كل فترة يطل على الجمهور بعمل مختلف يثير الجدل والنقاش بل ويحصد الجوائز، يلعب دائما بمنطق المغامرة فلا يضمن نهائيا نتائج ما يقدمه، بل يحاول تقديم أعمال مغايرة عن التي قدمها من قبل ويترك الحكم للجمهور الذي يقسو في البداية ثم يميل إلى الفكرة وتعجبه.
وعلى الرغم من أنه يقدم عملا أو عملين كل عام أو عامين، فإنه يعتبر كل عمل ساحة للبحث والتعلم وأحيانا التحدي لتقديم مضمون جديد.. إنه المخرج عمرو سلامة الذي قدم مؤخرا عملين لأول مرة، وهما مسلسل “بيمبو” الذي عرض على إحدى المنصات الرقمية، بالإضافة إلى فيلم “برا المنهج” الذي حقق نجاحا كبيرا مع عرضه في “مهرجان البحر الأحمر” وفي “مهرجان جمعية الفيلم السنوي”، فحصل على 7 جوائز دفعة واحدة من لجنة التحكيم.
“العربية.نت” حاورت سلامة حول العديد من الأمور.
المخرج عمرو سلامة
*على الرغم من العرض الجماهيري لـ”برا المنهج” بدور العرض وتحقيق الفيلم نجاحا، ولكنه عاد ليحقق نجاحا على مستوى المهرجانات وحصد 7 جوائز دفعة واحدة.. فما تعليقك؟
**الفيلم تم اختياره ضمن أحسن 7 أفلام عرضت بدور العرض المصرية في الاستفتاء العام للجمعية، ليعرض ضمن فعاليات “مهرجان جمعية الفيلم”، وهو من المهرجانات المحترمة جدا، خصوصا لجنة التحكيم المميزة، فهم أساتذة كبار، والحصول على جائزة منهم يشرفني، كما يشرفني حضوره ومشاهدة أفلامه لما له من مكانة وخصوصية وقيمة كبيرة، وأهم ما يوفره المهرجان لصنّاع السينما المصرية أن يلتقوا، لأنه أحيانا لا تتاح هذه الفرصة للنقاش والحديث عن المهنة وحقوقنا وشكل السينما، لذا أن نتقابل ونتكلم خلال “مهرجان جمعية الفيلم” أمر مهم، لمشاهدة الأفلام أيضا التي لا نتمكن من مشاهدة بعضها في زحام العمل.
وقد سعدت بحصول الفيلم على 7 جوائز دفعة واحدة في المهرجان، أفضل فيلم، وإخراج، وسيناريو، وممثل، وممثلة مساعدة، وديكور، وبوستر، وأتوجه أيضا بالشكر لشركة الإنتاج والممثلين وكل طاقم عمل الفيلم.
بوستر فيلم “برا المنهج”
*وماذا عن ردود الفعل التي تصلك على الفيلم؟
**وصلتني ردود فعل عظيمة من أول يوم لعرض الفيلم في “مهرجان البحر الأحمر السينمائي” ثم عند طرحه في دور العرض السينمائي بمصر، على مستوى النقد أو الجمهور. ومنذ عرض الفيلم في السينمات وأنا أستقبل ردود فعل قوية جدا على العمل سواء من زملائي في الوسط الفني أو الجمهور، وهذه الحالة أسعدتني كثيرا، كما أنني سعيد بالفيلم وبوجوده في المهرجان، خاصة في دورة يكون ضيف الشرف بها الفنان حسين فهمي، فأنا من أكبر المعجبين به منذ زمن، وهو من أكثر الناس الذين أتمنى العمل معهم.
*”برا المنهج” ليس التعاون الأول لك مع الفنان ماجد الكدواني.. أليس كذلك؟
**ماجد الكدواني من الممثلين الذين أحب العمل معهم، ومن أكثر الممثلين الذين عملت معهم، قدمنا 3 أعمال معا، ولا يحتاج أن أقول كم هو ممثل رائع، فأنا أحب العمل معه، والجمهور أيضا يحبه. ويمكن في كل مرة أقوم بكتابة فيلم أفكر فيه، لأنه يمكن الاعتماد عليه، فهو مريح لأنه يعمل دائما على الدور الذي يقدمه بشكل جيد.
وطول الوقت في التصوير تتفاجأ بأدائه حتى لو أنت كاتب ومتخيل الذي ستقدمه، ولكن هو كممثل يضيف للعمل إضافة تفاجئك، وشرف لي أن أعمل مع ماجد للمرة الثالثة.
وطبعا كالعادة الفيلم بالنسبة لي تجربة مهمة، وماجد بالتأكيد بيعلي الفيلم أو العمل الذي تقدمه عامة، فبعدما يكون في رأسي الفيلم بشكل وقدر معين، مع وجود ماجد يجعل الأمر أكبر، ونحن على توافق رائع كعلاقة بين مخرج وممثل.
