له طريقته الخاصة في البحث عن الأعمال المميزة التي يقدمها، عاشق للمشاركة في الأعمال التي تحمل البطولة الجماعية لأنه يري أن العمل وقتها يكون النجم وليس الفنان، يحب أن يطلق خياله للشخصية التي سيقدمها بمجرد قرأتها على الورق، ليبدأ في تسجيل ملاحظات لها، إنه الفنان أحمد داوود الذي تمكن من أن يقدم شخصية “آدم منصور” بطريقة جعلت الجمهور يبحث عن المشاهد التي يظهر بها، أبكى الكثيرين بعد مشهد وفاة جدته، والذي أكد في حواره مع موقع “العربية.نت” أن هذ المشهد كان من أكثر المشاهد صعوبة بالنسبة له، كما كشف عن العديد من التفاصيل التي عمل عليها لتظهر الشخصية بهذا الشكل، بالإضافة إلى كواليس العمل.
*أولا حدثنا عن فكرة العمل علي نسخة مصرية أو عربية من عمل أجنبي
لم أكن متخوفا بهذا الشكل، خاصة بعد قراءة السيناريو، فبالرغم من نجاح العمل الأجنبي وتواجد قاعدة جماهيرية ضخمة، ولكن النسخة المصرية بها العديد من التفاصيل المختلفة فمبدئيا القانون مختلف، كما أن نوعية القضايا بالقانون المصري مختلفة عن النسخة الأصلية وأكيد تم مراجعة كل ذلك، كما أن الدور الذي أجسده في النسخة الأميركية جدته في دار مسنين لكن هنا في مصر لو جدتي في دار مسنين ستنظر لي بأني مهمل في حقها، لذلك جعلناها في البيت وأهتم بيها، وغيرها من التفاصيل التي فيها مراعاة للعادات والتقاليد للمجتمع المصري ليتناسب العمل مع البيئة المحيطة التي يقدمها، ويقتنع به الجمهور.
دينا الشربيني وأحمد داوود من مسلسل لعبة النسيان
*وهل شاهدت النسخة الأجنبية من العمل؟
منذ قبولي للعمل كنت لا أريد مشاهدته، وأنا في العادة لا أشاهد مرجعا وأعتمد على خيالي في التحضير للشخصية، ولكن صناع العمل طلبوا مني المشاهدة للحصول على فكرة، وبالفعل وشاهدت بعض الحلقات من الموسم الأول ولم أكملها حتى لا أتقيد بخيالي وكي أصبح أكثر حرية، ولم أشغل بالي إطلاقا بالمقارنة، وشعرت وكأني مثل الذي يرسم لوحة فرغم أن المسلسل قدم على تسعة مواسم في النسخة الأجنبية ولكني أحببت أن أقدم بصمتي الخاصة، فعندما قرأت أول خمس حلقات أعجبت جدا بالمسلسل، ووجدت نفسي أقوم بتسجيل ملاحظاتي عن علاقة آدم منصور بجدته وعلاقته بأصدقائه والتغيرات التي حدثت في حياته، وهذا جعل الجمهور يشعر بالصدمة في البداية ثم اعتادوا وأعجبوا بعلاقة الصداقة بين آدم وزين، لأنها مثل “قط وفار”.
أحمد داوود وآسر ياسين
*وهل توقعت رد الفعل الضخم علي المسلسل؟
في الحقيقة لم أكن متوقعا ردود الفعل الضخمة من الجمهور على المسلسل بعد انتهاء التصوير، لكني كنت متأكدا أننا أخلصنا في العمل، فلقد كنا نجتهد ونتمنى أن ننجح والحمد لله أن هذا ما حدث، كنت أرى أن المسلسل مشروع جيد جدا، وأريد أن أكون جزءا منه، وأعلم أن الكثيرين كان لديهم تخوف من فكرة أن المسلسل يعرض في رمضان، ولذلك رفضت أن أتابع أي رد فعل أثناء التصوير لأن ذلك يؤثر علي بشكل كبير.
*قدمت شخصية آدم منصور بشكل قريب إلي الكوميديا بالإضافة إلى كونها مختلفة عن الأدوار التي قدمتها من قبل؟
أحب أن أجرب كل الأدوار ولم أخف من رد فعل الجمهور واختياري للأدوار يتأثر في بعض الأحيان بحالتي النفسية، فأنا أحب أن أقدم أعمالا تشعرني بالسعادة، أحاول أن أختار وأبحث عن أدوار مختلفة، كما أنني أفضل المشاركة في الأعمال التي تعتمد على البطولة الجماعية، فأنا أرى أن المشروع هو النجم والأهم وليس الفنان، ففي الحقيقة هي الأعمال التي تعيش أكثر، وعلى سبيل المثال “هيبتا” و”جراند أوتيل” و”أهو ده اللي صار” وغيرها من المشاريع.
