم تناقل ادعاءات بأن هذا الفيتامين قد يساعد في مكافحة العدوى بفيروس كورونا المُستجد. وربما ردد البعض هذه الافتراضات وتناقل البعض الآخر هذه الادعاءات، بناء على ما تم نشره بشأن إجراء تجربة سريرية حالية في الصين، تعتمد على إعطاء الجرعات العالية من فيتامين C “VI” على المرضى في المستشفيات، والذين يتلقون الرعاية لحالات شديدة من الإصابة بمرض كوفيد-19. ولكن يتوقع الباحثون إتمام التجربة بحلول نهاية سبتمبر 2020، وبالتالي لا توجد نتائج علمية مؤكدة متاحة قبل ذلك التاريخ.
إلا أن الخبراء يحذرون من أن “تناول فيتامين C الرابع ليس مثل تناول مكملات فيتامين C التقليدية”، وتعاطيه كأقراص لن يؤدي إلى رفع مستوياته درجة ضخه عن طريق الحقن الوريدي، علاوة على زيادة جرعات فيتامين C الرابع أو التقليدي تؤدي لا محالة إلى التعرض للكثير من الآثار السلبية.
4- العلاج بالأعشاب
انتشرت أيضا ادعاءات مفاداها أن الأدوية العشبية المختلفة ربما تكون قادرة على محاربة فيروس كورونا المُستجد. ولكن حذر ياتشانغ يانغ، من قسم الطب الصيني التقليدي في المستشفى التابع الثاني لكلية الطب بجامعة جيجيانغ بالصين، من مغبة التشجيع على تعاطي العقاقير العشبية، بما فيها الأدوية التي سماها المسؤولون الصينيون، كعلاج لكوفيد-19، لأنها ربما يكون لها مخاطر غير متوقعة ويحتمل ألا تكون فعالة كما يدعي البعض، علاوة على أن الأدلة من التجارب البشرية محدودة للغاية. وأشار يانغ إلى أن الآليات، التي تعمل من خلالها الأدوية العشبية على الجسم غالبًا ما تكون غير واضحة، مما قد يعني أنها ليست آمنة دائمًا.
كما أثارت الأخبار المتداولة عن “العلاج العشبي” الغامض لكوفيد-19، المعروض للبيع في مدغشقر، وهو عبارة عن شاي أعشاب مصنوع من نباتات الأرتيميا، القلق أيضًا بين المتخصصين، الذين يقولون إن استخدامه كـ”علاج” ربما يضر أكثر مما ينفع.
الحلول الآمنة
إن الوقاية خير من العلاج، بخاصة فيما يتعلق بمرض غامض لم يتم التوصل إلى علاج مؤكد له أو لقاح ناجح يقضي عليه مثل كوفيد-19، لذا فإن أهم خطوة وقائية هي اتباع إرشادات هيئات الصحة الرسمية في بلدك والمؤسسات الصحية الدولية الرسمية، بالإضافة إلى النصائح الصحية الفردية من طبيبك المعالج مباشرة أو من المتخصصين في الرعاية الصحية على المستوى المحلي لمدينتك. ويعد الالتزام التام بالنظافة العامة والشخصية في المنزل ومكان العمل وارتداء الكمامات الواقية وتوخي التباعد الاجتماعي على رأس الأولويات لتجنب الدخول في احتمالات عدوى وبروتوكول علاجي ربما يدخل الشخص في دوامات صحية لاحقًا.