مطلع سبعينيات القرن الماضي كان الوطن العربي على موعد مع واحدة من أهم الأعمال المسرحية التي قدمت، وكانت سببا في ظهور جيل كوميدي تعلق به الجمهور لسنوات، حينما قدمت مسرحية “مدرسة المشاغبين”.
تلك المسرحية التي فقدت واحدا من أبنائها خلال الساعات الماضية، حينما رحل عن عالمنا الفنان هادي الجيار متأثرا بإصابته بعدوى فيروس كورونا المستجد.
وغادر الجيار بجسده لتظل أعماله الفنية خالدة، بعدما عرفه الوطن العربي من خلال بداياته في مسرحية “مدرسة المشاغبين” التي كان يحكي كثيرا عن كواليسها.
ولعل أبرزها الراتب الذي كان يحصل عليه هو وأحمد زكي ويونس شلبي، مشيرا إلى كونهم تقاضوا 15 جنيها في الشهر الواحد، في ظل حصول عادل إمام وسعيد صالح على أرقام مختلفة.
إلا أنهم بعد نجاح العرض وارتباط الجمهور به، قرروا الاحتجاج ضد ما يجري، وهو ما ذكره الجيار في لقاء تلفزيوني، بعدما قام أحمد زكي بتحريضه ليعترض على الرقم الذي يتقاضوه، ولا يتناسب على الإطلاق مع النجاح الحاصل.
وبالفعل توجه الجيار إلى المنتج من أجل الاعتراض على الأجر، فقررت شركة الإنتاج أن يرتفع الأجر إلى 20 جنيه في الشهر الواحد، واطلعوه على عقد فاروق فلوكس الذي كان يشارك في مسرحية “سيدتي الجميلة” التي حققت نجاحا كبيرا وقتها، وتقاضى 15 جنيها فقط وقتها، ليقتنع الجيار ويقنع أحمد زكي.
غضب عبد المنعم مدبولي
وروى الجيار كواليس مغادرة عبد المنعم مدبولي للعرض المسرحي، بعدما كان يقدم دور ناظر المدرسة، وتمت الاستعانة بالراحل حسن مصطفى بعدها في نفس الدور.
ووجد مدبولي أن النجاح الكبير الذي تحققه المسرحية يؤثر على دوره، في ظل الارتجال الذي يقوم به سعيد صالح وعادل إمام خارج النص.
وبعد أن كان مدبولي ينتظر لدقائق في الفواصل الخاصة بدوره، بات ينتظر لأوقات طويلة انتظارا لانتهاء الارتجال بين عادل إمام وسعيد صالح، وهو ما أصابه بالغضب.
وكشف الجيار عن كون سعيد صالح أجاب على مدبولي بشكل منطقي للغاية، حينما أخبره أنهم تعلموا هذا الأمر منه باعتباره رائدا لمدرسة الكوميديا.
وقرر بعدها مدبولي الرحيل عن العرض المسرحي، وحل بدلا منه حسن مصطفى الذي كان يقدم دورا آخر في المسرحية التي شهدت نجاحا كبيرا.