منذ اللحظات الأولى لإعلان وفاة المخرج والممثل والكاتب السوري حاتم علي، في القاهرة، إثر أزمة قلبية، عن 58 عاماً، الثلاثاء، تحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى منصة لتقديم التعازي برحيل الفنان الذي صدم الوسط الفني العربي برحيله، إضافة إلى الوسط الجماهيري الذي بدأ بتبادل التعازي الحارة المعبرة عن مدى تعلق المشاهدين العرب بأعمال الراحل.
وانصبت غالبية التعازي التي قدمت برحيله، على كونه مخرج روائع درامية، ثم الصفة الملازمة للرجل، والتي ركّزت على “إنسانيته وأخلاقه الرفيعة، بحسب ما نعاه به طيف واسع من كبار الفنانين العرب، على حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي.
أعمال محفورة في الذاكرة
وفيما تداول معلقون وناشطون عددا من أسماء أعمال الراحل، بعد نبأ رحيله، والتي تركها في فن الإخراج، وعلى رأسها مسلسلات “ربيع قرطبة” و”صلاح الدين الأيوبي” و”عمر” و”صقر قريش” و”ملوك الطوائف” و”الغفران” و”الملك فاروق” وغيرها، تداول آخرون بداياته في التمثيل، والذي ظهر به، للمرة الأولى، تلفزيونيا، عام 1988.
مثّل عام 1988، الانطلاقة الأولى لحاتم علي، والذي ولد في بلدة “فيق” في الجولان السوري الذي تحتله إسرائيل منذ عام 1967، أي بعد ولادته، بخمس سنوات، وبعدها نزح وعائلته صغيرا، ليقيم في ضواحي دمشق، ثم ليتم تعليمه هناك، في المسرح، وبعدها ليعمل في الإخراج الذي برز فيه إلى الدرجة التي وصف فيها بأبرز المخرجين السوريين، على الرغم من صغر سنه.
أول ظهور وأول حلقة وأول شخصية
ظهر علي في مسلسل تلفزيوني، وللمرة الأولى، عام 1988، وهو مسلسل “دائرة النار” للمخرج السوري هيثم حقي. وإن كان “دائرة النار” هو المسلسل الأول، للراحل، فإنه في الوقت نفسه، كان الشخصية الأولى التي تظهر في الحلقة الأولى من العمل.
ويشار إلى أن الحلقة الأولى من مسلسل “دائرة النار” التي كان فيها ظهوره الأول، بدأت بظهور حاتم علي، راكباً على دراجة هوائية، ثم متوقفاً عند أحد الباعة لابتياع طبق فول من الفوّال الذي أدى دوره الفنان الراحل محمد العقاد، المشهور بشخصية “أبو جاسم”.
حاتم علي
ومن الجدير بالذكر، فإن حاتم علي، وفي إجماع قل مثيله، جمع بين النخبوي والجماهيري في أعماله الفنية، فكان مثار إعجاب المثقفين والنقاد والمشاهدين، في آن واحد، معاً. وهذا كان السبب في كون فئة واسعة من المثقفين والأكاديميين العرب، قد نعته على حساباتها على مواقع التواصل، إضافة إلى نعوات المشاهدين العرب، على مختلف شرائحهم الاجتماعية والثقافية.
ويذكر أن علي جاء من عالم الكتابة أولا، فهو من محترفي فن القصة القصيرة، في بداياته، ومنها انتقل إلى الكتابة المسرحية، ثم كتابة نصوص السيناريو التلفزيوني أو السينمائي.