كرمه مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط في الدورة الـ37، بين عدد كبير من السينمائيين، لقدرته على تقديم العديد من الأدوار المميزة، إنه الفنان خالد الصاوي الذي استطاع أن يحفر مكانه وسط النجوم على مدار سنوات طويلة، لم يتعجل لأن يكون نجماً ولم يسع للبطولة بل سعت هي إليه، يتحدث بعفوية شديدة. قدم العديد من الأعمال خلال هذا العام حققت نجاحا كبيرا، آخرها فيلم 200 جنيه الذي عرض مؤخرا مع عدد كبير من النجوم، كما عرض له في رمضان مسلسلا “القاهرة كابول” و”اللي مالوش كبير”. وفي لقائه مع موقع العربية.نت أعلن عن انتظاره لفيلم جديد بعنوان “تماسيح النيل” و”الباب الأخضر”.
كيف وجدت تكريمك في مهرجان الإسكندرية؟
سعيد بالطبع بهذا التكريم لأنه جاء من مهرجان عريق، والتكريم دائما ما يحمل طابعا خاصا لأي فنان، لأنه أكبر دليل على أنه يسير في الطريق الصحيح من ناحية جودة الأعمال التي يقدمها، بالإضافة إلى عشقي لهذا المهرجان العريق ومحافظة الإسكندرية التي لدي بها العديد من الذكريات منذ طفولتي بين شوارعها.
كرمك هذا العام مهرجان الإسكندرية والعام الماضي الجونة، فبالتأكيد هناك مشاعر تجاه تلك التكريمات؟
عندما يتم تكريمي في أي حدث فني، تنتابني مشاعر مختلطة، لدرجة أشعر فيها أنني أعاني من الفصام بعض الشيء، فأشعر بفرحة، وفي نفس الوقت أفكر هل أنا عجزت لهذه الدرجة، خاصة أنه بسبب عدم إنجابي أشعر أن بداخلي روح طفل، أما إحساسي الثاني غريب جدا، حيث أشعر أن الناس كلها تكافئك عندما لا تكون أنت، فلقد ولدت في الإسكندرية وسافرت إلى الصعيد مع أهلي وأنا في الخامسة من الصف الابتدائي حاولوا عمل مسرحية ورفعت يدي لأنني متحمس جدا، وكان في مخيلتي وقتها أن هناك طائرة تراقبني أو كاميرا خفية في كل مكان ما عدا الحمام مثلا.
عرض لك مؤخراً فيلم 200 جنيه مع كوكبة من النجوم، فما الذي شجعك للمشاركة؟
محمد أمين من المخرجين الذين لهم رؤية مميزة، وصانع أفلام مختلف ورجوعه للساحة الفنية السينمائية بعد غياب لسنوات دائما ما يكون قويا، والفكرة التي كتبها أحمد عبدالله هي قصة ورقة الـ200 جنيه التي تنتقل من يد إلى أخرى، وأحيانا تسجل العديد من الذكريات عليها، فهي ورقة تصلح لأن تكون توثيقا للفترة المجتمعية التي نمر بها، وبالتالي الفكرة كانت جذابة عندما عرضت علي، وأنا من الأشخاص الذين أحب أفكار السيناريست أحمد عبدالله، فهو مختلف دائما في كتاباته أيضا، كما أننا قريبان على المستوى الشخصي منذ الدراسة، ولكني في الأساس سعيد بالكيميا التي تجمعني به دائما والذي سبق واجتمعنا معا في أكثر من عمل فني من قبل. كما أنني سعيد بمشاركة كل هذا الكم من النجوم في هذا العمل المميز في عمل فني واحد، ومعنى أن يقوم المنتج بجمع كل هؤلاء النجوم في عمل واحد يدل على أنه منتج قوي وفنان، وطبعا بسبب الأحداث لم أتقابل بعدد كبير منهم في كواليس الفيلم، وكنت أتمنى أن توجد فكرة تجمع هذا العدد الكبير في مشهد واحد، والحقيقة لم أواجه أي صعوبة في تصوير المشاهد الخاصة بي، ولكني سعيد من فكرة أنه ليس من الصعب اجتماع كل هؤلاء النجوم في عمل واحد خصوصا عندما يكون هناك تقديم جيد للشخصيات، فلقد كان أشبه بملحمة فنية عالمية.
