أعلنت منظمة الصحة العالمية خلال الشهر الجاري أن حصول الأطفال على لقاح كوفيد-19 لا يمثل أولوية. وفي الحلقة رقم 42 من برنامج “العلوم في خمس”، الذي تبثه منظمة الصحة العالمية على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي بغرض التوعية والتثقيف بشأن كل ما يتعلق بفيروس كورونا المُستجد، واللقاحات المضادة له، قامت فيسميتا جوبتا سميث باستضافة دكتورة سوميا سواميناثان، كبيرة علماء منظمة الصحة العالمية، للإجابة عن سبب عدم اعتبار المنظمة العالمية تطعيم الأطفال أولوية.
سبب إرجاء تطعيم الأطفال
أرجعت دكتور سوميا سواميناثان السبب إلى أن الأطفال، على الرغم من أنهم يمكن أن يصابوا بكوفيد-19 وأنهم يمكن أن ينقلوا العدوى للآخرين، إلا أنهم أقل عرضة للإصابة بحالة شديدة مقارنة بكبار السن.
[embedded content]
وقالت دكتور سوميا إن هذا هو السبب في أن منظمة الصحة العالمية حددت أن تعطى الأولوية للأشخاص، الذين يجب أن يحصلوا على التطعيم خاصة عندما تكون هناك إمدادات محدودة من اللقاحات المتاحة في الدولة، حيث توصي منظمة الصحة بأن يتم البدء بالعاملين في مجال الرعاية الصحية والعاملين في الخطوط الأمامية، المعرضين لخطر الإصابة بالعدوى، وكذلك كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة تجعلهم في خطر كبير للإصابة بمرض شديد.
وأضافت دكتور سوميا أن البدء بهذه المجموعات، يتم من أجل حمايتهم أولاً، ولتقليل معدلات الوفيات التي يشهدها العالم حاليًا، ثم تأتي مرحلة انخفاض تدريجي لأعمار من يتلقون اللقاح في كل دولة حتى يصل إلى الأطفال.
أطفال مستثنون
ولكن أوضحت دكتور سوميا قائلة إنه عندما يكون هناك احتمالات لتعرض بعض الأطفال لخطر أكبر للإصابة بالمرض الشديد بسبب بعض الأمراض الكامنة أو نقاط الضعف أو الأمراض المصاحبة، فإنه يتم إعطاء الأولوية لهؤلاء الأطفال للحصول على اللقاحات عندما تصبح متاحة، فيما يبقى أن الأطفال في المجمل يشكلون مجموعة ذات أولوية أقل بكثير.
مجموعة استشارية استراتيجية
وحول ما إذا كانت منظمة الصحة العالمية تنصح بتطعيم الأطفال في المستقبل، أجابت قائلة إن معظم شركات اللقاحات والمطورين يقومون حاليًا بدراسات سريرية على الأطفال، بدءًا من سن 12 إلى 18 عامًا ثم الانتقال تدريجياً إلى الفئات العمرية الأصغر والأصغر سناً، مشيرة إلى أنه سيتم فحص نتائج تلك الدراسات والبيانات العلمية المتعلقة بها بواسطة SAGE، وهي مجموعة استشارية استراتيجية من الخبراء في التحصين والتي تقوم بالفعل بتطوير سياسة التطعيم لمنظمة الصحة العالمية، والتي يتم تبنيها بعد ذلك من قبل العديد من البلدان.
تعبيرية
وشرحت دكتور سوميا أن مجموعة SAGE ستبحث تلك البيانات فور ورودها وتقدم توصيات مفصلة حول كيفية استخدام اللقاح عند الأطفال، فيما يتعلق بالجرعات والفاصل الزمني وما إذا كانت هناك أي احتياطات أمان أو موانع.
إعادة فتح المدارس
وأكدت دكتور سوميا مجددًا على أنه باستثناء عدد قليل جدًا من الأطفال المعرضين لخطر كبير، فإن الأطفال لا يعتبرون أولوية عالية في الوقت الحالي لأن المتاح هو جرعات محدودة ويتم استخدامها لتوفير الحماية القصوى للفئات الأكثر عرضة للخطر، علاوة على أنه لا توجد ضرورة لحصول الأطفال على اللقاح قبل العودة مجددًا إلى المدرسة، علمًا بأنه في العديد من البلدان أن المدارس ظلت مفتوحة بنجاح كبير.
وفي هذا الصدد قالت دكتور سوميا إنه طالما أن البالغين، الذين يعملون في البيئة المدرسية يتم تطعيمهم، وأن البالغين في المجتمع يحصلون على اللقاح حتى تبدأ معدلات العدوى في الانخفاض، فإنه عند اتباع تدابير الصحة العامة الأخرى التي تم النصح بها من أجل السلامة المدرسية، يجب أن تكون المدارس قادرة على إعادة الفتح بأمان.
مأمونية اللقاحات
قالت دكتور سوميا إن تولي منظمة الصحة العالمية أهمية كبيرة لسلامة اللقاحات، وفي الواقع، يوجد لديها مجموعة تسمى اللجنة الاستشارية العالمية لسلامة اللقاحات. يقوم هؤلاء الخبراء من جميع أنحاء العالم بعقد اجتماعات بانتظام ويقدمون المشورة لمنظمة الصحة العالمية بشكل دوري، ويراقبون إشارات السلامة من اللقاحات التي يتم استخدامها في جميع أنحاء العالم ويقدمون المشورة لمنظمة الصحة العالمية إذا كانوا يريدون تقديم أي توصيات محددة، مشيرة إلى أن اللقاحات يتم إخضاعها أولاً للتجارب السريرية من أجل تقييم الأمان والفعالية.
اختبارات سريرية
وأضافت دكتور سوميا أن نفس الإجراءات تتم حاليًا فيما يتعلق بحصول الأطفال على اللقاحات، إذ تخضع جميع هذه اللقاحات للاختبار عند الأطفال للتأكد من أنها آمنة وفعالة وتحديد الجرعة التي ينبغي استخدامها. وبعد تلك الدراسات السريرية، التي عادة ما تشمل بضعة آلاف من الأطفال، سيحصل الأطفال على هذه اللقاحات، كما ستواصل منظمة الصحة العالمية جهودها لمراقبة السلامة من خلال أنظمة الإبلاغ عن أي آثار جانبية أو ضارة وبرامج التيقظ الدوائي.
وتصل جميع البيانات إلى منظمة الصحة العالمية من الهيئات التنظيمية، أي أنظمة المراقبة العالمية، حتى يتمكن علماء منظمة الصحة العالمية من مراجعة بيانات السلامة بشكل دوري وتقديم أي توصيات إذا كانت هناك أي مخاوف بشأن السلامة، وهو ما سيؤدي على الفور إلى تنبيه بشأن الاستخدام واتخاذ اللازم لحماية المتلقين.