حذّرت منظمة الصحة العالمية الجمعة من أن تعميم اللقاحات لمكافحة وباء كوفيد-19 لن يكون كافياً بحد ذاته للقضاء على الفيروس.
وحذرت المنظمة من الشعور بالرضا ومما وصفته بـ”الاعتقاد الخاطئ بأن توافر اللقاحات في وقت قريب يعني انتهاء الأزمة”.
وقال مدير برنامج الحالات الصحية الطارئة في المنظمة مايك رايان في مؤتمر صحافي عبر الانترنت ان “اللقاحات لا تعني صفر حالات كوفيد-19”.
متطوعة تتلقى جرعة من لقاح محتمل لكورونا في ميشيغان
وأضح أنها وحدها “لن تقوم بالمهمة”، مضيفاً أن “اللقاح لن يتوافر للجميع في بداية العام المقبل”.
وكانت بريطانيا الأربعاء أول دولة غربية ترخص لقاحاً للاستخدام العام، ما زاد الضغوط على الدول الأخرى للحاق بها بشكل سريع.
من جهته، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس إن التقدم المتعلق باللقاحات “يعطينا جميعاً دفعة الى الأمام، والآن بإمكاننا أن نبدأ برؤية الضوء في نهاية النفق.. لكن منظمة الصحة العالمية قلقة من الاعتقاد المتنامي بأن جائحة كوفيد-19 انتهت”.
وأضاف تيدروس: “الحقيقة هي أنه في الوقت الراهن تشهد أماكن عديدة ارتفاعاً شديداً في انتقال الفيروس، ما يشكل ضغطاً هائلاً على المستشفيات ووحدات العناية المشددة والعاملين الصحيين”.
وتجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا حول العالم 65 مليون إصابة الجمعة. كما أدى الفيروس الى وفاة 1.5 مليون شخص منذ ظهوره في الصين في ديسمبر الماضي.
مصابة بكورونا في العناية المركزة في أحد مستشفيات شيكاغو
وقال تيدروس: “القرارات التي اتخذها القادة والمواطنون ستحدد على السواء مسار الفيروس على المدى القصير ومتى سينتهي هذا الوباء بشكل مطلق”.
من جهتها، قالت ماريا فان كيرخوف رئيسة الفريق التقني المعني بكوفيد-19 في منظمة الصحة إن هذه القرارات “يمكن أن تعني الحياة أو الموت بالنسبة الينا، والحياة أو الموت لعائلتنا”.
تخلف الدول الفقيرة عن اللقاحات
وبحسب مراجعة منظمة الصحة العالمية للقاحات المرشحة، يتم حالياً إجراء تجارب سريرية على 51 لقاحاً، وقد وصل 13 منهاً إلى المرحلة النهائية من التجارب على نطاق واسع.
ويجري تطوير 163 لقاحاً مرشحاً آخر في المختبرات، حيث من المتوقع أن تخضع في نهاية المطاف لتجارب سريرية.
في هذا السياق، حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية من تخلف الدول الفقيرة عن الركب في “التدافع على اللقاحات”، مشدداً على ضرورة مشاركة اللقاحات “كمنافع عامة عالمية”.
وحث تيدروس جميع الدول على الوحدة وبناء عالم ما بعد الوباء من خلال الاستثمار في اللقاحات والتأهب ضد الوباء القادم والتركيز على الصحة العامة الأساسية والرعاية الصحية الأولية.
كما قال تيدروس إن “كوفاكس”، وهو مشروع عالمي طموح ولكنه مضطرب لشراء لقاحات الفيروسات وتقديمها لأفقر الناس في العالم، يواجه فجوة بواقع 4.3 مليار دولار ويحتاج إلى 23.9 مليار دولار لعام 2021.