بقدر حماسها بأن يجمعها عمل بالنجمة يسرا، ولكنها كانت تشعر بالقلق والتوتر من الشخصية التي تقدمها وردود الفعل علي كل هذا الشر الذي قدمته من خلال مسلسل “حرب أهلية”، التي عُرضت خلال شهر رمضان الماضي.

فقد اعتبرت “تمارا” شخصية شريرة معقدة بشكل كبير، ولكنها تركت علامة مميزة خلال العرض الأول والثاني للمسلسل في موسم يعتبر الأصعب علي الدراما في كم المنافسة، وكيف يمكن للممثل أن يعلن عن وجوده بقوة.

وفي حوار خاص مع موقع “العربية.نت”، كشفت جميلة عوض تفاصيل شخصية “تمارا” والكواليس التي مرت بها وقت التصوير، وأيضا فيلمي “المحكمة” و”عروستي” بالإضافة إلى الأدوار التي تجذبها وتريد أن تقدمها خلال الفترة القادمة.

أفيش مسلسل حرب أهلية

أفيش مسلسل حرب أهلية

*من الأدوار التي قدمتها خلال الفترة الماضية يتضح حرصك على البحث عن الجديد فيما تقدمينه؟

**بالتأكيد، فأنا أهتم بالتفكير والبحث دائما عن الموضوعات الجديدة والمختلفة مع التركيز على المضمون الذي يعيش مع الجمهور لا لمجرد الوجود أو من أجل الظهور على مواقع التواصل الاجتماعي، فلابد أن يكون العمل والشخصية له هدف أو غاية، فأنا أركز في اختيار أدواري على قيمة الموضوع وقيمة الشخصية، وكيف تكون مؤثرة وملهمة للآخرين، وأن تمس شيئاً في قلوبهم أو حياتهم، وعندما تتوفر كل هذه العناصر أتحمس للدور، وأخوض التجربة، ولذلك أنا دائمًا أحتاج لوقت من أجل قراءة أي دور يعرض علي وأقبله، لأنه يجب أن يقدم شيئاً مختلفاً للمشاهد وغير مكرر.

*وهل وجدت هذا في شخصية “تمارا” في مسلسل “حرب أهلية”؟

**بالفعل فـ”تمارا” شخصية مهمة يتصارع الخير والشر بداخلها، لم تجد الحب في حياتها وتشعر دوما بالفقد، كما أن المحيطين بها يحكمون عليها ظاهرياً ولا أحد يدري ما بداخلها من معاناة، ويظهر ذلك في مشهد المستشفى مع مريم التي تجسدها الفنانة الكبيرة يسرا، فلقد أحببت شخصية “تمارا” لأن مشاعرها صادقة في الشر والخير أيضاً وشديدة العمق، ولكن كانت هناك صعوبة في عمل توزان بين كل الانفعالات التي تحتوي عليها الشخصية، فهي كما ذكرت عميقة جداً، بها شر، وألم ومواقف شديدة الإنسانية.

جميلة عوض

جميلة عوض

*ومع ذكر الصعوبة.. ما هي المشاهد الأصعب بالنسبة لك في هذا العمل؟

**في الحقيقة هناك العديد من المشاهد المؤثرة والصعبة في العمل، وكنت أفهم ذلك من ردود أفعال الجمهور، فمثلا مشهد عيد الميلاد مع الفنانة الجميلة يسرا ومشهد المستشفى ومشهد المواجهة مع الأم ونور، ومشهد موت الأب، إذ شعرت “تمارا” بأنها بموته فقدت الحب الحقيقي والوحيد، كما أن الشخصية نفسها تحمل مشاعر متضاربة مما تطلب مني تركيزا نفسيا شديدا خلال عملية التصوير حتى تكون صادقة أمام الجمهور.

*وما الذي جذبك للدور؟ هل العمل مع يسرا أم الشخصية؟

**العمل مع الفنانة يسرا كان من أهم الأمور التي جذبتني للمشاركة في “حرب أهلية”، فلقد كنت متحمسة للعمل معها بشكل كبير، فللأسف عرض علي من قبل فرصة للعمل معها ولكن بسبب الوقت وانشغالي بتصوير أعمال أخرى لم أوفق في لقائها، ولكن دائما ربنا يقدم لنا الأفضل وفى الوقت المناسب، أما بالنسبة لـ”تمارا” شعرت بالقلق كثيرا بسبب هذه الشخصية، لأنها شخصية شريرة وقد يكرهها الجمهور، وقد تجعل الفنان لا يمثل مجددا إذا قدمتها بشكل سيئ.

