لا يكفّ فيروس كورونا المستجد عن مفاجأتنا، فبعدما دقّ العالم ناقوس الخطر متحركاً لأخذ الإجراءات ضد المتحور الجديد “أوميكرون”، كشف اتحاد الجينوم الخاص بالوباء في المملكة المتحدة، عن صورة مرعبة زادت الطين بلة.

فقد أوضحت الصورة الحديثة تفاصيل 32 طفرة في البروتين الفيروسي الشائك “بروتين سبايك”، بما يجعل مشاهدوها يدركون أنهم أمام متحور مرشح لأن يكون أكثر السلالات عدوى ومقاومة للقاحات حتى اليوم.

ووفق المعلومات، فإن اتحاد الجينوم هو مجموعة من وكالات الصحة العامة والمؤسسات الأكاديمية في المملكة المتحدة، تم إنشاؤه في أبريل/نيسان من عام 2020، لجمع وتسلسل وتحليل جينومات فيروس كورونا المستجد، كجزء من الاستجابة للوباء.

تطور أكثر بكثير حتى عن “دلتا”

كما أوضحت الصورة التي أصدرها الاتحاد كيف أنه تطور أكثر بكثير حتى عن سلالة “دلتا” المهيمنة على العالم، مع ما يقرب من 5 أضعاف التعديلات على البروتين الشائك.

وأكدت أيضاً على أن المتحور الجديد يشترك في الطفرات مع جميع المتغيرات المثيرة للقلق، بما في ذلك “ألفا”، و”بيتا”، و”دلتا”، إلا أنه يحتوي على عشرات من الطفرات الأخرى التي تشير جميعها إلى زيادة قابلية الانتقال والهروب من اللقاح.

كذلك أظهرت 3 طفرات هي H655Y، وN679K، و681H التي يمكن أن تساعد الفيروس في التسلل إلى الجسم بسهولة أكثر من المتحورات الأخرى.

سيضعف اللقاحات كثيراً

في حين رأى خبراء الحكومة البريطانية أن اللقاحات الحالية ستصبح أضعف بنسبة 40% على الأقل في منع العدوى مع المتحور الجديد، وهذا لأن الجرعات الحالية صُممت للتعرف على البروتين الشائك للفيروس الأصلي الذي ظهر في الصين، الذي يبدو مختلفاً بشكل كبير عن أوميكرون.

كما دفع القلق بشأن إمكانات المتغير باعتباره موزعاً فائقاً إلى تفعيل طرح معززات لقاح كورونا، وحظر المسافرين من كثير من الدول الأفريقية، وإعادة ارتداء القناع الإجباري.

تقارير متناقضة عن”أوميكرون”

يشار إلى أن هناك تقارير متناقضة حول ما إذا كان “أوميكرون” يسبب مرضاً خفيفاً أو شديداً، وما هو تأثيره على فعالية اللقاح.

والأصعب من ذلك أن العلماء لن يعرفوا على وجه اليقين كل هذه الإجابات إلا بعد مرور 3 أسابيع أخرى، حيث يمكنهم عزل الفيروس في المختبر وتعريضه لدماء الأشخاص المصابين سابقاً أو الملقحين.

وكان “أوميكرون” ظهر قبل نحو أسبوعين في عدد من البلدان بالقارة الإفريقية، قبل أن ينتقل إلى نحو 40 بلدا آخر.

فيما دعت منظمة الصحة العالمية إلى الحذر والعودة إلى اتخاذ الإجراءات الوقائية على رأسها التطعيم، وارتداء الكمامات، فضلاً عن تفادي الحشود، وتهوية الأماكن المغلقة.

إلا أنها في الوقت عينه حثت على عدم الهلع، أو إقفال الحدود ووقف رحلات الطيران بين البلدان التي ظهرت فيها السلالة الجديدة، معتبرة أن هذا الإجراء لن يثبت فعاليته.

alarabiya.net