تارخ النشر: السبت 30 مايو 2020 KSA 15:22 – GMT 12:22
المصدر: دبي – العربية.نت
على الرغم من أن العالم كان يستخدمه طيلة الأشهر الماضية علاجا لـفيروس كورونا المستجد، كما أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب شخصيا، كان أعلن أنه يتناوله زيادة في الوقاية، إلا أن هيدروكسي كلوروكين مازال يثير الجدل.
والجديد هذه الأيام أن وكالة الأدوية الأوروبية أعلنت، الجمعة، أنه على العاملين في مجال الرعاية الصحية أن يراقبوا عن كثب مرضى كوفيد-19 الذين يتلقون علاجا بالكلوروكين، وذلك نظرا لآثاره الجانبية الضارة.
كما ذكرت الوكالة أن عدة دول بالاتحاد الأوروبي أوقفت تجارب العقار على المرضى المصابين بفيروس كورونا لدواعي السلامة، مضيفة أنه لم تثبت فوائد العقار لعلاج هذا المرض.
ضربة فرنسية
من جهة أخرى، أعلنت شركة سانوفي الفرنسية للأدوية، الجمعة، أنها أوقفت بصورة مؤقتة ضم المزيد من مرضى “كوفيد-19” إلى تجربتين لعقار “هيدروكسي كلوروكين” ولن تورد بعد الآن العقار المضاد للملاريا لعلاج كوفيد-19 لحين تبديد المخاوف بشأن سلامته.
وأتى هذا القرار، بعدما أوقفت منظمة الصحة العالمية تجربة كبيرة لها لهيدروكسي كلوروكين، وهو ما دفع عدة حكومات أوروبية إلى حظر استخدام العقار، الذي يستخدم أيضا لعلاج الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي.
وأوقفت الصحة العالمية استخدام العقار في تجربتها بعد دراسة نشرتها مجلة “ذي لانسيت” الطبية البريطانية، توصلت إلى أن عينة المرضى الذين تم علاجهم بهيدروكسي كلوروكين زادت فيها معدلات الوفاة وعدم انتظام ضربات القلب.
وغدت هذه القرارات بمثابة ضربة للآمال في علاج كان ينظر إليه على أنه مصدر تفاؤل.
اختفت الآمال!
وبعد أن خفتت الآمال، طالب علماء عدة من دول مختلفة بمعرفة المزيد عن البيانات المستعملة في الدراسة الواسعة المنشورة في مجلة “ذي لانست” والتي خلصت إلى أن عقار هيدروكسي كلولوكين غير مفيد لمرضى كوفيد-19، بل ضار.
الدراسة التي نشرت في 22 مايو، وقد استندت إلى بيانات 96 ألف مريض تلقوا رعاية طبية في 671 مستشفى بين ديسمبر/كانون الأول وأبريل/نيسان، وتقارن بين وضع من تلقوا العقار ومن لم يتلقوه.
وأدت بالنهاية إلى إعلان منظمة الصحة العالمية تعليق التجارب السريرية على الدواء.
أين الإثبات؟
إلا أن الدراسة لم تلب فضول الجميع، ففي مدونة مخصصة تتبع جامعة كولومبيا الأميركية، أشار خبير الإحصاء، أندرو غيلمان، إلى وجود ثغرات منهجية فيها، مؤكدا أنه بعث إليهم رسالة إلكترونية، لكنه لم يتلق ردا.
وتساءل أيضا باحثون أستراليون، خاصة مع وجود فروقات بين البيانات الرسمية الصادرة عن الدول والبيانات المستعملة في الدراسة، وفق ما أفادت صحيفة “الغارديان” البريطانية، الخميس.
وتأسست الدراسة على بيانات صادرة عن “سورجيسفير”، التي تقدم نفسها كشركة مختصة في تحليل بيانات الصحة وتوجد في الولايات المتحدة، وشارك صاحب الشركة سابان ديساي في تأليف الدراسة، وهو طبيب.
ودافعت “سورجيسفير” في بيان عن نزاهة البيانات، وأكدت أن مصدرها مستشفيات تتعامل معها، إلا أنها أقرت بأخطاء بسيط لا تغير النتيجة حول فعالية هيدروكسي كلوروكين.
6 ملايين إصابة
إلى ذلك، يواصل الفيروس المستجد في مسيرته التوسعية، ليطرق حسب آخر الإحصاءات باب الـ 6 ملايين إصابة. فقد تجاوز عدد الإصابات بمرض كوفيد-19 الناجم عن كورونا ستة ملايين حالة، وفقا لموقع “وورلد ميتر”. وبلغ عدد الإصابات 6 ملايين و23 ألفا و154 حالة.
في حين بلغت حصيلة الوفيات بالوباء العالمي 366 ألفا و365 حالة، فيما شفي أكثر من 2.6 مليون مصاب من المرض.
يأتي هذا في وقت لا يزال العلماء يجاهدون من أجل التوصل للقاح أو علاج معتمد رسميا وفعال للقضاء على الفيروس التاجي. وتجرى اختبارات على نحو 100 لقاح من عدة شركات ومؤسسات حول العالم، في حين بدأت الاختبارات السريرية على 10 لقاحات بعضها وصل إلى مراحل متقدمة.