سنتان وأكثر على انتشار فيروس كورونا المستجد في أرجاء العالم، دون أي دليل يكشف مصدره أو السبب أو حتى يلقي المسؤولية على أحد، ومع ذلك، يطل “مختبر ووهان” إلى الساحة بين الحين والآخر.
والجديد اليوم أن علماء يعتقدون أن كوفيد19، تسرّب فعلاً من المختبر، إلا أنهم لا يجادلون بهذه النقطة خوفاً من تأثيراتها على “الانسجام الدولي”.
رسائل تفضح
فقد أظهرت رسائل البريد الإلكتروني إلى خبير الأمراض المعدية ومستشار البيت الأبيض، أنتوني فاوتشي، في بداية الجائحة، تفسيراً محتملاً للمصدر، إلا أن مخاوف معينة منعت كشف المزيد.
كما أوضحت تلك الرسائل أن علماء بالفعل ناقشوا بجدية نظرية التسرب من المختبر، إلا أنهم يخشون أن يؤدي الجدل إلى الإضرار بالعلوم في الصين، وذلك وفقا لتقرير نشرته صحيفة “التيلغراف” البريطانية.
وأضافت المعلومات أن علماء بارزون من بريطانيا وأميركا يرون أنه من المحتمل أن يكون فيروس كورونا قد تسرب عن طريق الخطأ من المختبر، إلا أنهم كانوا قلقين من أن المزيد من النقاش سيضر بالعلم في الصين.
ورد في رسالة بريد إلكتروني وصلت من جيريمي فارار، الباحث الطبي البريطاني ومدير مؤسسة ويلكوم ترست، والأستاذ في أوكسفورد، يوم الثاني من فبراير/شباط من 2020 ، أوضحت أن التفسير المحتمل هو أن كورونا قد تطور سريعا من فيروس شبيه بـ السارس داخل الأنسجة البشرية في مختبر يفتقر لأدوات الأمان.
وتابعت الرسالة الموجهة إلى الدكتور فاوتشي والدكتور فرانسيس كولينز من معاهد الصحة الوطنية الأميركية، آنذاك، أن مثل هذا التطور ربما يكون قد خلق عن طريق الخطأ فيروسا مهيأ للانتقال السريع بين البشر.
تحذيرات من فضح المستور
إلا أن أحد العلماء البارزين أخبر جيريمي أن المزيد من النقاش من شأنه أن يلحق ضرراً غير ضروري بالعلم بشكل عام، وللعلم في الصين بشكل خاص.
كما حذر الدكتور كولينز، المدير السابق لمعاهد الصحة الوطنية الأميركية، من أن ذلك قد يضر “بالانسجام الدولي”.
وقد أظهرت الرسائل رأياً آخر، حيث اعتقد علماء أن الفيروس لا يمكن أن يتطور بشكل طبيعي.
الكنز الدفين.. ووهان مربط الفرس
في حين اعتبر مؤلف البحث أن رسائل البريد الإلكتروني هذه افتقارا مؤسفا للانفتاح والشفافية بين العلماء الغربيين الذين يبدو أنهم كانوا أكثر اهتماما بإغلاق فرضية اعتقدوا أنها معقولة جدا لأسباب سياسية.
يذكر أن تلك التفاصيل قد خرجت للعلن بعد أن سُمح لأعضاء لجنة الرقابة بمجلس النواب الأميركي بالاطلاع على الوثائق، عقب شكوى منهم.
وأظهرت الرسائل أيضاً أنه بحلول 2 فبراير/شباط من عام 2020، كان العلماء يحاولون فعلاً إغلاق النقاش في نظرية التسرب في المختبر.
وتبحث وكالات الاستخبارات الأميركية منذ أشهر في كنز دفين من البيانات الجينية التي يمكن أن تكون مفتاحاً للكشف عن أصل الفيروس وذلك بمجرد أن يتمكنوا من فك شفرتها، حيث يحتوي هذا الكم الهائل من المعلومات على مخططات جينية مستمدة من عينات الفيروس التي تمت دراستها في مختبر ووهان بالصين والتي يعتقد بعض المسؤولين أنها ربما كانت مصدر تفشي الفيروس، وفقاً لما قاله العديد من الأشخاص المطلعين على الأمر لشبكة “سي أن ان” كشفوا عنه في أب/أغسطس الماضي.