آخر تحديث: الخميس 23 شعبان 1441 هـ – 16 أبريل 2020 KSA 09:05 – GMT 06:05
تارخ النشر: الخميس 23 شعبان 1441 هـ – 16 أبريل 2020 KSA 08:57 – GMT 05:57

المصدر: لندن- كمال قبيسي

علماء من معظم العالم، أصبحوا متفائلين بعد أن حللوا في الأسابيع الأخيرة نتائج اختبارات أكدت أن بدماء الذين أصابهم “كورونا” المستجد، ونجوا متعافين منه فيما بعد، سلاح جاهز وطبيعي بلا مضاعفات، وكفيل بالقضاء على الفيروس بعد أن يتسلل الى الجسم ليتكاثر في خلاياه.

وأكثر من أشار الى هذا التفاؤل وتحمس لنتائج الاختبارات، هو الدكتور Anthony Fauci مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، المعروف بأحرف NIAID اختصارا، والعضو بفريق عمل البيت الأبيض لمكافحة المستجد وغيره من الفيروسات بالولايات المتحدة، وفقا لما ألمت به “العربية.نت” من تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الثلاثاء، وملخصه أن دم المتعافى من عدوى فيروسية، ينتج بروتينات تحارب الفيروس نفسه “بأجسام مضادة” يمكن استخراجه منه لضخها في دم المريض لتحميه مما قد يقضي عليه.

ويشرح التقرير، بأن العثور على أجسام مضادة بدم الشخص الذي تم تحليله، يعني أنه كان مصابا ولديه الآن دفاعات جزيئية لمحاربة الفيروس الذي جعله مريضا، وهو ما يسمونه “المناعة” المزودة بدفاعات بيولوجية كافية لمكافحة العدوى والأمراض التي يمكن للأطباء نقل جزيئاتها كأجسام مضادة إلى دماء المصابين بالفيروس نفسه، لتساعد بعلاجهم.

[embedded content]

سبق أن تم استخدام “الأجسام المضادة” في أزمات صحية أخرى، وبنجاح كبير، وفقا لما قاله بروفسور في كلية Johns Hopkins Bloomberg School of Public Health التي تأسست في 1916 بولاية ميرلاند الأمبركية، وهو Arturo Casadevall الشارح أن العملية تم استخدامها حين تفشت الإنفلونزا الاسبانية في 1918 وقتلت الملايين.

وذكر البروفسور أيضا، أن عملية نقل الأجسام المضادة من دماء متعافين الى دماء آخرين مصابين، تمت بشكل خاص حين تفشى “النكاف” وشلل الأطفال والحصبة بأوائل القرن الماضي، فيما كان أحدث استخدام لها، بعد أن ظهر فيروس SARS في ديسمبر 2002 بالصين، وتفشى بعد شهرين بوباء انتشر بمتلازمة تنفسية حادة ووخيمة، عانى منها 8096 في 29 دولة، فقضى 724 نحبهم منها، وبعدها توارى “سارس” عن الأنظار من دون اكتشاف لقاح له للآن، وربما يعود ثانية.

يبدأ كل شيء بالبحث عن الأجسام المضادة في بلازما دم المتعافي لمعرفة اذا لديه كميات تكفي لمكافحة الفيروس، حيث يشير القسم الأصفر في الأنبوب الى البلازما، والأزرق الى الكريات البيضاء، والأحمر لخلايا الدم يبدأ كل شيء بالبحث عن الأجسام المضادة في بلازما دم المتعافي لمعرفة اذا لديه كميات تكفي لمكافحة الفيروس، حيث يشير القسم الأصفر في الأنبوب الى البلازما، والأزرق الى الكريات البيضاء، والأحمر لخلايا الدم

ويطلقون على العلاج بنقل الأجسام المضادة من شخص الى آخر، اسم العلاج بالبلازما النقاهية، الا أنه لم يتم استخدامها بعد في علاج المصابين بكورونا، إلا أن اختبارات أولية تم إجراؤها في الصين أظهرت نتائج، شجعت “إدارة الغذاء والدواء الأميركية ” أن تسمح للأطباء باستخدامها في عملية تبدأ بالتشخيص للتأكد من أن المتعافين لم يعودوا حاملين للفيروس، ثم البحث عن الأجسام المضادة في بلازما دمائهم للتأكد من إنتاج كميات كافية منها لضخها في دم المصاب، بحيث يكافح جسمه الفيروس، في عملية لخصها بيتان من الشعر العربي في قديم الزمان:
دَواؤُكَ فيكَ وَما تُبصِرُ.. وَدَاؤُكَ مِنكَ وَما تَشعُرُ
أَتَزعُمُ أَنَّكَ جُرمٌ صَغير.. وَفيكَ اِنطَوى العالَمُ الأَكبَر

alarabiya.net