مع انتشار جهود تلقي اللقاحات ضد فيروس كورونا حول العالم، ومع قرب دخول شهر رمضان المبارك، قد تبدو فكرة زيارة الأهل والأقارب، والتجمع حول مائدة الإفطار، مبهجة بعد أشهر طويلة من العزلة بالمنازل، إلا أنها مازالت تحمل بعض المخاطر.
وبالرغم من تلقي العديد من الأشخاص للقاحات كوفيد-19 المختلفة، إلا أن المخاطر المرتبطة بقضاء الوقت مع الآخرين لم يتم القضاء عليها تماماً، خاصة مع عدم حصول الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 16 سنة على اللقاحات.
تعبيرية
ويساور الكثيرون أسئلة عديدة عما إذا كان من الآمن أن يزور أولئك الأطفال غير المطعمين الأهل والأقارب في منازلهم المغلقة خلال هذه الفترة، خاصة مع دخول الشهر الكريم والذي يتميز بتجمع الأسر على مائدة واحدة وقت الإفطار.
وبحسب ما ورد في شبكة “سي ان ان” CNN، تقول الدكتورة أدا ستيوارت، طبيبة الأسرة في منظمة الصحة التعاونية في كولومبيا، ساوث كارولينا، ورئيس الأكاديمية الأميركية لأطباء الأسرة: “إذا تم تطعيمك ولكن لديك أطفال لم يتلقوا اللقاح، فيجب عليك عند زيارة الآخرين أو استقبال أحد أفراد الأهل أو الأقارب أو الأصدقاء في المنزل أن تنصح طفلك بوضع الكمامة والحفاظ على مسافة جيدة بينه وبين الآخرين، كما يجب أن يغسل الطفل يديه باستمرار خلال فترة الزيارة”.
تعبيرية
وأضافت: “هذا يعني أننا، إلى أن يتم تطعيمنا جميعاً، علينا أن نتوخى الحذر بشدة ونستمر في تطبيق التدابير الصحية للوقاية من كورونا”.
أما ريجينا ديفيس موس، المديرة التنفيذية المساعدة في جمعية الصحة العامة الأميركية، فترى أنه “بالنسبة للأطفال غير الملقحين الذين يرغبون في رؤية عائلاتهم وأقاربهم، فلا تزال التجمعات الافتراضية هي الحل الأفضل. ومع ذلك، إذا أردت زيارة الآخرين بالمنزل، فيجب أن يجلس الجميع في الهواء الطلق، ويضعون الأقنعة ويبتعدون عن بعضهم البعض لمسافة مترين على الأقل”.
وقالت المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها إن “الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل يمكنهم زيارة أشخاص آخرين تم تطعيمهم بالكامل أيضاً داخل منازل مغلقة دون وضع أقنعة أو تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي، ويمكنهم أيضاً زيارة الأشخاص غير الملقحين من دون وضع كمامات أو اتباع تباعد جسدي، بشرط ألا يكون أي من الأفراد غير المطعمين من ضمن الفئات المعرضة لخطر الإصابة الشديدة بكورونا”.
تعبيرية
ونصح خبراء الصحة أيضاً بتجنب حضور التجمعات متوسطة أو كبيرة الحجم، حيث إن الشخص قد لا يعرف ما إذا كان كل الحاضرين قد تلقوا التطعيم. كما نصحوا بتقليل مدد الزيارات بقدر الإمكان لتقليل احتمالية العدوى.
وتقول مراكز السيطرة على الأمراض: “سواء كنت في الداخل أو في الهواء الطلق، فمن المرجح أن تصاب بفيروس كورونا أو تنشره عندما تكون على اتصال وثيق بالناس لمدة 15 دقيقة أو أكثر”.
كريستال بوليت، الأستاذة المساعدة في علم الأوبئة في جامعة “ييل”، من جهتها، فترى أن الأشخاص عليهم أن يضعوا في اعتبارهم مقدار الوقت الذي يقضونه معاً وأنواع الأنشطة التي يقومون بها أيضاً، مشيرة إلى أن تناول الطعام وممارسة الرياضة مع الآخرين يزيدان احتمال انتقال العدوى لغير الملقحين بشكل كبير.
وتسبب فيروس كورونا بوفاة 2,890,054 شخصا في العالم منذ أن أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض نهاية ديسمبر 2019، حسب تعداد أجرته وكالة “فرانس برس” استناداً إلى مصادر رسميّة.
وتأكدت إصابة أكثر من 133,077,500 شخص بالفيروس منذ ظهوره.
وتعافت الغالبية العظمى من المصابين رغم أن البعض استمر في الشعور بالأعراض بعد أسابيع أو حتى أشهر.