بعد أن تلقى الملايين حول العالم اللقاحات المختلفة لفيروس كورونا المستجد، برزت أسئلة عديدة أبرزها ما مدى إمكانية نقل الفيروس من الشخص الذي تلقى اللقاح إلى الأصحاء؟ وهل اللقاحات المطروحة حالياً فعّالة ضد السلالات المتحورة من فيروس كوفيد-19؟

وكذلك ومع انتشار سلالات جديدة من أنفلونزا الطيور في بعض الدول الأوروبية، ما تسبب في نفوق آلاف الدواجن، يبرز السؤال الأهم وهو ما مدى استعداد العالم لمواجهة ذلك الفيروس حال انتشاره، بالتزامن مع فيروس كورونا؟

“العربية.نت” توجهت بهذه الأسئلة، التي تؤرق الملايين حول العالم، إلى الدكتورة رنا الحجة، مدير إدارة البرامج بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، حيث قالت إنه بينما يدخل 13 لقاحاً الأطوار النهائية من المرحلة الثالثة للتجارب السريرية، أدرجت منظمة الصحة العالمية لقاح فايزر-بيونتك في قائمة الاستخدام الطارئ وذلك في 31 ديسمبر 2020. وتقوم المنظمة الآن بمراجعة ملفي لقاحات موديرنا وأسترازينيكا، وتعمل عن كثب مع وكالة الأدوية الأوروبية، جنبًا إلى جنب مع بعض الوكالات التنظيمية الوطنية الأخرى، ونتوقع أن تصدر لجاننا رأيًا قريباً.

ما تأثير السلالات الجديدة من فيروس كورونا على اللقاحات المطروحة؟

وأضافت الحجة، أنه لم يثبت حتى الآن أن للسلالات الجديدة من الفيروس تأثيراً على فعالية اللقاحات الموجودة حاليا. ولا يوجد لدينا دلائل تجعلنا نتوقع هذا التأثير، ومع ذلك فنحن نتابع عن كثب ونبحث التغيرات الجديدة ونشكل رأينا على أساس العلم والدلائل العلمية.

و”نؤكد أن منظمة الصحة العالمية ستعتمد فقط اللقاحات التي ثبت قطعياً بالدلائل الموثقة أنها آمنة وفعالة. ونؤكد أن اللقاحات – بالاقتران مع تدابير الصحة العامة الأخرى المجربة والمختبرة – ستساعد في احتواء الجائحة. لذلك نحث على مواصلة إجراءات الصحة العامة الأساسية لمنع انتقال العدوى وتقليل الوفيات”.

هل متلقي اللقاح يحمي المحيطين به أو ينقل الفيروس لهم؟

أوضحت الدكتورة رنا الحجة أن اللقاحات بصفة عامة تمد متلقيها بدرجة من المناعة التي تحول دون إصابته بالفيروس طوال مدة تمتعه بالمناعة، ولكن إمكانية أن يكون حامل للفيروس وقادر على نقله للمحيطين لا تزال قيد البحث. لذا فإن منظمة الصحة العالمية أكدت على ضرورة الاستمرار في الإجراءات الاحترازية واستخدام الكمامة إلى أن نصل إلى نسبة تمنيع عالية داخل المجتمع.

وأضافت أن “ما سنعمل عليه هو السعي لمعرفة مدى المناعة التي يتيحها اللقاح المضاد لكوفيد-19. مع ملاحظة أن المناعة قد تتفاوت من لقاح لآخر ومن شخص لآخر وفق معايير متعددة، منها الحالة الصحية العامة لمتلقي اللقاح وقوة جهازه المناعي”.

متى سيتم توزيع اللقاحات التي اعتمدت على دول شرق المتوسط؟

تابعت الحجة بأن جميع بلدان إقليم شرق المتوسط البالغ عددها 22 دولة مشاركة في مرفق “كوفاكس” المعني بضمان التوزيع العادل والمنصف والسريع للقاحات فور إتاحتها للتداول. ونصف بلدان الإقليم المشاركة في مرفق “كوفاكس” تمول مشترياتها من اللقاح المضاد لكوفيد-19 تمويلاً ذاتياً كاملاً باعتبارها من الدول ذات الدخل المرتفع. لكنها تستفيد من التسهيلات التي يتيحها مرفق “كوفاكس” ومن الدعم الفني الذي تقدمه منظمة الصحة العالمية والشركاء المعنيون.

وأضافت: “أما باقي بلدان الإقليم وهي البلدان ذات الدخل المنخفض أو التي تقع في الشريحة الدنيا من الدخل المتوسط، فتشارك فيما يسمى بالتأهيل المسبق للشراء. منها 7 بلدان مؤهلة للحصول على مساعدة التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع، و4 بلدان غير مؤهلة للحصول على مساعدة التحالف العالمي للقاحات والتمنيع”.

ماذا عن السلالة الجديدة من فيروس انفلونزا الطيور الذي بدأ ينتشر في أوروبا؟

أشارت مدير إدارة البرامج بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أن فيروسات إنفلونزا الطيور تنتقل بشكل طبيعي بين الطيور المائية البرية في جميع أنحاء العالم. ويمكن أن تصاب الطيور المائية البرية بفيروس أنفلونزا الطيور في أمعائها وجهازها التنفسي، ولكنها لا تمرض في العادة. ومع ذلك، قد تصاب الطيور الداجنة أو المنزلية (الدجاج والديك الرومي وما إلى ذلك) بفيروس أنفلونزا الطيور من خلال الاتصال المباشر مع الطيور المائية المصابة أو غيرها من الطيور الداجنة المصابة، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة بالفيروسات.

كما أن فيروسات إنفلونزا الطيور معدية جدًا بين الطيور ويمكن لبعض هذه الفيروسات أن تسبب مرض أو وفاة بعض أنواع الطيور الداجنة، بما في ذلك الدجاج والبط والديك الرومي. وما نؤكد عليه أنه لم يتم تسجيل أي حالات إصابة بشرية بهذا الفيروس.

هل يمكن أن يندمج فيروس كورونا مع فيروس انفلونزا الطيور؟

أضافت الحجة أن فيروسات كورونا عائلة فيروسية مختلفة عن العائلة الفيروسية المسببة للإنفلونزا، ولا يمكن أن يحدث اندماج بينهما. ولم يسبق رصد حالات اندماج بين فيروسات من عائلات فيروسية مختلفة.

كيف سيتم التعامل مع انفلونزا الطيور لعدم انتشارها في دول أكثر؟

وتابعت بأن معظم دول الإقليم لديها أنظمة وخطط لترصد الأمراض الحيوانية المنشأ والتعامل معها. ويتم ذلك بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية مثل منظمة الأغذية والزراعة (الفاو). ولم يتم رصد حالات من هذا النوع مؤخراً في دول الإقليم، ونحث بلدان إقليم شرق المتوسط على تعزيز نظم الترصد لاكتشاف أية حالات في حالة وقوعها.

ما هي سمات السلالة الجديدة من إنفلونزا الطيور؟

وفي نهاية حديثها أشارت الحجة، أن الموضوع قيد البحث والدراسة. ولكن ما نستطيع قوله الآن إنه لم يتم إلى الآن تسجيل أي حالات بشرية مصابة بهذا الفيروس، ولكن المرض ينتشر بين الطيور مسبباً مرض قد يؤدي الى نفوق الطيور في المزارع.

alarabiya.net