تحدث المخرج اللبناني بهيج حجيج، في الجزء الثاني والأخير من سلسلة حلقاته مع برنامج “روافد”، عن تجربته في العمل السينمائي. وتطرق إلى صناعة السينما في لبنان وما تستدعيه من شروط من أجل تسهيل الإنتاج، وهي غير متوفرة بسبب غياب صندوق لدعمها.

وأمضى حجيج كغيره من السينمائيين، أعواماً وهو يبحث عن مؤسسات في لبنان ترعى إنتاج أفلامه، بعدما تكدست نصوصها على طاولته سنة بعد أخرى.

يذكر أن المخرج السينمائي بهيج حجيج من مواليد مدينة زحلة، قبلة المدن البقاعية في لبنان. بدأ خطواته السينمائية الأولى في مدينته “جارة الوادي” كما وصفها الشاعر أحمد شوقي. ورغم أن حجيج “بقاعي المنبت”، إلا أن بيروت أصبحت مدينته، سكن فيها وسكنت في أعماقه.

آخر ما أخرجه بهيج هو فيلم بعنوان “Good morning” يروي قصة رجلين مُسنين يقصدان مقهى في العاصمة اللبنانية كل يوم في موعد ثابت، يُمضيان وقتهما بحل الكلمات المتقاطعة لحماية نفسيهما من مرض فقدان الذاكرة، ويُمتّعان نظرهما بمشاهد خلابة من العاصمة.

مشهد من فيلم Good morning لحجيج

مشهد من فيلم Good morning لحجيج

تحدّث حجيج مع مقدم برنامج “روافد” أحمد علي الزين عن الدعم المادي في صناعة الأفلام، قائلاً إنه لا يوجد صندوق دعم مادي للسينمائيين اللبنانيين وتحديداً “سينما المؤلف”.

وذكر أيضاً أنه ليس بالضرورة أن تكون “سينما المؤلف” نخبوية بل ممكن أن تكون شعبية أيضاً. وأضاف قائلاً “يوجد هناك دعم مادي للصوص الذين يسرقون الدولة ولكن ليس للفن والمعرفة”. وذكر أن هناك ما بين 4 و5 أعوام بين كل إنتاج سينمائي وذلك بسبب عدم توفر الدعم المادي.

وفي هذا السياق، أشار حجيج إلى المخرج السينمائي اللبناني الراحل جورج نصر قائلاً إنه على الرغم من إبداعه السينمائي فإنه لم يستطع إنتاج أفلام كثيرة قبل أن يتوفى بسبب نقص الدعم المادي.

ثم تطرق الحديث عن الإنتاج السينمائي، وقال إن “صناعة السينما الكبيرة” لا تناسب المواضيع التي يختارها مثل المواضيع الإنسانية وكذلك الأفلام التي تتمحور حول الحروب.

حجيج خلال تصوير أحد أفلامه

حجيج خلال تصوير أحد أفلامه

ثم انتقل الضيف في الحديث عن الكاتب اللبناني رشيد الضعيف قائلاً إنه يتشارك معه “رؤية مشتركة في بعض الأعمال السينمائية”. وعلّق حجيج على رواية “المستبد” لرشيد الضعيف، قائلاً إنه حولها لسيناريو، ولم يتدخل الكاتب في هذا الأمر.

وتطرق حجيج إلى رأيه بأعماله قائلاً إنه “كثير الشك” فيما يصنع من أعمال “سواء بطريقة إيجابية أو سلبية” وإنه يحاسب نفسه كثيراً في كل مرة ينتج فيها عملاً ما.

وفي آخر محاور الحلقة، كشف المخرج أن شركات كانت تعمل على هدم عمارات في نفس وقت تصوير فيلمه Good Morning، وتحدث مع المسؤولين عنها لوقف الهدم حتى يستطيع أن يكمل التصوير لكن دون جدوى، فأدخل هذا الأمر ضمن المشاهد على الرغم من أنه لم يكن من ضمن السيناريو. كما حدث معه نفس الموقف أثناء تصوير فيلمه “بيروت حوار الأنقاض” الذي التقط فيه مشاهد لم يلتقطها أحد من قبل وأدخلت من ضمن سيناريو الفيلم.

alarabiya.net