هي واحدة من اللحظات الصادقة التي عاشها جمهور مهرجان الجونة السينمائي في دورته الخامسة، حينما وقف الجميع ليصفقون تارة، ويجففون دموع أعينهم تارة أخرى بعد ساعة ونصف قضوها في مشاهدة فيلم “أميرة” للمخرج محمد دياب، الذي يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان، ويشارك في بطولته صبا مبارك وعلي سليمان وتارا عبود.

الفيلم المصري يتناول القضية الفلسطينة عبر زاوية لم يرها أحد من قبل، وهي القصة الخاصة بأطفال النطف، أو ما يسمى في فلسطين بـ”أطفال الحرية”.

ويتناول العمل قصة “أميرة” التي تقوم بدورها تارا عبود، وهي فتاة ولدت لأسير فلسطيني يتواجد في سجون الاحتلال، بعد أن قام الأب بتهريب النطفة الخاصة به من السجن، ولُقحت بها البويضة الخاصة بالأم التي تقوم بدورها صبا مبارك.

إلا أن الجميع يصطدم بالمفاجأة الكبرى، حينما يرغب الأب في إنجاب طفل جديد، وأثناء عملية التلقيح يكشف الطبيب عن مفاجأة تتمثل في أن الأب عقيم ليبدأ صراع الطفلة في البحث عن والدها الحقيقي، ورغبتها في إثبات براءة والدتها، في ظل أزمة تهدد هويتها وبقاءها في بلادها لحين الكشف عن تفاصيل الأمر.

وتواجدت أسرة الفيلم في لقاء صحافي على هامش المهرجان، للحديث عن بعض التفاصيل الخاصة بالعمل، كان أبرزها ما ذكرته صبا مبارك عن كونها من أصرت على تقديم الفيلم والمشاركة في دور الأم.

فيما كشف المخرج المصري محمد دياب، عن كونه اختار القصة بعد أن قرأ خبرا في جريدة عام 2012، يؤكد أن الأسرى الفلسطينيين قرروا الإنجاب عن طريق إرسال النطف الخاصة بهم خارج السجن، وأطلقوا على هذه العملية اسم “أطفال الحرية”.

وأضاف أنه شعر وقتها أن هذا الخبر قد يستطيع من خلاله تقديم قصة شيكسبيريه، وهو ما عاونه فيه المخرج الفلسطيني هاني أبو سعد، الذي أشاد دياب به كثيرا.

إحباط

حينما أسدل الستار على مشهد النهاية في الفيلم، أصيب البعض بالإحباط، وعبر البعض الآخر عن غضبه بسبب نهاية العمل، وهو ما علق عليه المخرج مؤكدا على كونهم اختلفوا كثيرا حول هذا الأمر.

وقاموا بالفعل بتصوير نهاية أخرى للعمل، ولكنهم في النهاية استقروا على النهاية التي ظهرت في الأحداث، ورأى المخرج أنها تخدم الأحداث والقضية، مؤكدا أن بعض صناع العمل شاهدوها للمرة الأولى حينما عرض الفيلم بالمهرجان.

أما فيما يخص اختياره لصبا مبارك، فأكد دياب أنه كان متخوفا من اختيار صبا لكونها أصغر من المرحلة العمرية التي قدمتها في الفيلم، وأخبرها بأن ملامحها لا توحي بأنها أم، ولكن إصرار الفنانة الأردنية جعله يرضخ في النهاية.

مشهد جريء

فيما أشارت تارا عبود إلى كونها ترغب في شكر صبا مبارك التي رشحتها للدور، كما شكرت علي سليمان ومحمد دياب على ثقتهما فيها، وأوضحت أن الشخصية التي لعبتها في الفيلم كانت قوية للغاية، حيث إنها لا تنهار ولا يوجد ما يكسرها.

إلى ذلك، أوضح المخرج محمد دياب أن المشهد الجريء المتواجد بالفيلم، هو أكثر المشاهد المبكية بالنسبة له، وهو المشهد المفضل له ولعدد كبير من القائمين على العمل، معتبرا أن المبكي للأمر هو الحال الذي وصل إليه الأسرى، الذين حرموا من أن يعيشوا حياتهم بشكل طبيعي، ويلجأون إلى أمور لتعوضهم عن الحياة الطبيعية.

alarabiya.net