من النجوم الذين يجيدون اللعب على الساحة الفنية، متنوع، يبحث دائما عن اللعبة المثيرة للجدل، والأدوار الأكثر إثارة، انتقل مؤخرا من خانة الممثل ليعلب أدوارا أخرى يرى أنه يجيدها، إنه الفنان الشاب عمرو عابد الذي تحول إلى خانة المؤلف والمخرج من خلال فيلمه الأخير “الحفرة” الذي تنافس على جوائز في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بمسابقة الأفلام القصيرة، وكان العرض العالمي الأول للفيلم، الذي تفرغ له عابد لفترة طويلة.
وفي حواره مع موقع “العربية.نت”، كشف عابد عن كواليس “الحفرة” وعن أعماله الجديدة وغيرها من التفاصيل، ومنها تعاونه مع صديقه كريم قاسم.
لماذا اخترت “الحفرة” ليكون أول تجاربك الإخراجية؟
كنت لفترة طويلة أحصل على ورش تمثيل وإخراج وكتابة، فالفكرة تشغلني منذ فترة طويلة، لكن كنت مترددًا طوال الوقت إلى أن جاءت اللحظة المناسبة، واخترت أن تكون البداية بفيلم قصير، فالفيلم يرصد الجانب المظلم بين الشقيقين وليس الحوار الذي يحدث بين الأشقاء بشكل يومي، خصوصا الحب والكره والغيرة، وكيف يرى كل واحد منهما الآخر، وكيف يرى كل منهما علاقة الآخر بالأب والأم، فالسؤال الأساسي الذي أحاول أن أوصل له من خلال الفيلم هو العائلة، فهي المكون الرئيسي لنا كأشخاص، وكيف يؤثر ذلك علينا وعلى الشخصيات التي تضطر في لحظة لمواجهات ظلت حريصة لفترات على تجنبها.
عابد
وما هي الصعوبات التي واجهتك في تلك التجربة؟
الرحلة كلها بالنسبة لي كانت ممتعة عندما أتذكرها، وصعوباتها الأساسية كانت في الرحلة نفسها، من أول كتابة السكريبت، وعمل البروفات وغيره، فقد مررت بتلك الرحلة بالكامل من قبل كممثل، ولكن هذه المرة أقوم بها لأول مرة كمؤلف ومخرج، وهي بالفعل مختلفة، وكانت ممتعة، وتعلمت منها العديد من الأمور، وبالطبع واجهت صعوبات بسبب التجربة الجديدة، بداية من اختيار المكان وحتى مرحلة ما بعد الإنتاج، صناعة فيلم ليست بالسهولة التي تخيلتها قبل خوض هذه التجربة، كممثل أكون مسؤولًا عن دوري فقط، ولكن كمخرج المجهود أكبر بكثير جسديًا وذهنيًا، وفعليًا تعاطفت مع كل المخرجين الذين عملت معهم بعد تجربتي في هذا الفيلم، ولكن بقدر صعوبة الإخراج تكون متعته.
مع تغيير المقاعد والأدوار .. ما هو المقعد الذي تفضله الآن؟
الحقيقة كل المقاعد، فأنا أرى أن التمثيل والكتابة والإخراج والإنتاج كلهم نفس الأمر، فأنا مهتم بصناعة الأفلام عامة بكل جوانبها، وأرى أن جميع طاقم عمل الفيلم يقومون بحكي الحدوتة أو القصة، ولكن كل منهم على طريقته، وكل دور في صناعة السينما يحتاج مهارات معينة، ومثلما كنت أحكي القصة كممثل، بدأت أتعلم مهارات الإخراج، والعناصر التي يجب إدراكها لأحكي القصة كمخرج، وكنت مستمتعًا وأنا أقوم بكل الأشياء التي أحبها، التمثيل والكتابة والإخراج.
حدثنا عن كواليس العمل من التحضيرات وحتى تصوير الفيلم؟
التحضير أخذ ما يكفي من الوقت، وكذلك البروفات مع الممثلين، لأنني أنا وكريم قاسم، تعلمنا من خبرتنا كممثلين أن الفيلم الجيد يُحضّر له جيدًا، لذلك لم نكن في عجلة من أمرنا، وذلك ساعدنا في فترة تصوير الفيلم، والتي لم تتجاوز الأيام القليلة، أما في مرحلة ما بعد الإنتاج، فأخذنا وقتنا الكامل بسبب جائحة كورونا، وأغلب المشاركين في العمل من أصدقائي، مثل أحمد بنهاوي، الذي شارك معي في ورشة تمثيل من 8 أو 9 سنوات تقريبًا، وكنّا نتقابل بالكاد، ولكن عندما بدأت كتابة الفيلم كان هو في بالي طوال الوقت، وتواصلت معه ووافق على الشخصية، أما صديقي صخر، فهو من الممثلين المميزين القادرين على إيصال مشاعر وانفعالات الشخصية بالشكل المطلوب، كما أن التصوير في موقع واحد بالطبع صعب، لكن في نفس الوقت ساعدني في أول تجربة إخراجية، وكان أشبه بالاستوديو، كما أحدثت نقاشات وخلافات بيني وبين كريم قاسم، وهذا أمر طبيعي، في النهاية كنا نجلس ونتحدث لنصل لأفضل شيء.
كيف وجدت عرض الفيلم لأول مرة في مهرجان القاهرة السينمائي في مسابقة رسمية للأفلام القصيرة؟
سعدت وشعرت بالفخر الشديد بمشاركة فيلمي كعرض أول له في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وشكرا لكل الذين شاركوني رحلة الفيلم، وكنت أتمنى أن يحصل الفيلم على جائزة بالمهرجان، ولكن الأساسي بالنسبة لي أن يشاهد الجمهور الفيلم، هذا أكثر ما يشغلني، أن تصل القصة إلى الجمهور، ويخبرني رأيه بصراحة دون مجاملات وبصوت عالٍ، فأنا لا أحب فكرة وجود فيلم مهرجانات أو غيرها، أنا أنجذب للفيلم الجيد، بالنسبة لي المهم أن يكون الفيلم مسليا، وما أريد تقديمه هو أن يكون الفيلم ممتعا وفي نفس الوقت يقدم فكرة وسؤال يشغلني وأريد أن أكتشفه.
هل ستترك التمثيل وتتجه إلى الإخراج والتأليف؟
بالطبع لن أترك التمثيل، وشغلي الأول الآن هو “الحكي” وتقديم عمل فني يحكي قصة جيدة، وأنا أحب أن أكون صانعا للأفلام بكل تفاصيلها، والدليل على أنني لن أترك التمثيل أن هناك عملا تلفزيونيا أقوم بقراءة ودراسة السيناريو الخاص به حاليا، كما سنستعد خلال الفترة القادمة أنا وكريم قاسم وأحمد حاتم لتحضير الجزء الثاني من فيلم “أوقات فراغ”، والعمل حاليا في مرحلة الكتابة والتحضير، وقمنا بإمضاء التعاقدات الخاصة به، كما أستعد لعمل آخر جديد ولكن سأعلن عنه في وقته.