ماجد الكدواني في “برا المنهج”
*الفيلم كان له فترة طويلة كمشروع وحلم.. أليس كذلك؟
*هذا الفيلم حلم لي منذ 10 سنوات، ويعبر عن كل ما هو “برا المنهج”، واكتشفت أن هناك الكثير من الأمور داخل المنهج لا يمكن تصديقها، وشارك معي في الكتابة خالد دياب.
الفيلم يعبر عني بشكل ذاتي، وحاولت أن يكون فيلما تشاهده كل الأسرة.
*وما الصعوبات التي يمكن أن تكون واجهتك في “برا المنهج”؟
**العمل الذي يكون به طفل يكون صعبا، وأن تخلق معه “كيميا” للدخول في تفاصيل الفيلم لم يكن سهلا، خصوصا أن الطفل متواجد في كل مشاهد العمل، ولكن الطفل عمر شريف استجاب سريعا لكل ما قلته له. وكان يقوم بتنفيذ ما يطلب منه بشكل احترافي، رغم كون هذه هي التجربة الأولى له، ومتأكد أنه سيكون نجما في المستقبل.
“بوستر مسلسل “بيمبو
*وما الاختلاف بين فيلم “برا المنهج” ومسلسل “بيبمو”؟
**”بيمبو” كانت الصعوبة الأكبر في نبرة الكوميديا والحكي والشخصية البصرية للمسلسل، لأنها جديدة على الأقل بالنسبة لي، فكانت الصعوبة الأكبر في ضبط الحكي للمسلسل، وضبط نبرة الكوميديا فيه. يمكن الصعوبات الأخرى هي الصعوبات التقنية، ويمكن أنها لا تهم الجمهور، ولكن بسبب عدد الممثلين الكبير في المسلسل وتوفيق مواعيد التصوير لتكون مناسبة للجميع ولذلك تم تصويره على مدار وقت طويل جدا.
فعلى ما أعتقد هذه هي الصعوبات التي واجهتني، ولكنها كانت تجربة فيها قدر كبير من البهجة في التعامل مع كل هذا الكم من الممثلين، ولو تحدثنا عن فيلم “برا المنهج” كانت الصعوبة في إيجاد الطفل الذي يمكنه أن يتحمل بطولة فيلم، فمرحلة “الكاستينج” أو تجارب الأداء للممثلين من الأطفال كانت طويلة جدا، حتى وجدنا الطفل المناسب للعمل.
أحمد مالك وويجز من مسلسل “بيمبو”
*ولكن “بيمبو” كان تجربة مختلفة بالنسبة لك.. تتفق مع ذلك؟
**مسلسل “بيبمو” تجربة جديدة كنت أستغلها حتى أتعلم طريقة حكي جديدة، وكوميديا جديدة أيضا، وطريقة تمثيل مختلفة، فالعمل به نبرة كوميدية ليست منتشرة، وكنت أحب أن أرى إن كانت تلك النبرة ستتماشى مع الجمهور ويحبها. وكانت عندي مساحة للتجربة في اختيارات الممثلين، وحاولت أن أقدم كل شخصية بشكل مختلف بطريقة كلامها وتفاصيلها.
فقد حاولت أن أفكر خارج الصندوق في هذا العمل بالذات، وأري عوالم أخرى، فمن الممكن أن يكون ممثلون مشهورون ولكن يظهرون بشكل مختلف، وممكن مغنون أو “إنفلونسيرز”، ومن الممكن أن تكون وجوه جديدة لم تمثل من قبل، وكما أقول دائما إن جنة المخرج هو وجود جهة إنتاج تسمح له بخلق عالم جديد ويختار الأفضل للدور، وليس بناء على نجاحات معينة أو وجوه معينة معروفة.
*الفنان ويجز كان عليه جدل كبير، فكيف رأيته في هذا الدور؟
**أنا كنت أراهن عليه من قبل عرض المسلسل، من وقت ما عملت معه على البروفات وفي التصوير، كنت أراهن أنه سينجح جدا كممثل، وأنه سينجح كممثل أكثر منه مغنٍّ، وكونه مطربا هذه الأيام. ولكن لديه موهبة كفيلة أن يكون في مكان آخر غير الأغاني، وكان تأكيدا على تلك النقطة أنه ناجح كممثل بأنني رفضت أن يغني نهائيا في المسلسل.
واتفق ويجز معي في تلك النقطة، لأننا نقدمه في إطار ممثل وليس لنجاحه كمغنٍّ، وقد أحب التجربة لأنه قدم دورا رأيت أنه فاجأ الجمهور به وكان رائعا فيه، وأنا متأكد من أنه سيعرض عليه أدواراً أكثر وستكون لديه خبرة مع الوقت.