تارخ النشر: الأحد 31 مايو 2020 KSA 08:29 – GMT 05:29
المصدر: العربية.نت – جمال نازي
تمنح عمليات الإغلاق والحجر الصحي الطوعي الكثير من الوقت الإضافي للمزيد من النوم. وفي الواقع، منذ أن ظهرت جائحة فيروس كورونا على السطح حول العالم، قفزت معدلات فترات النوم بنسبة 20% تقريبًا. ولكن بدلاً من الاستيقاظ في حالة نشاط وحيوية يخرج البعض من فراشهم مع شعور غريب بالإرهاق أو الكسل، وفقا لما نشره موقع WebMD.
الكوابيس خلال الجائحة
تقول بروفيسور ديردري باريت، أستاذة علم النفس في جامعة هارفارد وباحثة متخصصة في الأحلام، والتي أطلقت مسحًا دوليًا حول الأحلام والكوابيس المرتبطة بمرحلة الوباء أو بالوباء نفسه، إن الأحلام أو الكوابيس التي تعد الأكثر شيوعًا، بين المشاركين في
استبيان الأحلام أثناء الجائحة، هي الحلم بالتعرض لهجوم الحشرات.
وتتباين الهجمات ما بين “أسراب الدبابير والذباب إلى جيوش الصراصير والديدان المتعرجة”، وتعتبر هجمات الحشرات “إلى حد بعيد هي الاستعارة الأكثر شيوعًا” في أكثر من 8000 حلم تم سردها في المسح منذ مارس.
وترى بروفيسور باريت “أن جزءًا من الأمر يعود إلى ما يمكن تفسيره بأنه نوع من الرمزية في استخدام الصور المرئية للكلمات”.
لاحظ العلماء والحالمون في جميع أنحاء العالم اتجاهًا متزايدًا في الأحلام الغريبة والحيوية، والقدرة على تذكرها، منذ تفشي فيروس كورونا. وتشير بعض الإحصاءات إلى أن أكثر من 87% من نحو 1000 مشارك في استبيان بالولايات المتحدة، مروا بأحلام غير عادية منذ ظهر الوباء.
السر وراء كوابيس كورونا
إن الكوابيس والأحلام واضطرابات النوم شائعة في أوقات الصدمات والكوارث، وأظهرت الأبحاث زيادة كبيرة في عدد وكثافة الأحلام المزعجة بعد هجمات 11 سبتمبر الإرهابية.
وتقول النظريات التي يعود تاريخها إلى زمن الطبيب النمساوي سيغموند فرويد إن أحلام الإنسان هي انعكاس للواقع، وعندما يحدث شيء مخيف، فإن الشخص يشعر بالقلق في النهار، ولكنه يرى أحلامًا أكثر قلقًا في الليل.
وبالطبع إن نمط الحياة الحالي، الذي يفرض ارتداء الكمامات وعدم لمسها أو لمس أي شيء دون غسيل اليدين والتزام مسافة على بُعد مترين عن الآخرين والبقاء بالمنزل التماسًا للأمان، يعد مثيرًا للقلق والمخاوف أكثر من أي شيء آخر.
تذكر الأحلام
ويقول بروفيسور مارك بلاغروف، أستاذ علم النفس في المختبر الطبي لأبحاث النوم بجامعة سوانسي في ويلز: “لا نميل إلى الحلم بما هو دنيوي بالنسبة لنا، بل نعطي الأولوية لما أثر علينا عاطفيًا، ونفعل ذلك كثيرًا بطريقة مجازية”.
وتقول بروفيسور باريت: “نحن ننام حاليا لفترة أطول إلى حد ما من المعتاد، وهذا ما يؤدي إلى المزيد من الأحلام. كما أن ظاهرة زيادة الكوابيس وتذكر تفاصيلها أكثر قليلاً”.
