السينما بالنسبة لها انحياز للإنسان وللقضايا التي تلمس الإنسانية بداخل كل من يشاهد أعمالها، فهي ليست من النوع الذي ينحاز لبني جنسه، فتلك هي قناعاتها، وعلى الرغم من اختفائها لمدة 9 سنوات عن الشاشة الكبيرة، قدمت عددا من الأعمال التسجيلية التي أثبتت تواجدها في الساحة. ولكنها لم تكن بديلا بالنسبة لها عن عمل سينمائي مميز تعود به بعد آخر أعمالها “المصلحة” الذي قدمته عام 2012.
إنها المخرجة المتميزة ساندرا نشأت التي أعلنت عن عودتها بعملين في السينما، وليس لديها أدنى مشكلة في العمل في الدراما التلفزيونية ولكن بشروطها الخاصة والتي أعلنت عنها من خلال حوارها مع موقع “العربية.نت”، كما تحدثت عن آخر تكريم لها في مهرجان أسوان وسبب قبولها هذا التكريم …
ساندرا نشأت مع الفنان صلاح عبدالله
كيف وجدت تكريم مهرجان عن سينما المرأة في أسوان لك كمخرجة؟
كأن شخصا ما يقول لك أنت مشوارك كان في طريق صحيح .. استمر، بالطبع أنه لأمر عظيم أن يتم تكريمي في مهرجان في أسوان، وأن يكون دعم المرأة في أسوان وليس فقط في القاهرة، فكل من أسوان والأقصر بالنسبة لي هما التاريخ، فكل الملكات من حتشبسوت ونيفرتيتي وغيرهن هن من صنعن التاريخ، ولذلك أرى أن التكريم في أسوان له طابع خاص ومميز وسط هذه الأجواء المليئة بعبق التاريخ، كما أنني وافقت على هذا التكريم فقط لأنه عن عملي كمخرجة، وليس لأننى امرأة، فأنا أسعى دائما لأن أكون واحدة من أفضل المخرجين في السينما، وليس أحسن مخرجة امرأة، كما أنني أعتبر نفسي نموذجا للمرأة في السينما التي تقدم أفلام الرجال، خاصة أن معظم أفلامي فى المرحلة السابقة كان يغلب عليها طابع الأكشن والتشويق.
ساندرا نشأت
وهل أنت متحيزة للمرأة كونك امرأة في الأساس ومخرجة أيضا في الجانب العملي؟
أنا أتحيز للبني آدم .. للإنسان .. سواء رجل أو امرأة، فالأفلام التي من الممكن أن يكون لها تأثير في المجتمع وقدمت تغييرات قد يكون من أخرجها رجل، أو كتبها رجل، فلا يمكن أن أكون متحيزة فقط للمرأة، والرجل وقف كثيرا بجانب قضايا المرأة، مثل فيلم “أريد حلا” الذي أخرجه سعيد مرزوق، فيلم “الحرام” لبركات، وغيرها من الأعمال التي قدمها صلاح أبو سيف وغيرهم من المخرجين، فالبشر في حاجة لبعضهم، والسينمائيون والفنانون أيضا.
وما أسباب غيابك 9 سنوات عن الساحة السينمائية؟
هو أمر ليس لطيفا تماما، فلقد سألني الكثيرون هذا السؤال، ما أثارني بأنه لابد من العودة مرة أخرى إلى الملعب، فلقد كنت بعيدة لأنني كنت أريد أن أقدم ما يليق بي وبالخبرة التي حصلت عليها بالإضافة إلى التأمل والاستراحة الطويلة، فلا بد من العودة بعمل مختلف بعد كل هذه السنوات، وكانت المشكلة الحقيقية خلال الفترة الماضية، أننى كنت أحتاج لمن يدفعني للعودة مرة أخرى للعمل؛ لأن فترة الغياب كلما طالت، يكون قرار العودة أصعب، رغم أن العروض كانت طوال الوقت موجودة، ولكنني طوال الوقت كان يزيد طمعي وأنتظر أن يأتيني الأفضل.
وهذا العام أعلنت عن عودتك من خلال عملين في السينما، فهل وقعت عقديهما؟
أنا لا أوقع، حتى عندما كنت أقدم أي فيلم من الأفلام التي أعمل عليها، كنت أتعامل بمنطق أن كلمتي عقد مثلما قال الراحل وحيد حامد، فلقد أهداني فيلمه الأخير “الصحبة الحلوة” وأتمنى أن أجد المنتج الذي يتحمس للعمل مثلي، وأن نقدمه بالصورة التي تمناها الراحل وحيد حامد أو أكثر.
