استفادت 34 مؤسسة تعليمية بجهة طنجة تطوان الحسيمة من مشروع “التعليم الثانوي”، كتجربة أولى نموذجية على صعيد المملكة من بين 90 مؤسسة على مستوى ثلاث أكاديميات، في إطار تنفيذ مشروع “التعليم الثانوي” المندرج ضمن “الميثاق الثاني” للتعاون بين المملكة المغربية وحكومة الولايات المتحدة الأمريكية.

ويسعى هذا المشروع، حسب الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة طنجة تطوان الحسيمة، إلى تنزيل نموذج “ثانوية التحدي” والرفع من قابلية تشغيل الشباب المغربي من خلال تحسين جودة وملاءمة التعليم الثانوي بسلكيه الإعدادي والتأهيلي والإنصاف في الولوج إليه.

وعرفت الأكاديمية سالفة الذكر لقاء بواسطة تقنية المناظرة الرقمية لفائدة مديري المؤسسات التعليمية المعنية بالمشروع، تحت إشراف مليكة العسري، المديرة العامة لوكالة حساب تحدي الألفية- المغرب، بمعية محمد عواج، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة تطوان الحسيمة، بهدف تقاسم التجارب والخبرات المتعلقة بتنزيل مشروع المؤسسة المندمج وكذا تقوية التشبيك بين هذه المؤسسات، بحضور ومشاركة مديرين إقليميين ورؤساء أقسام ومصالح، بالإضافة إلى مسؤولين عن وكالة حساب تحدي الألفية-المغرب.

ويندرج هذا اللقاء ضمن سلسلة من المحطات الحاسمة التي شكلت نقطة تحول عميقة في التسريع بوتيرة تنفيذ وتحقيق أهداف المشروع بفضل التعبئة الجماعية والانخراط الفعلي والجاد لمديري المؤسسات التعليمية المستفيدة وباقي المتدخلين.

ويهدف المشروع إلى تعزيز الاستقلالية الإدارية والمالية عبر منح المؤسسات ميزانية تفضيلية تقدر إجماليا بحوالي 13.200.000 درهم من أجل تنفيذ مشاريع المؤسسة المندمجة، والتي تم بناؤها بطريقة تشاركية ساهم فيها ممثلون عن جميع الفئات سواء تلميذات وتلاميذ وأساتذة وأستاذات وأمهات وآباء وإدارة تربوية وممثلون عن المجتمع المدني الفاعل بهذه المؤسسات، وتمويل الأنشطة المندرجة فيه.

وتتوخى هذه المبادرة تحسين المحيط المادي للتعلمات بفضل إعادة تأهيل البنيات التحتية المدرسية همت بالأساس إصلاح شبكتي الماء والكهرباء والمرافق الصحية وكل ما يمس شروط الأمن ونظافة التلميذات والتلاميذ والأطر العاملة بهذه المؤسسات، بالإضافة إلى بناء قاعات متعددة الاستعمالات وممرات وتغطية بعض الملاعب الرياضية، حيث تم إلى حد الآن تأهيل 18 مؤسسة؛ فيما انطلقت أشغال البناء في الـ15 مؤسسة الباقية.

علاوة على ذلك، سيمكن هذا الدعم من توفير التجهيزات الضرورية للابتكار البيداغوجي من خلال معدات تربوية وبيداغوجية وحواسيب محمولة وكذا مسلاط ضوئي وشاشات العرض، بالإضافة إلى حواسيب وطابعات لمكاتب الأطر الإدارية ومعدات وتجهيزات ديداكتيكية وتجهيزات خاصة بالأندية التربوية وأخرى تخص بعض المواد غير المعممة مثل الموسيقى والتربية الفنية والتربية الأسرية.

كما يروم هذا المشروع الرفع من قدرات الأطر الإدارية والتربوية بالمؤسسات التعليمية لجعلها أكثر كفاءة وفعالية في مهمتها ومنخرطة بشكل كلي في الأهداف المنوطة بها، عبر تنظيم تكوينات سيستفيد منها الأطر الإدارية والتربوية، سواء في مجال البيداغوجيا والديداكتيك أو في مجال التدبير أو مجالات أخرى عرضانية.

كما تستفيد هذه المؤسسات من المواكبة الميدانية والدعم التقني من طرف منشطي مشاريع المؤسسات التابعين لفريق التنسيق الجهوي والمنسقين الإقليميين بهذه الأكاديمية، وكذا خبراء من مكاتب الدراسات المكلفة بإعطاء الدعم التقني في هذا المجال.

وارتباطا بالموضوع ذاته، نوّه الحضور بدور هذا المشروع في الرفع من مستوى تعلمات التلميذات والتلاميذ، حيث عرفت نسبة النجاح طفرة كبرى بمختلف المؤسسات التعليمية خلال السنوات الثلاث الأخيرة وساهم في تحسين العلاقة بين المتدخلين التربويين محليا وإقليميا وجهويا، مبرزين أن عملية التشبيك وتقاسم التجارب الناجحة من شأنها الرفع من مستوى التدبير وتحسين جودة التعلمات، ومؤكدين أن المشروع وصل إلى مرحلة حاسمة ومهمة تتطلب تضافر جهود الجميع لتنزيل الإجراءات العملية لتجاوز الإكراهات وتحقيق الأهداف لوصول التحدي.

hespress.com