تشهد بلدان عدة حول العالم ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا منذ ظهور السلالة أوميكرون المتحورة من الفيروس.
وتم الإبلاغ عن ملايين الحالات في جميع أنحاء العالم، وقالت منظمة الصحة العالمية إن الفيروس شديد العدوى يمكن أن يصيب أكثر من نصف سكان أوروبا بحلول شهر مارس المقبل، فيما توقع بعض المسؤولين الأميركيين أن معظم الناس سيصابون بالعدوى في مرحلة ما.
هذا وحذر مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، الأربعاء، من أن المتحور أوميكرون الذي ينتشر بوتيرة لم يشهدها العالم منذ بدء وباء كوفيد-19 “يبقى فيروسا خطرا” رغم أنه يتسبب بعوارض أقل شدة.
وقال خلال مؤتمر صحافي “رغم أن أوميكرون يسبب أعراضا أقل خطورة من دلتا (المتحور الذي كان مهيمنا حتى الآن)، إلا أنه يبقى فيروسا خطرا خصوصا للأشخاص غير المطعمين”.
وهذا المتحور الذي اكتشف في جنوب إفريقيا نهاية نوفمبر 2021، انتشر بكثافة منذ ذلك الحين في العالم بمستويات غير مسبوقة منذ بدء الوباء.
وأعراض أوميكرون الأقل شدة خصوصا بالنسبة إلى الأشخاص الملقحين بالكامل والذين تلقوا الجرعة المعززة، مقارنة بالمتحور دلتا، دفعت البعض الى اعتباره مرضا “خفيفا”.
تعبيرية
لكن غيبرييسوس حذر من أن “المزيد من العدوى يعني المزيد من دخول المستشفيات، والمزيد من الوفيات، المزيد من الناس الذين لن يتمكنوا من العمل بما يشمل الأساتذة والطواقم الطبية، والمزيد من الأخطار لظهور متحور آخر يكون أكثر عدوى ويتسبب بوفيات أكثر من أوميكرون”.
من جهته، قال مايكل راين مسؤول الأوضاع الطارئة لدى منظمة الصحة العالمية “إنه ليس مرضا خفيفا، إنه مرض يمكن الوقاية منه باللقاحات”.
وأضاف “الآن ليس وقت التخلي عن كل شيء، وخفض الحذر، ليس الوقت المناسب للقول إنه فيروس مرحب به، ليس من المرحب بأي فيروس”.
يأمل البعض بأنه بسبب معدل انتشاره السريع، أن يحل أوميكرون محل المتحورات الأكثر خطورة ويتيح تحويل الوباء الى مرض يمكن التحكم به بشكل أسهل.
بالنسبة إلى الطبيبة ماريا فان كيركوف المسؤولة عن إدارة جائحة كوفيد-19 في منظمة الصحة العالمية، فإن “الفيروس في طريقه ليصبح متوطّنا لكننا لم نصل إلى هذه المرحلة بعد”، ويتسم الوضع بصعوبة توقع ما سيحدث، مثل ظهور متحوّرة جديدة.
وأضافت “ليس لدينا القدرة نفسها على التوقع كما هي الحال مع الإنفلونزا التي هي موسمية، وقد نحصل عليها مع كوفيد-19 لكن لم نصل إلى تلك المرحلة بعد، وبالتالي نحن حذرون في توقعاتنا”.
تعبيرية
وأوضحت أنه كان ممكنا وضع حد للوباء لكن شرط ارتفاع معدلات التلقيح في كل أنحاء العالم وليس فقط في الدول الغنية، بالإضافة إلى خفض معدلات الإصابة.
وقالت “الطريقة التي ستنتهي الجائحة بها متروكة لنا تماما”.
وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن “يستمر الفيروس في التطور” كما تتوقع أيضا استمرار تفشي العدوى بين الأشخاص غير الملقحين وأن يشهد العالم جوائح متزامنة، كوفيد والإنفلونزا على سبيل المثال، لأن الناس سيبدأون الالتقاء مجددا.
وعوارض أوميكرون الأقل شدة خصوصا بالنسبة للأشخاص الملقحين بالكامل والذين تلقوا الجرعة المعززة، مقارنة مع المتحورة دلتا دفعت بالبعض الى اعتبارها مرضا “خفيفا”.
وتسبّب فيروس كورونا بوفاة ما لا يقل عن 5,503,347 شخصا في العالم منذ ظهر في الصين في ديسمبر 2019.
وسجّلت الولايات المتحدة أعلى عدد للوفيات جرّاء الفيروس بلغ 842,322 حالة تليها البرازيل (620,238) والهند (484,655) وروسيا (318,432).
وتقدّر منظمة الصحة العالمية أن العدد الإجمالي للوفيات قد يكون أعلى بمرّتين إلى ثلاث، آخذة في الاعتبار العدد الزائد للوفيات المرتبة بالوباء.