قبل فيلم 200 جنيه قدمت فيلماً آخر وأعتقد أنه كان تجربة مختلفة بعنوان “للإيجار”؟
العمل مليء بالأمور التي جعلتني أوافق على تقديم هذه التجربة التي من أبرزها القصة التي كتبها وقام بإخراجها إسلام بلال وهو مخرج جيد ذو عين محترفة تجعل المشاهد متشوقا لمتابعة كل مشهد يقدمه، كما أن العمل ذو طبيعة مختلفة، فهو كوميدي وفيه العديد من المشاهد التي تدخل المشاهد في حالة شجن طوال أحداثه، وأنا سعيد بالتجربة، وأن الفيلم نوعيته مختلفة بعيدًا عن الأعمال التجارية، ومخرجه قدم صورة جيدة، ودوره كان مختلفًا عما ظهر به من قبل.
وقدمت في هذا الفيلم دورا جديدا لرجل خفيف الظل وطائش، ولا يعيش سنه، وفي ذات الوقت، يتحول هذا الرجل من قمة المرح إلى قمة الحزن والكآبة، ويعيش في مفاجآت بطل الفيلم وهواجسه وأحلامه، وأعتقد أن الفيلم ظُلم وسط ظروف جائحة كورونا، ودعاياه كانت ليست على المستوى المطلوب على الرغم من ذلك لم تكن مشاكله فادحة، كما أنها غير مقصودة.
خلال رمضان الماضي ظهرت في عملين مرة واحدة.. ما السبب في ذلك؟
“القاهرة كابول” بالنسبة لي عمل من نوع خاص جدا، وأكثر ما جذبني إليه هو العلاقة بين أبطاله الأربعة، الذين تنطلق حكاياتهم من منطقة السيدة زينب منذ الصغر، حيث تربوا معا وتأصلت بداخلهم قيم معينة إلى أن فرقتهم الحياة، وأصبح كل منهم في مكان مختلف ليظهر أمامنا تركيبة إنسانية متنوعة لأربعة رجال مع أحداث اجتماعية عديدة.
أما “اللي مالوش كبير” فالدور كان مختلفا، فهو شخص لديه من القوة والنفوذ الكثير، ولكن تنتابه نوبات قلق وخوف وهذا السبب في قبولي للدور، فأنا دائما أحب التنوع في الشخصيات التي أقدمها، كل هذه عوامل جعلتني أقدم على تجربة تقديم عملين مختلفين في نفس العام، لأنه عندما فكرت في تقديم عمل واحد بطولة في العام، جلست في المنزل ثلاث سنوات.
خالد الصاوي
في أغلب أعمالك تقدم شخصية الضابط أو رجل الأمن وآخرها في مسلسل “القاهرة كابول” الذي قدمته في رمضان؟
تقديم شخصية رجل الأمن بالنسبة لي كانت أصعب من شخصية المحامي لذلك كنت حريصا أن يكون هناك وقت طويل بين كل شخصية والثانية حتى لا يكون تشابه بينهما ولا يتم حصري في هذه النوعية من الأدوار، كما أنه مع أي دور، فأنا أقدمه وكأنه آخر دور سأقدمه، فأضع كل طاقتي ومجهودي فيه.
وما جديدك في الفترة القادمة؟
انتهيت من تصوير فيلم “تماسيح النيل” الذي تدور أحداثه في إطار كوميدي حول رحلة نيلية على أحد المراكب السياحية بأسوان، وتحدث عملية نصب لأحد رواد المركب، وبشكل ساخر يتم كشف الحقيقة، وسيتم عرضه قريبا في دور العرض، وعلى الجانب الآخر تعاقدت على فيلم “الباب الأخضر” للكاتب السيناريست الراحل أسامة أنور عكاشة ومن إخراج رؤوف عبدالعزيز وسعيد بمشاركة عدد من الزملاء والأستاذة، منهم أياد نصار ومحمود عبدالغني وأحمد فؤاد سليم وغيرهم.