دراما لم يشهدها مهرجان الجونة السينمائي من قبل حدثت في دورته الخامسة، التي انطلقت في الرابع عشر من شهر أكتوبر وانتهت مساء الجمعة بتتويج الأفلام الفائزة.
القصة بدأت مبكرا بالحريق الذي وقع قبل يوم واحد من انطلاق حفل الافتتاح، ذلك الأمر الذي تعامل معه المنظمون طيلة ليلة الافتتاح حتى تمكنوا من إصلاحه في إنجاز بشرى كبير لكنه لم يكن سوى البداية.
الدورة انطلقت وسط غضب من الفنانة يسرا عضو اللجنة الاستشارية الدولية للمهرجان، بسبب تصريحات مدير المهرجان انتشال التميمي، إلا أن الأمر تم تداركه قبل يوم واحد من الافتتاح بالاعتذار من قبل التميمي ليسرا، التي لم تكن كعادتها في هذه الدورة.
انطلقت الفعاليات ومر الافتتاح دون أزمات، وبعد جدل معتاد عبر السوشيال ميديا بسبب إطلالات النجمات في الحفل، حان وقت مشاهدة الأعمال المتنافسة.
لتأتي الأزمة الكبرى حينما عرض فيلم “ريش” للمخرج المصري عمر الزهيري، العمل الذي جاء محملا بالأمنيات والتطلعات، لكونه أول عمل مصري في التاريخ يحصد جائزة من مهرجان “كان” بعدما توج بالجائزة الكبرى لأسبوع النقاد.
إلا أنه لم تمر سوى ساعة واحدة من العرض، حتى بدأ بعض الفنانين في الانسحاب، وجاء على رأسهم شريف منير الذي لم يكتف بالمغادرة، بل أعلن عن غضبه من الفيلم، واتهمه بالإساءة إلى سمعة مصر، حينما قال جملته لزملائه “أنا متنرفز.. هو عايز يطلع مصر شكلها عامل ازاي”.
تلك الأزمة كانت فارقة في حياة الدورة الخامسة، بعدما تسببت في جدل وانقسام، ما بين مؤيد ومعارض لما جرى، ذلك الأمر الذي وصلت تبعاته إلى القاهرة، وأعلنت بعض وسائل الإعلام عزوفها عن تغطية ما تبقى من فعاليات.
الفيلم الذي يتناول قصة أسرة فقيرة، يتحول الزوج فيها إلى دجاجة بشكل عبثي، لتتولى الأم المسؤولية وحدها، انقسم الجمهور حول مستواه الفني بين رافض بشكل قاطع ومؤيد إلى درجة الكمال.
إلا أن بطلته أمام الجدل الحادث قررت ألا تتحدث لوسائل الإعلام، حيث تواصلت “العربية.نت” مع دميانة نصار بطلة الفيلم، فأجاب ابنها “ماريو”، ليؤكد لنا أن والدته لن تتحدث سوى بعد 10 أيام على الأقل.
أزمة الفيلم التي استمرت لأيام، كان الوقت كفيلا بإخماد ثورتها لحين إشعار آخر حتى ظهر الغضب بسبب فنان مصري شاب اسمه حسن أبو الروس.
جاءت بدايته الفنية من خلال مسلسل “بـ 100 وش” إلا أن تقاليعه الغريبة كانت كفيلة بجذب الانتباه، بعدما اعتاد الظهور على السجادة الحمراء يوميا بملابس مختلفة.
وهو ما تسبب في غضب البعض لتجاوزه الوقت المسموح له، كما اقتحم المؤتمر الصحافي الخاص بالفنان أحمد السقا كي يظهر في فيديو وهو يبارك له على التكريم.
وأمام ما جرى، لم تجد إدارة المهرجان حرجا في منعه من الظهور على السجادة الحمراء في الختام، وهو الأمر الذي تم تسريبه خلال الحفل الذي لم يظهر فيه أبو الروس.
وإمعانا في الدراما، جاءت الساعات الأخيرة من دورة المهرجان لتحمل معها استقالة مفاجئة من المدير الفني أمير رمسيس، دون أسباب معلنة.
حتى إن إدارة المهرجان لم تعلق على الاستقالة، حيث ظهر رمسيس صباحا وهو يدير ندوة أحد الأفلام، وتم تسريب خبر استقالته في المساء، وسط صمت مطبق من كافة الأطراف.
أخيرا أسدل الستار على الدورة التي حملت بعض أفلامها قضايا إنسانية تتعلق باللاجئين، وهو ما ظهر في الفيلم الوثائقي “كباتن الزعتري”، وأطلت القضية الفلسطينية عبر فيلم “أميرة”.
وتم الإعلان عن كون الدورة السادسة ستنطلق في الثالث عشر من شهر أكتوبر العام المقبل، وحتى يحين الموعد قد تتكشف تبعات الدورة الخامسة وما جرى فيها في مقبل الأيام.