جميلة عوض في مشهد من المسلسل

جميلة عوض في مشهد من المسلسل

*وكيف كان استعدادك للشخصية؟ هل تواصلت مع طبيب نفسي أو عالم نفس؟

**لم أستعن بأي متخصص، ولكني ركزت على التفاصيل وعلى طبيعة الشخصية، والبيئة التي تربت فيها، والعوامل التي أدت بها إلى أن تكون بكل هذه المشاعر المتناقضة، خاصة أن التفاصيل الصغيرة التي يتم تجميعها من كل شخص قد قابلته قد تكون سببا في تكوين الشخصية التي تظهر على الشاشة، بجانب النص المكتوب، فلقد قابلت شخصيات شبيهة لـ”تمارا” في حياتي، وتعرضت للأذية منها، وفضلت الابتعاد عنها لأنها مخاطرة استمرار المعرفة مع تلك الشخصيات، وأعتقد أنه بالرغم من انتهائي من التصوير وعرض العمل مرتين، لكني أصبحت أشعر بالقلق من وجود كاميرات في أي مكان أتواجد فيه بعد تجربتي مع شخصية “تمارا”، لأنني اكتشفت كم الشر الموجود في نفوس البشر لأن شخصية “تمارا” كانت تقوم بتصوير صديقاتها دون دراية وتقوم بابتزازهن بهذه الفيديوهات.

*حدثينا عن كواليس العمل مع يسرا..

**من أجمل الشخصيات التي يمكن أن تقابلها أو تتعامل معها، فهي جميلة الروح وودودة جداً، فنانة حساسة ومعطاءة، وسعدت بالعمل معها لأنها تحب أن يظهر كل فريق العمل في صورة رائعة، وأتصور أن هذا ظهر بوضوح للجمهور من خلال المسلسل، كما أنني تعلمت منها الكثير، لأن من يعمل معها يتعلم منها طوال الوقت، وأغلبية الأمور من الممكن أن تتعلمها دون أن تلاحظ ذلك، فمثلا ردود الأفعال في المواقف والضغوط التي تضعنا الظروف فيها، ومتى نرد ومتى نصمت وكيف يكون الرد، حسب كل موقف، فتعلمت منها الكثير، فهي مدرسة قائمة بذاتها، خاصة أنه كان لدينا مساحة من الوقت خلف الكاميرا لنجلس معا، ونقترب أكثر من بعضنا.

جميلة عوض

جميلة عوض

*وماذا عن الجديد؟ هل سيكون في الدراما أم السينما؟

**الأعمال القادمة ستكون سينمائية فلدي عملان خلال الفترة المقبلة، انتهيت من تصويرهما، الأول فيلم “المحكمة”، تأليف أحمد عبدالله، إخراج محمد أمين إنتاج أحمد السبكي، وهو يشبه أفلام “كباريه” و”الفرح” من حيث عدد النجوم المشاركين، وكل واحد منهم لديه مشكلة خاصة وتتشابك هذه القضايا مع بعضها، فالموضوع يدور كله داخل محكمة وفي خطوط درامية مختلفة لكل الممثلين وكل ممثل له قضية مختلفة، ولا أستطيع التحدث عن شخصيتي في الفيلم، ولكن أعدكم بأنها شخصية جديدة ومختلفة ولم يقدمها ممثل في الوطن العربي حتى الآن، مثل مسلسل “إلا أنا” وتقديمي شخصية بنت مريضة بالبهاق وكانت التجربة الأولى في الأعمال الفنية التي تتناول هذه الظاهرة.

*وما العمل الثاني؟

**العمل الثاني هو فيلم “عروستي” بطولة أحمد حاتم، وصابرين، ومحمود البزاوي، وزينب غريب، ومروان يونس، وهو من تأليف مصطفى البربري، وإخراج محمد بكير، ولقد صورته بعد “إلا أنا” وهو فيلم رومانسي لايت وليس معقدا أو مركبا على الإطلاق مليء بالبهجة والألوان ولذيذ جدًا.

*وماذا عن تقديم جزء ثان من فيلم “هيبتا”؟

**لا أعلم ولكن هناك حديث عن تقديم جزء ثان وليس أكيد، ولكني أتحمس أكثر لتقديم عمل جديد بفكرة وشكل مختلف.

alarabiya.net