كما توضح بروفيسور باريت أن السبب الرئيسي لتذكر تفاصيل الحلم هو النوم لأطول فترة ممكنة، ولكن “عليك أن تستيقظ من حلم لتتذكره. فإذا انتقلت إلى مرحلة أخرى من النوم، فسوف يتم نسيان أحداثه إلى الأبد”.
محاكاة واقعية لحياة اليقظة
وتقول نظرية حديثة عن الحلم طرحها بروفيسور بيل دومهوف، أستاذ علم النفس في جامعة كاليفورنيا في سانتا كروز، إن الأحلام “هي في الغالب محاكاة واقعية لحياة اليقظة”. ويبدو أن الأحلام الوبائية التي يقوم الباحثون بجمعها وتصنيفها في جميع أنحاء العالم تدعم هذه النظرية.
يعكف عدد متزايد من المجموعات البحثية على دراسة بيانات الأحلام لمعرفة ما إذا كانت هناك اختلافات في سيناريوهات الأحلام وكثافتها بين العاملين في مجال الرعاية الصحية وغيرهم من المهنيين ومن يمكثون في منازلهم التزامًا بنصائح الوقاية الاحترازية.
ويقول بلاغروف: “أظهرت نتائج الدراسات أن هناك إحالة شفافة تمامًا لحياة اليقظة الحالية. فعلى سبيل المثال، يحلم الطبيب بالعمل على علاج جديد لكوفيد-19 باستخدام بيض السمان المسلوق. وعند متابعة المحتوى السطحي للحلم، ستجد أن الطبيب يفكر في شراء قطع شوكولاتة [بحجم] بيض السمان للعائلة لإسعادهم وراحتهم”.
يقول بلاغروف: “يبدو أن جميع جوانب وباء كورونا، السلبي أو الإيجابي، تظهر في الأحلام. لقد رأى أحد الأشخاص حلمًا بأن العالم الطبيعي أصبح شريرًا مع أوراق متغيرة على الأشجار، بينما شاهد آخر حلمًا بأنه يستعد لحضور جنازة، وهناك من كان يحلم بأنه خرج من المنزل لمحاولة الحصول على الطعام للعائلة”.
صداع الأحلام السيئة
وتقول بروفيسور باريت إن الاهتمام بالأحلام أمر مهم. وربما يسبب الكابوس بعض الإزعاج ويؤثر على الحالة المزاجية والسلوكية للشخص في اليوم التالي، مما يتسبب فيما يسميه البعض “صداع الأحلام السيئة”. ولكن تشير الأبحاث إلى أن الحلم بأشياء مخيفة هو آلية دفاع ضرورية، إذ يجعل مخ الإنسان أكثر قدرة على التعامل مع التوتر والعواطف الواقعية والتفاعل معها.
ويمكن أن يساعد التحدث عن الأحلام مع الآخرين، مهما كان ما جرى في الحلم، على البقاء على تواصل بالمحيطين ويمنح القدرة على التعامل مع حالة التوتر العاطفية. ولطالما تم تشجيع تنظيم مجموعات الدعم والعلاج للحديث كوسيلة لرعاية الأشخاص وتعزيتهم في أوقات الشدة والصعوبات.
تدوين تفاصيل الأحلام
وتقول باريت: “لم أكن لأتنبأ أبدًا بهذا القدر من الحيوية في الحلم أو الاهتمام بالأحلام. إنها أزمة، لكنها أزمة [مقبولة ومحتملة نوعا] نبقى فيها في المنزل ويمكننا مشاركة الأحلام على الإفطار”.
ومن النصائح الأخرى التي ذكرتها بروفيسور باريت أنه يمكن وضع دفتر وقلم على المنضدة المجاورة للسرير وتدوِّين أي أفكار يتذكرها الشخص في اللحظة الأولى التي يستيقظ فيها، سواء كان يقص ما يراه في أحلامه أو كوابيسه مع الآخرين أم لا، فالأمر متروك له.