تارخ النشر: السبت 18 أبريل 2020 KSA 19:07 – GMT 16:07
المصدر: العربية.نت – جمال نازي
بعد فترة طويلة من عدم اليقين، أصبح من المتاح لأعداد متزايدة من سكان الكثير من دول العالم الذهاب إلى معامل تحاليل أو لأطبائهم المعالجين للتأكد من ما إذا كانوا قد سبق أن أصيبوا بعدوى فيروس كورونا، أو أنهم يعانون منه بالوقت الحالي، وفقاً لما نشره موقع “Futurism”.
حتى الآن، تم إجراء اختبارات PCR للملايين حول العالم لفحص ما إذا كانوا مصابين بمرض كوفيد-19، ولكن التطور الحديث الذي طرأ على اختبارات الدم للأجسام المضادة، والتي يمكنها قياس الاستجابة المناعية للشخص لمرض كوفيد-19، ربما يصبح من الممكن تحديد ما إذا كان الجهاز المناعي لأي شخص قد قام بتكوين عناصر مقاومة ضد فيروس كورونا، ويتوقع الكثيرون أن يكون هذا هو الحال حيث يقوم الجهاز المناعي للإنسان بتجهيز نفسه ضد الالتهابات المستقبلية.
عدوى وحجر صحي ذاتي
ويروي براندان روبرتسون، وهو مؤلف من سان دييغو بكاليفورنيا، تجربته مع واحد من أحدث اختبارات الدم المُطورة حديثاً، قائلًا: تبدأ الأحداث منذ شهر فبراير، عندما كنت أقوم برحلة في أوروبا عندما بدأ تفشي فيروس كورونا هناك. وسارعت بالعودة إلى الولايات المتحدة، لكن بعد بضعة أسابيع بدأت المعاناة من أعراض مقلقة، مثل سعال وبعض ضيق التنفس. وفي 6 مارس، أصبحت الأعراض أكثر حدة، وبدأ ارتفاع درجة حرارة جسمه وبادر بالاتصال بطبيبه بدلاً من الذهاب للكشف بالعيادة. ونصحه الطبيب بالبقاء في المنزل لفترة حجر صحي ذاتي مدتها 14 يومًا، ومتابعة ما إذا كانت حالته تتحسن.
ويردف روبرتسون قائلا: “قمت باتباع توجيهات الطبيب، ومكثت في السرير لمدة أسبوعين في راحة تامة. ولم يكن الأمر فظيعًا، إنه مثل حالة نزلة برد أو إنفلونزا شديدة.”
اختبار في ساحة انتظار سيارات!
ويضيف روبرتسون أنه عندما انتهت فترة الحجر الصحي الذاتي، بدأ في التنقل والخروج بالشهر الماضي ولكن لم يكن متأكدًا مما إذا كنت مازال حاملا للفيروس أم لا، لذلك التزم بكل الإجراءات الاحترازية بداية من التباعد الاجتماعي وارتداء القفزات والكمامة الواقية ونظافة اليدين.
ويقول روبرتسون إنه تلقى رسالة بريد إلكتروني الأسبوع الماضي، من إحدى شركات الخدمات الطبية يعرض عليه إجراء اختبار الأجسام المضادة لفيروس كورونا. وذهب بالفعل في اليوم التالي، حيث تم في البداية فحصه داخل مكتب الرعاية الصحية والتأكد من أنه لا يعاني من أي أعراض في الوقت الحالي ثم طلبوا منه التوجه إلى ساحة انتظار سيارات خلف المكتب، حيث وجد طاولة تجلس إليها ممرضتان قامتا بوخز إصبعه، ثم عادتا بعد عشر دقائق بالضبط ليخبراه أنه مريض كوفيد-19.
الاحتمالات الثلاثة
وعلى الرغم من غرابة التجربة، على حد وصف روبرتسون، إلا أن الاختبار يغطي ثلاثة احتمالات هي أن يكون الشخص غير مصاب بالعدوى، أو أنه مصاب حاليا ولديه جسم مضاد في جهاز المناعي يحارب الفيروس، أو الاحتمال الثالث هو أنه كان مصابا بعدوى وتعافى منها، ويمتلك أجساما مضادة يمكن أن تكافح تجدد الإصابة مرة أخرى، لكن لا تحقق مناعة ووقاية من العدوى مجدداً. وللسبب الأخير كان على روبرتسون أن يلتزم بكل نصائح الهيئات الصحية والأطباء.
أعداد المصابين والمتعافين أكثر
ويشرح روبرتسون كيف أنه شعر بالراحة بعدما عرف نتيجة الاختبار ويعرب عن اعتقاده بأنه يجب أن يبادر الجميع بإجراء هذه الاختبارات، وأنها الطريقة الواضحة لمجابهة كوفيد-19. ويرى روبرتسون أن ما كشفه هذا الاختبار بالنسبة له هو أن عدد الأشخاص، الذين أصيبوا بالفيروس أكثر بكثير مما تظهره أرقام البيانات والإحصائيات اليومية والرسمية، موضحا أن الكثير من الحالات مثله لم تجر لهم اختبارات PCR أثناء مرضهم، وبالتالي فإنهم لم يتم حصرهم وهم أنفسهم لن يعرفوا أنهم كانوا يعانون من كوفيد-19 أم نزلة برد شديدة إلى حين يقومون بإجراء اختبار الأجسام المضادة بالدم.
نصيحة مُجرب
ويختتم روبرتسون حديثه الحصري مع موقع Futurism ناصحًا أي مريض بأن يسارع بالخضوع للفحص لتحديد سبل العلاج وتفادي تفاقم الحالة، وإذا كان هناك من لديه مخاوف بأنه بإصابته بعدوى كورونا ولا يعاني من أعراض أن يلتزم بالإجراءات الاحترازية والحجر الصحي الذاتي مع ضرورة أيضا إجراء اختبار الأجسام المضادة للفيروس من أجل ضمان الحماية لنفسه ولأحبائه وزملائه وجيرانه.