أثارت النتائج الواعدة للغاية لتجربة لقاح ضد فيروس كورونا تفاؤلا في جميع أرجاء العالم، حتى مع فرض قيود أكثر صرامة في أوروبا والشرق الأوسط لمحاولة القضاء على أسوأ جائحة منذ قرن.
وأظهر إحصاء لـ”رويترز” أن أكثر من 51.1 مليون أصيبوا بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم في حين وصل إجمالي الوفيات الناتجة عن الفيروس إلى مليون و265,884
حالة.
وتم تسجيل إصابات بالفيروس في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة في الصين في ديسمبر 2019.
وجلبت أخبار اللقاح بعض الارتياح من صورة قاتمة في جميع أرجاء العالم، وآخرها وفاة المفاوض الفلسطيني المخضرم صائب عريقات جراء مضاعفات فيروس كورونا عن عمر يناهز 65 عامًا.
وقالت شركتا “فايزر” (الولايات المتحدة) و”بايونتك” (ألمانيا) إن لقاحهما، الذي يؤخذ على جرعتين تفصل بينهما 3 أسابيع، “فعال بنسبة 90 %” على ما أظهرت النتائج الأولية للمرحلة الثالثة من التجربة السريرية الجارية. ولم تكشف الشركتان عن تفاصيل هذه النتائج.
من أميركا
وانتعشت الأسهم في بعض الصناعات التي تضررت بشدة من قيود السفر والتباعد الاجتماعي وعمليات الإغلاق على أمل عودة العالم إلى طبيعته بعد الإعلان المفاجئ.
يُنظر إلى اللقاح على أنه أفضل أمل لكسر حلقة الطفرات القاتلة للفيروس والقيود الشديدة في معظم أنحاء العالم منذ ظهور كوفيد-19 لأول مرة في الصين أواخر العام الماضي، وما نتج عنه من تداعيات مدمرة على الاقتصاد العالمي.
وتتوقع “فايزر” القيام بالإجراءات الأخيرة قبل الحصول على موافقة السلطات الأميركية على طرح اللقاح هذا الشهر، كما توقعت توفير 50 مليون جرعة في 2020 و1.3 مليار العام المقبل.
وتطور شركة “موديرنا “الأميركية لقاحا تجريبيا آخر ينتظر صدور نتائجه في الأسابيع المقبلة يستخدم التكنولوجيا نفسها.
ويترقب العالم أيضا نتائج لقاح آخر بات في مراحل متقدمة وتطوره شركة “أسترازينيكا” مع جامعة “أكسفورد”.
من أميركا
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبريسوس، الاثنين، إن الإعلان “مشجع”.
في المقابل، أعلنت السلطات الصحية في البرازيل أنّها علّقت التجارب السريرية على لقاح كورونافاك التجريبي الصيني بعد تعرّض أحد المتطوّعين لـ”حادث خطير” لم تحدّد ماهيّته.
من إيطاليا
قيود في أوروبا
والثلاثاء، سجّلت 6867 وفاة جديدة في أرجاء العالم، وكانت الحصيلة الأكبر في فرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة.
وسجلت الولايات المتحدة لأيام متتالية عددا قياسيا من الإصابات الجديدة التي تفوق المئة ألف يوميا، وتجاوزت الاثنين عتبة 10 ملايين إصابة بفيروس كورونا المستجد منذ بدء تفشي الوباء على أراضيها مع زيادة مليون إصابة جديدة في غضون 10 أيام.
وتوفي نحو 240 ألف شخص في الولايات المتحدة جراء كوفيد-19 وفق الأرقام الرسمية إلا أن السلطات الصحية ترى أن الحصيلة الفعلية تزيد على 300 ألف بكثير.
وسجل انفراج آخر عندما منحت الهيئة الأميركية للأغذية والعقاقير الاثنين موافقة طارئة على علاج بالأجسام المضادة الاصطناعية طورته شركة الأدوية “إيلي ليلي”.
وثبت أنّ “باملانيفيماب” يقلل من مخاطر إدخال المستشفيات وغرفة الطوارئ، هو أول دواء رئيسي يتم اعتماده بعد أنّ تم تطويره خصيصًا لفيروس كورونا.
من البرتغال
مرحلة الخطر الشديد
وفي أوروبا، حيث سجلت أكثر من 12.7 مليون إصابة، فرضت البرتغال اعتبارا من الاثنين حالة الطوارئ الصحية يرافقها حظر تجول في القسم الأكبر من البلاد.
وفرضت في غالبية دول أوروبا مستويات مختلفة من الإغلاق أو حظر التجول.
ففي إيطاليا، تم تشديد القيود المرتبطة بفيروس كورونا في خمس مناطق الثلاثاء ما يعني أن ما مجموعه سبع مناطق من أصل 20 في إيطاليا أصبحت الآن مناطق “برتقالية”.
وتخضع أربع مناطق أخرى لقيود “حمراء” أكثر صرامة، مع إغلاق معظم المتاجر والحانات والمطاعم وتقييد حركة السكان.
وفي المجر، أعلن رئيس الوزراء فيكتور أوربان إغلاقا جزئيا اعتبارا من الأربعاء. وستحظر التجمعات وتغلق المطاعم وتلغى المناسبات الثقافية فيما سيصبح حظر التجول ساريا اعتبارا من الساعة الثامنة وحتى الخامسة فجرا.
وفي اليونان، حظرت الحكومة على محال السوبر ماركت بيع “السلع غير الأساسية” من أجل تجنب المنافسة غير العادلة بحق المحلات الصغيرة التي أُجبرت على الإغلاق، في أعقاب خطوة مماثلة في فرنسا.
في لبنان، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الثلاثاء عن إغلاق جديد لفترة أسبوعين على الرغم من الأزمة الاقتصادية الحادة التي أصابت قطاع الأعمال.