قال الفنان والمؤلف الموسيقي اللبناني أسامة الرحباني، إن خسارة ثالث كبير من الرحابنة، ويعني عمه الياس، هو أمر محزن جداً، خصوصاً أنه كان قريباً منه بالعمر، وكانا دائماً يتبادلان النكات والمزاح. وأوضح أن فقدان شخصية بهذه الأهمية وبعد مسيرة مليئة بالنجاحات والعطاء قد “فطر قلوب أفراد العائلة”، والأصعب أن توديعه ومواساة عائلته لم يكونا ممكنَين بسبب جائحة كورونا، ورأى أنه لا يوجد أسوأ من ظروف كهذه، ولولاها “كان يجب أن يقام له وداع يليق به كإنسان وكفنان”.

جاء كلام أسامة منصور الرحباني في هذه الدردشة مع العربية.نت:

تطرق أولاً إلى والده الراحل منصور الرحباني فقال إنه عاش فترة طويلة معه في منزل العائلة حيث ما زال يعيش حتى اليوم وحيث ما زالت مكتبة الوالد موجودة كما هي، لذلك يتذكره في كل لحظة، كانا يجمعهما مستوى عال من التفكير، كيف لا و”نحن نتكلم عن منصور كواحد من أهم الشخصيات ثقافةً وإبداعاً في العالم العربي”، يتمنى أسامة لو كان والده موجوداً في حياته اليوم لأنهما كانا سيقومان بأشياء عظيمة “فمنصور كان متجدداً دائماً”.

في جعبته مشروع لمسرحية “نفرتيتي” التي ستشارك فيها الفنانة هبة طوجي التي يتعاون معها فنياً، وقد مضت سنوات في التحضير للمسرحية كي تبصر النور، وهو يقوم بدراسة الشخصية الرئيسية في المسرحية فنياً وتاريخياً وتقنياً ومن حيث تصميم الديكور، ولكن العقبة تكمن في صعوبة إيجاد المنتج الذي يلتقي معه حول الأفكار نفسها، اختار شخصية “نفرتيتي” لأنها ساهمت في نهوض وتحرير المرأة ولشدة غموض هذه الشخصية.

ومن جديده قصيدتان من شعر والده منصور، الأولى بعنوان “راجع من رماده الفينيق” كتبها في العام 1999، والثانية هي “لحبيبي بغني” وقد غنتها الفنانة هبة طوجي بسهرة ميلادية (قصيدة كان طلبها من والده في العام 1997)، فاستعمل جزءاً من اللحن في مسرحية في العام 2000، واستخدم جزءاً ثانياً من تلك القصيدة في مسرحية ثانية، ما يعني أن هذه القصيدة أنتجت ثلاث أغنيات، وعاد شقيقه غدي ووجد القصيدة الصحيحة فلحنها من جديد بطريقة مختلفة، إذن هاتان القصيدتان انبثقت عنهما أيضاً أغنيتان ستضمهما الفنانة هبة طوجي إلى ألبومها الجديد الذي تحضّر له ويتضمن 18 أغنية.

أبرز عادات أسامة الرحباني أنه لا ينام كثيراً بل يسهر لساعات طويلة، لا توجد صفات معينة لشريكة حياته، لكنه يرى أن اللحظة التي يقرر فيها الزواج لم تأتِ بعد، ربما يخاف من المسؤولية ومن أن يقوم بتضحية لأجل العائلة، وهو لا يريد المخاطرة.

ختم حديثه بالتطرق إلى كورونا فأشار إلى أنها “أصابتنا بإحباط كبير، وشوّشت تفكيرنا”، مؤكداً أنه خلال شهرين لم يكن يستطيع العزف حتى على البيانو، خصوصاً أن “الجائحة تسببت بمآسٍ من خلال فقداننا لأحبائنا وأقاربنا، حتى بتنا نشعر أن الموت قريب جداً منا، فالجو بشع ومحبط جداً” في ظلّ أوراق النّعي المزروعة على وسائل التواصل الاجتماعي. وختم الرحباني قائلاً إن “أقصى حاجاتنا باتت حرية التنقل أو الجلوس مع صديق لارتشاف القهوة بأمان، أو عناق الأحباب من دون وسواس أو خوف من الفيروس”.

alarabiya.net