على بعد أقل من شهرين، تحتضن الصحراء المغربية مناورات غير مسبوقة تجمع الجيش الأمريكي والقوات المسلحة الملكية، بمشاركة خمسة آلاف جندي من شمال إفريقيا؛ وهو موعد سنوي يشكل فرصة لتعزيز قدرات القوات المسلحة الملكية، سواء البرية منها أو الجوية، من خلال احتكاكها بقوات “المارينز” المخضرمة.

وتدخل هذه التدريبات العسكرية في إطار مناورات أمريكية مغربية مشتركة تعرف باسم “الأسد الإفريقي”؛ وهي تمارين دأب الجنود المغاربة على اجتيازها خلال كل سنة، وتمتد طوال 15 يوما بالمنطقة الجنوبية للمملكة، حيث يستعد المغرب، في يونيو المقبل، لاستقبال خمسة آلاف جندي أمريكي.

وشدد الجنرال الأمريكي أندريه روهلينغ، قائد القوات الأمريكية الأوروبية المشتركة، على أن هذه التدريبات العسكرية المشتركة مع المغرب تعكس متانة العلاقات بين البلدين”، مبرزا أن “التمرين يعزز العلاقات الوثيقة وغير المنقطعة بين الولايات المتحدة والمغرب، الشريك الأقدم للولايات المتحدة”.

وتشكل مشاركة الجيش الأمريكي في مناورات “الأسد الإفريقي” في قلب الصحراء المغربية مكسبا حقيقيا للمملكة، حيث إن “البوليساريو” لطالما ادعت قصفها لمنطقة “المحبس” في إطار خرقها لاتفاق وقف إطلاق النار، كما تأتي هذه المشاركة في وقت اعترفت فيه الإدارة الأمريكية السابقة بالسيادة المغربية على الصحراء.

ومن المقرر إجراء “الأسد الأفريقي”، وهي إحدى أكبر المناورات العسكرية في إفريقيا، في يونيو المقبل. يشارك في هذه التدريبات آلاف الجنود من الولايات المتحدة والمغرب وعدة دول أخرى في إفريقيا وأوروبا.

محمد بنحمو، الخبير الأمني والعسكري، أكد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “تدريبات أمريكا في الصحراء تعكس جودة العلاقات مع الحليف الاإتراتيجي الأمريكي، حيث سيستفيد الضباط والعسكريون من خبرات وتأهيل وتكوينات، سواء في التكتيك والإعداد والدفاع”.

واعتبر بنحمو في التصريح ذاته أن “أمريكا تسعى إلى تثبيت الاستقرار في المنطقة بمعية المغرب، خاصة على مستوى منطقة الساحل وشمال إفريقيا”، مبرزا أن “هذه المناورات، التي يشارك فيها جنود من مختلف الدول، تعد فرصة حقيقية لزيادة التنسيق مع الجانب الأمريكي، خاصة في ما يخص الترسانة العسكرية والتدريبات”.

وأوضح المحلل ذاته أن “المناورات الأمريكية في الصحراء ستمكن الضباط المغاربة من تأهيل قدراتهم القتالية والاحتكاك مع باقي الضباط الأمريكيين”، مبرزا أن “المغرب سيتحول إلى قوة إقليمية في المنطقة، بدعم الولايات المتحدة الأمريكية”.

hespress.com