واحد من أكبر وأضخم المتاحف الحربية في العالم، وشاهد على تاريخ العسكرية المصرية على مر العصور بداية منذ العصر الفرعوني حتى العصر الحديث ونشأة العسكرية المصرية.
أنشئ المتحف الحربي القومي عام 1937 بمبنى وزارة الدفاع القديم بشارع الفلكي، ثم انتقل إلى مبنى مؤقت بجاردن سيتي عام 1938 إلى أن تم نقله مرة أخرى بقصر الحرم بقلعة صلاح الدين الأيوبي وافتتح رسمياً في نوفمبر 1949 وأعيد تجديده وافتتاحه في عام 1982.
المتحف
تم تطوير المتحف عدة مرات بعد ذلك وافتتاحه حتي عام 2011 حين تم البدء في مشروع تطويره وترميمه ليصبح مزاراً جديداً يضاف إلى مزارات قلعة صلاح الدين الأيوبي. وقد تم افتتاح المتحف من جديد يوم الأربعاء الماضي الموافق 6 أكتوبر 2021 تزامناً مع الاحتفال بانتصارات أكتوبر المجيدة، وذلك بعد الانتهاء من مشروع ترميمه وتطويره.
وأوضح الأستاذ مؤمن عثمان، رئيس قطاع المتاحف، أن المتحف يستعرض من خلال مقتنياته تاريخ العسكرية المصرية عبر العصور منذ بداية العصور الفرعونية وحتى العصر الحديث ونشأة العسكرية المصرية مرة أخرى في عهد أسرة محمد علي باشا والتي شهدت نهضة الجيش المصري، مروراً بثورة يوليو
وانتصارات أكتوبر وحتى ثورة 30 يونيو، كما قامت وزارة السياحة و الآثار بتزويد المتحف بمجموعة جديدة من المقتنيات، بما يزيد عن 100 قطعة أثرية من مختلف المخازن الأثرية والمتحفية من سقارة والأقصر والإسكندرية والمتحف المصري بالتحرير ومتحف السويس القومي وغيرها.
وأضاف الأستاذ مؤمن عثمان أن أعمال التطوير بالمتحف شملت تطوير سيناريو العرض المتحفي والذي جاء بالتنسيق بين لجنة سيناريو العرض المتحفي برئاسة الدكتور علي عمر، وإدارة المتاحف العسكرية. وأشار إلى أن عملية التطوير شهدت كذلك الحرص على توفير أقصى سبل الإتاحة للزائرين وتوفير الخدمات السياحية لهم بهدف تحسين تجربة الزائر من حيث البطاقات الشارحة للقطع الأثرية وكذلك إنشاء كافيتريات ومظلات للحماية من الشمس ومقاعد وأماكن للاستراحة، ذات طابع خاص بما يتوافق مع البيئة الأثرية المحيطة.
ترميم المتحف
وعن مشروع الترميم أوضح د. أسامة طلعت رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار أن المشروع شمل الترميم الإنشائي للمبنى، بالإضافة إلى أعمال الترميم الدقيق لزخارف الجدران وكذلك كافة المعلقات من ثريات وأباليج، فضلاً عن عمل landscape للمنطقة المحيطة بالمتحف وترميم وصيانة للتماثيل الموجودة عند مدخل المتحف ومنها تمثال لإبراهيم باشا بن محمد علي وآخر لسليمان باشا مؤسس دار الأسلحة المصرية.
وأضاف د. طلعت أنه تم إمداد المتحف بشاشات عرض تفاعلية عند مدخل المتحف لتعريف الزائرين بتاريخ المتحف وأسماء القاعات الموجودة به، بالإضافة إلى إنشاء قاعة كالتيراما تم تنفيذها بالتعاون مع مركز كالتنيت التابع لمكتبة الإسكندرية لعرض مادة فيلمية عن العسكرية المصرية منذ العصور الفرعونية وحتى ثورة 30 يونيو 2011، وذكر للقادة العسكريين الذين ساهموا في إنشاء العسكرية المصرية.
مقتنيات المتحف
العصر الفرعوني، يضم مجموعة من تماثيل للملوك المحاربين مثل تحتمس الثالث والعديد من اللوحات الحجرية أهمها لوحة تمثل الملك رمسيس الثالث وهو ينقض على الأعداء، بالإضافة إلى نموذج لعجلة حربية ولوحة حجرية يظهر عليها منظر تصويري لصناعة العجلات الحربية، وكذلك جدارية تمثل انتصار الملك رمسيس الثاني على الحيثيين.
العصر اليوناني الروماني، حيث يعرض نموذج رأس للإسكندر الأكبر، مرسوم رفح وهو من أهم المقتنيات بالمتحف حيث يؤرخ معركة رفح وانتصار المصريين على السلوقيين في رفح وقيام الملك بطليموس الرابع بالاستعانة بالجيش المصري.
وذلك بالإضافة إلى بعض البرديات التي تؤرخ للعسكرية في العصرين اليوناني الروماني، وبعض التماثيل للملوك البطالمة، وتمثال لأحد الجنود شاركوا في معركة رفح. العصر القبطي وهو من أهم ما يضمه المتحف أيقونة تمثل القديس مارجرجس، الذي يُذكر أنه تعلم الفروسية وانضم إلى الجندية وتدرج فيها وتولى العديد من المناصب العسكرية.
العصر الإسلامي، الذي يعرض مجسمات لأبواب وأسوار القاهرة والقلاع والحصون كحصن محمد علي بالمقطم وحصن كوستا باشا بالإسكندرية، وبانوراما لأشهر المعارك في هذا العصر، بالإضافة إلى مختلف أنواع الأسلحة.
والعصر الحديث والمعاصر، يضم مجموعة فريدة من النياشين والأنواط والأوسمة والميداليات التي تعبر عن العسكرية المصرية، هذا بالإضافة إلى مجموعة من الأسلحة الخاصة المهداة من الراحلين المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة والمشير محمد طنطاوي وغيرهما من القادة المصريين في العصر المعاصر، وبعض من الأسلحة من حرب أكتوبر.