أخبار الآن | المملكة المتحدة – وكالات

تتواصل المعركة في العالم ضد فيروس “كورونا” المستجد، في ظلّ المساعي الكبيرة لإيجاد لقاحٍ يساهم في إجتثاث هذا الوباء القاتل.

وطيلة هذه الفترة، تردّد مصطلح “مناعة القطيع”، وهي استراتيجية يُعاد النظر فيها لناحية قدرتها على مواجهة “كورونا”، خصوصاً أن الكثير من الخبراء والأطباء حذروا من اعتمادها.

ماذا تعني هذه الإستراتيجية؟

وتعني إستراتيجية “مناعة القطيع” ببساطة أنه على الأشخاص ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، إذ يصاب معظم أفراد المجتمع بالفيروس، وبالتالي تتعرف أجهزتهم المناعية عليه، ومن ثم تحاربه إذا ما حاول مهاجمتها مجدداً. ويمكن اكتساب مناعة القطيع من خلال لقاح لعدد كبير من الناس لمكافحة الوباء، مما يصعّب من انتقاله لآخرين. إلا أن هذا الأمر غير متوافر حالياً، باعتبار أنه لم يتم التوصل إلى لقاح أكيد لعلاج الفيروس، كما أن أمر الحصول عليه يحتاج من 12 إلى 18 شهراً.

وفي ظلّ التحذيرات القائمة من هذه الإستراتيجية، أشار الأستاذ في علم الفيروسات بجامعة كينت البريطانية جيرمي روسمان في وقت سابق إلى أن “مناعة القطيع قد تكون غير فعالة في مواجهة فيروس كورونا، نظراً إلى تطور الفيروس جينياً وتطوير سلوكه، الأمر الذي قد يحتاج إلى طرق جديدة لمكافحته”.

إلى ذلك، يشير مارك وولهاوس، أستاذ علم الأوبئة والأمراض المعدية في جامعة إدنبرة في أسكتلندا، إلى أنّ “مناعة القطيع يمكن أن تحدث بشكل طبيعي إذا تعرض عدد من الناس للعدوى، إذ يكوّنون أجساماً مناعية مضادة تكسر شوكة الفيروس، ولن يكون بمقدوره الانتشار على نطاق واسع”. ومع هذا، فقد أوضح وولهاوس أنّ “استرايجية مناعة القطيع لن تكبح تماماً تفشي الفيروس أو تمنع انتشاره بشكل كامل، خصوصاً في مجتمعات لم تكتسب المناعة بعد”.

كيفية تشكل “مناعة القطيع”

هناك طريقتان لتشكل “مناعة القطيع” ضد المرض: تطوير وإدارة التطعيم الآمن والفعال، أو الانتظار حتى ينتقل المرض عبر السكان. وفي ظلّ عدم وجودِ لقاح فعّال للفيروس، فإنّ هذه المناعة بعد إصابة الناس بالمرض والتعافي منه.

إلا أن هناك العديد من العوامل المهمّة غير المعروفة بشأن الفيروس، وهي:

1- العلماء لا يعرفون ما إذا كان يمكن للأشخاص أن يصابوا بالمرض أكثر من مرّة.

2- لا أحد يعرف ما إذا كان اختبار الأجسام المضادة للفيروس التاجي، تعني أن المريض محصن ضد الإصابة بالفيروس.

3- لا يوجد علاج محدّد لـ”كورونا”.

4- يتعرض الكثير من السكان لخطر المضاعفات الخطيرة التي يمكن أن تؤدي إلى الموت.

5- من المستحيل معرفة عدد الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس ولم يبلغوا عن حالتهم، إما لأنهم كانوا عديمي الأعراض أو لم يشعروا بالمرض بما يكفي لإجراء الاختبار، أو أن الإختبار لم يكن متاحاً.

الصحة العالمية: “مناعة القطيع” فشلت بمواجهة “كورونا”

ومع هذا، فإنّ منظمة الصحة العالميّة أعلنت، الجمعة، أنها “غير متأكدة مما إذا كان وجود أجسام مضادة في الدم يعطي حماية كاملة من الإصابة بفيروس كورونا المستجد”. وقال كبير خبراء الطوارئ في المنظمة مايك ريان أن “الأجسام المضادة حتى لو كانت فعالة، فلا توجد مؤشرات تذكر على أن أعداداً كبيرة من الأشخاص طوروها وبدأوا في توفير ما يسمى بمناعة القطيع للسكان”.

ولفت إلى أن “هناك معلومات أوليّة كثيرة تصل إلينا في الوقت الراهن إلى أن نسبة منخفضة جداً من السكان تحولت إلى إنتاج أجسام مضادة”، موضحاً أنّ “هناك توقعات بأنّ الأغلبية في المجتمع ربما تكون قد طورت أجساماً مضادة، في ما يشير الدليل العام إلى عكس ذلك وقد لا يحل مشكلة الحكومات”.

تعرف على تجربة كوريا الجنوبية في التعامل مع فيروس كورونا.. وحقيقة عودة الإصابة للمتعافين هناك

في إطارِ متابعة “أخبار الآن” لمجريات فيروس كورونا، أجرينا مقابلة خاصة عبر سكايب مع لان بكين- صحافي مختص في الشؤون الكورية الجنوبية، والذي كشفت لنا عن آخرِ مستجدات ملف كورونا في كوريا الجنوبية.

[embedded content]

مصدر الصورة: getty

للمزيد:

كورونا يودي بحياة أبرز مستشاري الرئيس النيجيري

akhbaralaan.net