*آدم كان يحب إيفيهات الأفلام فكيف كان التحضير لها والتحضير للشخصية بشكل عام؟
هذا كان عاملا مشتركا بين الشخصية في النسخة الأجنبية والنسخة العربية، أن الشخصية تحب مشاهدة الأفلام، وفي أول مقابلة بين آدم وزين كان مشتركا بينهما حب مشاهدة الأفلام، وبدأنا منها ذكر إيفيهات معروفة من أفلام مثل “كنبتك حلوة يا عشري”،”أنا عملت كل حاجة غلط إلا إني عمري ما خنت واحد صحبي”، كنا نبحث عن الإيفيهات التي تناسب المشهد وتعطي نوعا من الكوميديا، وآسر ساعدني وأنا أيضا عملت عليها، ومشهد أحمد زكي في ضد الحكومة ولا لبلبة في ليلة ساخنة كان ارتجاليا.
*وكيف كان التعاون مع فريق العمل في الكواليس؟
لقد كان من أفضل الأشياء التي حدثت في المسلسل هي أن فريق العمل كان متعاونًا وكل ممثل أدى دوره على أكمل وجه، وسعيد جدًا بالتعاون مع آسر ياسين لأول مرة، فهناك مشاهد سعدت بها جداً مع آسر، قد تكون المشاهد خفيفة لكنها لديها ذكريات خاصة لدينا، فأنا أعتبر نفسي محظوظا بالعمل معه لأن لديه طاقة تمثيلية جبارة ويشع بالحيوية والبهجة ويضيف على كواليس العمل نوعا مختلفا من المرح والتعاون، ويترك المساحة لأي فنان لإخراج أفضل ما لديه، وأتمنى العمل معه مرة أخرى لأنه ليس لديه صفة الأنانية، كما سعدت بالتعاون مع بقية فريق العمل.
*وهل كانت هناك مشاهد صعبة بالنسبة لك؟
مشهد وفاة جدتي كان أصعب المشاهد على الإطلاق في العمل، وسعدت جدًا بردود الفعل عليه، فعلاقتي بجدتي في المسلسل تشبه علاقتي بجدتي في الحياة، فالمشهد كان حالة حقيقية عشتها فعندما كانت جدتي مريضة وزرتها، فاستدعيت الأمر، وأتذكر أنها قامت بتقبيل يدي، وهذا المشهد ذكرني بكثير من الأحباب الذين فقدتهم، وأتذكر أنه وقت تصوير هذا المشهد كان آخر يوم تصوير في بيت الجدة صورته لعدد ساعات طويلة جدا وتم تصويره على مرة واحدة (one shot)، لدرجة أنني رأيت الموت، وساعدني أيضا الماكيير الذي أشعرني أن جدتي توفيت، وبدأت أتعمق في المشهد وظلت هذه الحالة لفترة ما بعد المشهد، وسادت حالة من الصمت بعد الانتهاء منه لأنني بالفعل تأثرت وبكيت بشكل حقيقي، ولم أشاهد المسلسل بعد التصوير، بل شاهدته مع الجمهور أثناء عرضه في الحلقة، ولكن أتذكر أن مهندس الصوت بكى أثناء التصوير وقال لي أنني ذكرته بأبيه.
*وماذا عن الجديد ؟
أنتظر عرض فيلم “يوم 13″، أول فيلم 3D في مصر وينتمي لنوعية الأفلام التشويقية التي يتخللها بعض الأحداث المرعبة والرومانسية، ومتحمس لهذا الفيلم والذي من المقرر أن يتم عرضه في عيد الأضحى، وهو من تأليف وإخراج وائل عبد الله وهو فيلم ضخم فنيا وإنتاجيا، وأتمنى أن يكون حظه حلو في السينما.
ويشارك في بطولته دينا الشربيني وشريف منير وجومانا مراد وأروى جودة وأحمد زاهر وغيرهم، كما أستعد لتصوير فيلم جديد باسم “هيصة”، وتدور قصته حول المزيكا وكرة القدم وسيتم تصويره بمناطق شعبية، وهو تأليف محمد ناير وإخراج عثمان أبو لبن.