يساعد التثاؤب على تبريد الدماغ ولا يعمل على تزويد الدم بالأكسجين، وفقًا لنتائج توصل إليها فريق من العلماء الأوربيين، والذين اكتشفوا أيضًا أن الفقاريات ذات العقول الكبيرة تتثاءب لفترة أطول.
1250 تثاءبًا
بحسب ما نشرته “ديلي ميل” البريطانية نقلًا عن Communications Biology، جمع باحثون من جامعة أوتريخت أكثر من 1250 تثاءبًا من أكثر من 100 نوع من الثدييات والطيور من خلال زيارة حدائق الحيوان بالكاميرات والانتظار لساعات وترقب اللحظة التي تتثاءب فيها الثدييات أو الطيور أمام الكاميرا.
بعد تفريغ وتحليل اللقطات، توصل الباحثون إلى أن صلة مباشرة بين حجم أو مستويات نشاط الدماغ وطول التثاؤب، مما يشير إلى أن الكائنات الحية بحاجة إلى التثاؤب لتهدئة عقولها والبقاء في حالة تأهب.
البقاء منتبهًا
قال الباحث يورغ ماسن: “إذا كان شخص ما يتثاءب، فربما هو لا يشعر بالملل، ويمكن أن تكون محاولة لإبقاء انتباهه عند المستوى المثالي للقصة التي يستمع إليها”.
5-10 مرات يوميًا
يتثاءب الإنسان حوالي 5 إلى 10 مرات في اليوم، ولكن ليس البشر فقط هم من يظهرون هذا السلوك، حيث أن الفقاريات بما فيها الطيور تقوم بالتثاؤب.
يقدم البحث الذي أجراه علماء الأحياء السلوكية يورغ ماسن وأندرو غالوب وزملاؤهم بالوقت الحاضر مؤشرًا قويًا على أن مدة التثاؤب مرتبطة بحجم الدماغ.
قال ماسن: “إذا ارتفعت درجة حرارة دماغنا، فلدينا آلية تسمح لنا بتبريد هذا الدماغ عن طريق التثاؤب ”، مضيفًا أنه “إذا كان الدماغ أكبر أو أكثر نشاطًا، فإنه يتطلب مزيدًا من التبريد، بصرف النظر عن نوع الكائن الحي سواء كان طيور أو ثدييات، أي أن التثاؤب يكون أطول.
مواكبة تقلبات الجو
وبحسب ما ذكره فريق الباحثين، فإن نتائج الدراسة تسلط الضوء على كيفية عمل الدماغ وكيف يتعامل المخ مع تقلبات درجات الحرارة. إن التثاؤب يساعد الكائنات الحية على إعادة عقولها إلى درجة الحرارة التي تعمل عندها بشكل أفضل.
لا يزود الدم بالأكسجين
على الرغم من المعتقدات الشائعة، فإن التثاؤب لا يعمل على تزويد الدم بالأكسجين. وعلى النقيض، تُظهر الاكتشافات الحديثة لنفس فريق العلماء أن التثاؤب يعمل على تبريد الدماغ.
وفقًا للباحث غالوب فإنه “من خلال الاستنشاق المتزامن للهواء البارد وإطالة العضلات المحيطة بتجاويف الفم، يؤدي التثاؤب إلى زيادة تدفق الدم الأكثر برودة إلى الدماغ، وبالتالي يكون له وظيفة تنظيم الحرارة”.
لا تثاؤب مع الكمادات الباردة
أيدت العديد من الدراسات هذه الفكرة، على سبيل المثال، أظهروا أن درجة حرارة الدماغ تنخفض بسرعة بعد التثاؤب، وأن درجة الحرارة المحيطة تحدد عدد مرات التثاؤب. كما ثبت أن البشر نادرًا ما يتثاءبون إذا كانوا يضعون كيسًا باردًا على رؤوسهم أو رقبتهم أو يقومون بعمل كمادات لتبريد الدماغ. بما يثبت أن كلاً من الثدييات والطيور طوروا آلية سلوكية لمواجهة ارتفاع درجة حرارة الدماغ، وهي آلية تُعرف باسم التثاؤب.
وفي الختام، يشير الباحث ماسن إلى أنه “ربما يجب أن نتوقف عن اعتبار التثاؤب سلوكًا وقحًا، وبدلاً من ذلك يجب تقدير الفرد الذي يحاول البقاء منتبهًا.”