تارخ النشر: الاثنين 13 أبريل 2020 KSA 08:00 – GMT 05:00
المصدر: دبي- العربية.نت
لا يزال العالم لا سيما القطاع الطبي يسعى للحصول على كافة الأجوبة بشأن الوباء الذي طال 193 دولة حاصداً أرواح الآلاف، ولا يزال السباق العلمي متواصلاً لفك “طلاسم” هذا الفيروس المستجد.
وفي آخر جولات هذا السباق، نشر باحثون من جامعة كامبريدج دراسة حديثة، بحسب ما أفادت صحفتا “نيويورك تايمز وإيكونوميك تايمز”، أوضحت أن ثلاث سلالات متميزة من فيروس كورونا تطورت، وراحت كل سلالة تؤثر على أجزاء مختلفة من العالم.
كما أضاف العلماء أنه تم العثور على النوعين “أ” و “ج” (أو “سي”) بنسب كبيرة بين الأوروبيين والأميركيين، في حين أن النوع “ب” كان النوع الأكثر شيوعًا في شرق آسيا.
إلى ذلك، أوضحوا أن النوع A هو النوع الأول أو “الأصل أو نوع الأجداد الأول في سلالة الفيروس” إذا أمكن القول، الذي يشبه إلى حد بعيد السلالة التي اكتشفت في الخفافيش، والتي يذكرها الكثيرون على أنها نقطة المنشأ المحتملة للفيروس الذي يعيث فسادًا في جميع أنحاء العالم.
كما لفت باحثو كامبريدج إلى أن الفيروس التاجي المستجد تحول لاحقًا إلى الأنواع الأخرى التي أثرت على أجزاء مختلفة من العالم.
تحليل أول 160 جينوم
وللتوصل إلى خلاصتهم هذه، أعاد العلماء بناء “المسارات التطورية” المبكرة للفيروس مع انتشاره بداية في ووهان الصينية، ومن ثم ظهوره في أوروبا وأميركا الشمالية، مسلطين الضوء على الطفرات التي مرت بها الفيروسات التاجية الجديدة منذ نشأتها.
ورأى الباحثون أن تلك السلسلة أو هذا التطور، أظهر ثلاثة “متغيرات” مميزة من كوفيد 19، تتكون من مجموعة سلالات وثيقة الصلة، أطلقوا عليها اسم “أ” و “ب” و “ج”.
وعبر تحليل أول 160 جينوم للفيروس حددت الدراسة، التي نشرت في مجلة PNAS، الانتشار الأصلي للفيروس التاجي الجديد SARS-CoV-2، من خلال طفراته في الأنساب.
تتبع شجرة العائلة
وفي هذا السياق، قال عالم الوراثة بيتر فورستر، المؤلف الرئيسي للدراسة من جامعة كامبريدج، “هناك الكثير من الطفرات السريعة لتتبع شجرة عائلة COVID-19 بدقة. استخدمنا “خوارزمية” شبكة رياضية لتصور جميع الأشجار المعقولة في وقت واحد”.
كما أوضح أن تلك التقنيات تُستعمل في الغالب لرسم خرائط لحركات السكان ما قبل التاريخ من خلال الحمض النووي. وتابع:” نعتقد أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام تلك الطريق لتتبع طرق الإصابة بفيروس تاجي مثل COVID-19″.
يشار إلى أن العلماء جمعوا عينات وبيانات من جينومات الفيروس من جميع أنحاء العالم بين 24 ديسمبر 2019 و 4 مارس 2020.
الفيروس البشري الأصلي
ووفقًا لفورستر وفريقه فإن أقرب نوع من الفيروس إلى النوع الذي تم اكتشافه في الخفافيش هو النوع “أ” ، “جينوم الفيروس البشري الأصلي” – الذي ظهر في ووهان، لكن المدهش أنه لم يكن نوع الفيروس الذي انتشر في المدينة!
كما قالوا إن النسخ المتحولة من “أ” شوهدت بين الأميركيين الذين عاشوا في ووهان، وتم العثور على عدد كبير من فيروسات النوع “أ” بين المرضى من الولايات المتحدة وأستراليا.
إلى ذلك أوضحوا أن نوع الفيروس الرئيسي في ووهان كان “ب” ، بل سجل بين كافة المرضى في أنحاء شرق آسيا، لكن البديل لم ينتقل خارج المنطقة دون مزيد من الطفرات أو التغيرات.
وبناءً على ذلك، رأى العلماء أنه ربما كان هناك “حدث مؤسس” في ووهان، أو “مقاومة” ضد هذا النوع من الفيروس خارج شرق آسيا.
أما بالنسبة لأوروبا فأوضحوا أن النوع “سي” هو الذي ظهر لدى المرضى الأوائل من فرنسا وإيطاليا والسويد وإنجلترا.
الخفافيش والبنغولين
إلى ذلك، أشارت الدراسة إلى أن النوع “أ” يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالفيروس الموجود في كل من الخفافيش والبنغولين، ويمكن وصفه بأنه “جذر التفشي” أو أساسه.
كما أوضحت أن النوع “ب” اشتق من “أ”، ثم اشتق النوع “سي” أو “ج” من “ب”، أو بمثابة ابن له!