في وقت خلق المتحور الجديد لكورونا تخوفات في الأوساط العلمية وأثار قلقاً في العالم أجمع، فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء، أن  أوميكرون ينتشر بوتيرة غير مسبوقة وأصبح على الأرجح متفشيا في معظم دول العالم.

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في مؤتمر صحافي، إن “77 دولة أبلغت حتى الآن عن إصابات بأوميكرون، لكن الواقع هو أن أوميكرون موجود على الأرجح في معظم الدول حتى لو لم يتم رصده بعد”، لافتاً إلى أن “أوميكرون ينتشر بوتيرة لم نرَ مثلها من قبل مع أي متحور آخر”، وفق فرانس برس.

كما أضاف غيبرييسوس: “نحن قلقون حيال واقع أن الناس يتعاملون مع أوميكرون على أنه حميد… حتى لو أن أوميكرون يسبب مرضاً أقل خطورة، إلا أن عدد الحالات قد يُغرق مرة جديدة أنظمة الصحة غير الجاهزة”.

كذلك حذر أيضاً المجتمع الدولي من أن اللقاحات وحدها لن تسمح لأي دولة بالخروج من الأزمة، داعياً إلى استخدام كافة الوسائل المتاحة المضادة لكوفيد على غرار وضع الكمامات والتهوية المنتظمة للقاعات المغلقة واحترام التباعد الاجتماعي. وقال: “افعلوا كل ذلك. افعلوه بشكل متسق. افعلوه جيداً”.

 لكن السؤال المطروح الآن هو لماذا تحديداً المتحور أوميكرون أثار رعب العالم من جديد ؟ او ربما البعض قال إننا سوف نعود إلى المربع الأول , بالفعل الكثير من الدول عادت وأغلقت حدودها خوفاً من هذا المتحور  ايضا أفادت دراسة بأن اللقاحات الثلاثة المضادة لفيروس كورونا والمصرح باستخدامها في الولايات المتحدة بدت أقل قدرة بشكل ملحوظ على توفير الحماية من المتحور أوميكرون وذلك خلال تجارب معملية.

وأشارت الدراسة التي أجراها باحثون مستشفى ماساتشوستس العام التابع لجامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، والتي لم تخضع للمراجعة بعد، إلى أنه من المحتمل أن تستعيد اللقاحات فاعليتها ضد “أوميكرون” إلى حد بعيد عن طريق جرعة معززة.

وأجرت الدراسة اختبارات على دم أشخاص حصلوا على لقاحات موديرنا وجونسون أند جونسون وفايزر، ضد فيروس مصمم ليشبه السلالة “أوميكرون”.

ووجد الباحثون أن قدرة الأجسام المضادة على مقاومة السلالة كانت منخفضة أو منعدمة عند الحصول على اللقاحات وفقا للنظم المعتادة وهي جرعتان بالنسبة للقاحي مويدرنا أو فايزر، أو جرعة واحدة من لقاح جونسون أند جونسون.

ووجدت الدراسة كذلك أن عينة الدم المسحوبة من المتلقين الجدد لجرعة معززة أظهرت مقاومة قوية للسلالة، حسبما نقلت “رويترز”.

أوميكرون …  ظهر في نهاية نوفمبر الماضي

في نهاية نوفمبر الماضي، صنفت منظمة الصحة العالمية متحور أوميكرون على أنه يثير “نوعا من القلق” وحذرت من أن المخاطر العالمية التي يسببها “مرتفعة جدا”، ومنذ ذلك الحين، تم اكتشاف إصابات في ما يقرب من 60 بلدا من كل قارات العالم باستثناء القارة القطبية الجنوبية.

وفي بداية ديسمبر، سجلت أول إصابة في الولايات المتحدة لشخص من سكان كاليفورنيا عاد إلى منزله من جنوب أفريقيا، وشخص على أنه أول أمريكي مصاب بأوميكرون.

ويثير هذا الانتشار الواسع للفيروس الذي اكتشف أول مرة في نوفمبر الماضي، القلق بين العلماء ومسؤولي الصحة العامة لأنه يحمل عددا كبيرا بشكل غير عادي من الطفرات التي تجعله أكثر قابلية للانتقال وأقل تأثرا باللقاحات الموجودة.

وحذر خبراء مثل الدكتورة، روشيل والينسكي، مديرة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأميركية، من أن عدد الإصابات سيرتفع بشكل ملحوظ في الاسابيع المقبلة.

تشير الأدلة حتى الآن إلى أن أوميكرون ينتشر بشكل أسرع من المتحورات الأخرى – حتى دلتا، الذي كان حتى الآن أسرع متحور انتشارا.

 وتتضاعف حالات أوميكرون كل يومين أو ثلاثة أيام – وهو وقت أقصر بكثير من الوقت الذي تحتاج إليه دلتا لمضاعفة الإصابات.

لكن مع هذا، سيحتاج علماء الأوبئة إلى أسابيع لمعرفة مدى انتشار أوميكرون مقارنة بالمتغيرات الأخرى.

ولاحظ باحثون بريطانيون أن أوميكرون هو أسرع ثلاث مرات بالتسبب في العدوى، بين أفراد الأسرة الواحدة، من دلتا.

ولا يعرف الباحثون حتى الآن لماذا ينتشر أوميكرون بسهولة، لكن أحد الاحتمالات هو أنه قادر على غزو الخلايا بسهولة أكبر، وقد يكون أيضا قادرا على التكاثر داخل الخلايا بشكل أكبر.

هل المناعة من العدوى السابقة توقف أوميكرون؟

في جنوب أفريقيا، البلد الذي شهد موجات واسعة من الإصابات بكورونا، أصيب معظم المواطنين تقريبا بالوباء.

لكن على الرغم من هذا، أصيب عدد كبير من مواطني هذه الدولة، إصابة ثانية، وكان سببها هذه المرة هو أوميكرون.

وقد توصل باحثون بريطانيون الى نتائج مماثلة فى دراسة نشروها يوم 10 ديسمبر الماضي، حيث قدروا أن خطر تكرار العدوى مع أوميكرون هو حوالي خمس مرات أكبر منه بالنسبة للمتحورات الأخرى.

وهذه القدرة على التهرب من الدفاعات المناعية ربما تكون جزءا من تفسير سبب تتضاعف حالات أوميكرون بهذه السرعة.

[embedded content]

akhbaralaan.net