تارخ النشر: الثلاثاء 07 أبريل 2020 KSA 09:26 – GMT 06:26
المصدر: العربية.نت – وكالات
بعد إغلاق العديد من المدارس والمعاهد التربوية أبوابها خوفاً من تغلغل فيروس كورونا، الذي حصد أكثر من 73 ألف شخص حول العالم، إلى مقاعد الصغار، أظهر بحث علمي أن تلك الخطوة لم تؤثر كثيراً على تفشي الوباء.
ففي الوقت الذي فرغت فيه آلاف المعاهد التربوية من روادها الصغار، طرح عدد من العلماء “أسئلة صعبة”، وفرضيات أصعب أيضاً حول جدوى هذا الإغلاق.
فقد رأى عدد من العلماء أن إغلاق المدارس لن يساعد في احتواء انتشار العدوى خلال تفشي أمراض مثل كوفيد-19 لكن سيكون له أثر بالغ عند عودة الحياة إلى طبيعتها، بعد إنهاء إجراءات العزل العام.
وعلى الرغم من أن البيانات المتعلقة بتأثير إغلاق المدارس على كوفيد-19 محدودة، لاسيما أن الجائحة لا تزال سارية، لكن باحثين في يونيفرسيتي كوليدج لندن قالوا إن أدلة أوبئة الإنفلونزا وحالات التفشي الناجمة عن فيروسات كورونا الأخرى تشير إلى أن تأثير إغلاق المدارس على انتشار المرض سيكون منخفضاً.
“صناع القرار والأدلة”
إلى ذلك، أوضح راسل فاينر، الخبير بمعهد جريت أورموند ستريت لصحة الطفل التابع لجامعة يونيفرسيتي كوليدج لندن والذي شارك في البحث، قائلاً “نعرف من الدراسات السابقة أن إغلاق المدارس يكون له التأثير الأكبر على الأرجح إذا كان انتقال الفيروس متدنياً ومعدلات الإصابة أعلى لدى الأطفال. وهذا عكس الواقع مع كوفيد-19”. وتابع “صناع السياسات بحاجة إلى أن يكونوا على دراية بالأدلة عند دراسة إغلاق المدارس بسبب كوفيد-19 في ضوء الأثر البالغ والممتد له على الأطفال وخاصة الأفقر حالا منهم”.
كما لفت البحث الذي أجراه فاينر، مع عدد من علماء ضمن فريق، ونُشر في دورية لانسيت الطبية لصحة الأطفال والمراهقين في ساعة متأخرة أمس الاثنين إنه حتى يوم 18 مارس كانت نحو 107 دول قد أغلقت المدارس الوطنية.
ودرس فاينر وفريقه 16 بحثاً سابقاً لتحليل التأثير المحتمل لإغلاق المدارس في ظل تفشي جائحة كورونا المسبب لمرض كوفيد-19.
وقال العلماء في ملخص الدراسة إن البيانات المستخلصة من تفشي التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارس) في الصين وهونغ كونغ وسنغافورة تشير إلى أن إغلاق المدارس “لم يساهم في السيطرة على الجائحة”.
أسئلة صعبة
إلى ذلك، شدد فاينر على أن نتائج الدراسة توضح أنه ينبغي على الدول “طرح الأسئلة الصعبة، مثل متى وكيف تُفتح المدارس؟”. وأضاف أنه من الممكن التفكير في إجراءات أخرى كتغيير مواعيد بدء اليوم الدراسي وأوقات الاستراحة وإغلاق الفناء المدرسي والحد من حركة الأطفال بين الحصص للحد من انتشار مرض كوفيد-19.
يذكر أن ملايين الأطفال في جميع أنحاء العالم تأثروا بإغلاق المدارس، حيث تفرض الحكومات تدابير التباعد الاجتماعي والعزل العام للإبطاء من جائحة كوفيد-19 الناتجة عن فيروس كورونا سارس-كوف2 المستجد.