بعد رحلة طويلة في ألمانيا وبريطانيا، ومشاركة في أفلام بارزة، مثل “حسن ونعيمة” و”شفيقة ومتولي”، ضاقت الحال بالفنان المصري شوقي عبد الحكيم، واستقر على رصيف في المقطم بالقاهرة، يرسم لوحات من أجل قوت يومه، إلى أن تدخل المسؤولون المصريون ليضعوا حدا لهذه المعاناة.
لم يعرف أحد أن الرصيف حتى ضاق بالفنان شوقي عبد الحكيم، إلا بعد انتشار صوره البائسة على مواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبحت طوق النجاة للمأزومين.
وعلى الفور، تحرك فريق “أطفال وكبار بلا مأوى” التابع لوزارة التضامن الاجتماعي لإنقاذ الفنان المشرد، وتم نقله من مستشفى 15 مايو إلى دار رعاية بمحافظة الجيزة المصرية، وذلك بالتنسيق مع منظومة الشكاوى الحكومية التابعة لمجلس الوزراء.
وسافر الفنان في فترة مبكرة من حياته إلى ألمانيا واستقر هناك عدة سنوات ثم انتقل إلى بريطانيا قبل أن يقرر العودة للقاهرة.
ويتمتع الفنان، الذى يجيد التحدث باللغة الألمانية والإنجليزية والفرنسية بموهبة كبيرة في الرسم، وأثناء إقامته في ألمانيا وصل عدد ما أنتجه من لوحات إلى 300 لوحة، كانت تباع الواحدة منها بأكثر من 1000 دولار.
والفنان يبلغ عمره 59 عامًا، وتمت مقابلته من خلال فرق وزارة التضامن الاجتماعي لأول مرة في 22 أبريل الماضي، وكان يجلس أمام إحدى المكتبات بالمقطم، ويقوم ببيع لوحات فنية، وعرض المسؤولون عليه الإيداع بدار رعاية، ولكنه رفض بشدة، وكانت المقابلة الثانية يوم 6 يناير الماضي من خلال الاختصاصي الاجتماعي والنفسي، وكان الفنان متواجدا بمستشفى 15 مايو بعد نقله إليها عن طريق شقيقه، وبالتواصل مع الأخير تم نقل الفنان إلى دار رعاية بالجيزة، لينتهي فصل صغير من معاناته.
ويعمل فريق “أطفال وكبار بلا مأوى” منذ 2019 مع الأطفال الموجودين في الشارع من خلال 17 وحدة مجهزة، بها اختصاصي اجتماعي ونفسي، سواء لأطفال بلا مأوى أو من يعملون في الشارع، أو حتى المتواجدين مع أسرهم بالشارع، حيث يستهدف تغيير وضعيتهم من الشارع، وإيواءهم ووضعهم في مؤسسات رعاية اجتماعية كفترة انتقالية، أو بإعادة دمجهم مع أسرهم.