وهل نعتبر أن وحيد حامد هو سبب رجوعك؟
بالتأكيد، فلقد فوجئت باتصال منه، يسألني إذا ما كنت مشغولة، فقلت له لا، وقبل أن يكمل كلامه ويقول إن لديه سيناريو فيلم قلت له موافقة يا أستاذ، حتى قبل أن أعرف أي تفاصيل، وعندما ذهبت إليه، كان لديه سيناريوهان، وخيرني بينهما، فأحببت “الصحبة الحلوة”، فالحقيقة أننا فتحنا كل الطرق الممكنة لكي نقدم معا عملا فنيا، ولكن جاءت الكورونا للأسف وتسببت في تعطيل هذه المشاريع، لكني لا زلت متمسكة بتنفيذ مشروع “الصحبة الحلوة”؛ لأننى حريصة كل الحرص على أن يكون في تاريخي عمل فني من تأليف الأستاذ وحيد حامد، لكن لا يوجد خطوات تنفيذية حتى الآن، حتى الترشيحات وضعنا العديد منها ولكن بسبب ظروف الفنانين كنا نقوم بالتغيير، مثل يحي الفخراني.
ساندرا نشأت مع يحي الفخراني
وهل هي مصادفة أم إصرار بأن تكون عودتك للسينما بفيلم من بطولة يحي الفخراني، وهو من قدمت معه أول أعمالك “مبروك وبلبل”؟
في الحقيقة الدور كان يليق بالفنان الكبير يحي الفخراني، وهي لست مصادفة، فأي شخص يحب العمل معه، فلقد كان “مبروك وبلبل” هو أول عمل سينمائي لي وآخر عمل سينمائي يقدمه قبل تفرغه للدراما التلفزيونية والمسرح، وبالتأكيد أحب العمل معه مرة أخرى، ولكن الفرق أن “الفخراني” قبل 25 سنة، كان يعطيني الفرصة لأول مرة، وبالتالي تحمل هو المسؤولية كاملة، لكن اليوم ورغم أن يحيى الفخراني بكل عظمته، ولكنه لا يجب أن يقلق من العمل معي، ويتركني هذه المرة أتحمل المسؤولية.
وهل فيلم “الصحبة الحلوة” مشابه للأعمال التي قدمتها مع كريم وعز؟
على العكس فهو بعيد عنها تماما، فهو من نوعية الأفلام التي أتمنى تقديمها، فأنا كنت أبحث عن الأفلام التي تقدم شكل الإنسان كمشروع تخرجي، وفيلم “مبروك وبلبل” وهذه هي السينما التي أثرت في قبل دخولي عالم السينما كمخرجة، بالإضافة إلى أفلام التشويق إذ كنت متأثرة كثيرا بهيتشكوك، وبالتالي أريد أن أقدم سينما إنسانية وعاطفية مرة أخرى.
وماذا عن شلة ليبون؟
الفيلم مأخوذ من رواية هشام الخشن من إنتاج وليد مصطفى، ويواصل حاليا تامر حبيب كتابة السيناريو، وأتصور أن الرواية تظل رواية والفيلم يظل فيلما، بدليل أن الجمهور يقرأ روايات نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس، ويشاهد الأفلام المأخوذة عن هذه الروايات، وهناك العديد من الترشيحات للعمل حيث استهدف جيل أحمد عز وكريم عبدالعزيز وأحمد السقا وماجد الكدواني ومنة شلبي وغيرهم، وأتمنى أن يشارك الجميع، فالفيلم يستوعب وجود عدد كبير من النجوم لأن أحداثه تدور حول 7 أصدقاء، لكن لا يوجد حتى الآن اتفاق نهائي.
وهل يمكنك العمل في الدراما التلفزيونية؟
بالطبع، إن كان النص حلو ومميز، ولكني لن أقدم عملا مكونا من 30 حلقة لأني لن أتمكن من تقديمه، فهو مجهود ضخم وصعب، وحقيقة أوجه التحية لكل من قدم هذه الأعمال، ولكن يمكن أن أقدم مسلسلا من 15 حلقة أو 7 حلقات ليس أكثر فهو عمل شاق وغير عادي، ولكن لو الـ 30 حلقة مكتوبة بطريقة جبارة يمكن أن أقدمه ولكن خلال عام كامل، خصوصا لو أني سأقدمه بنفس الإحساس والتكنيك الذي أقدمه في السينما، فلا بد وأن تكون كل تفصيلة دقيقة، خاصة وأن كل من قدم 30 حلقة أكدوا لي مدى التعب والمجهود ليظهر الأمر بتلك الصورة.