“يوسف الغول” تسبب في حالة من الترقب لكل التفاصيل الجديدة التي يقدمها.. فعلى الرغم من أن مسلسل “ولاد الغول “تونسي، ولكن وصل صداه لعدد كبير من الدول العربية، التي أهتمت بمتابعة تفاصيل هذا العمل وتطوراته. فلقد تمكن الممثل العالمي فارس الأندلسي في أن يسحب البساط بأدائه لتلك الشخصية المركبة في أول عمل رمضاني له علي الشاشات الصغيرة، بعد تقديمه لمسلسل “المسيح” علي نتفليكس.

وفي حوار خاص مع “العربية.نت”، كشف فارس الأندلسي عن تفاصيل “ولاد الغول” و”المسيح” وكيف نجح في الوصول للعالمية أيضا.

*”ولاد الغول” أول مسلسل رمضاني تشارك في بطولته.. ماذا حمسك للعمل خصوصًا بعد تقديمك لأعمال كثيرة في هوليوود؟

**حمستني شخصية “يوسف” التي ألعبها للغاية، جذبني كونها شخصية مهمة، لأنها تعكس حقيقة الشباب في اختياراتهم واتجاهاتهم، كيف يختاروا المهنة التي يفضلونها أو الموهبة التي يحبونها.

بالإضافة أنني وجدت بها طاقات كبيرة، حيث أن “يوسف” موهوب بالعزف والغناء، فهو شخصية مركبة، تتطور كثيرًا خلال الأحداث والصراع، فنشهده في نهاية الحلقات بوجه جديد تمامًا عن الوجه الذي رأيناه في الحلقات الأولى. أنا أحب هذه الشخصيات المركبة، لأن فيها نوع جديد من التمثيل، وبها بعض المخاطرة في تلقي الجمهور لها.

*حالة من الجدل خلقها “يوسف” ضمن أحداث “ولاد الغول” بتحولات الشخصية والتغييرات غير العادية اللي فاجأت الجمهور.. كيف حدث ذلك؟

**بالطبع، لأن الأحداث تطورت كثيرًا، والعلاقات تشابكت وتعقدت خلالها، حيث غصنا أكثر في العلاقة بين “يوسف” وأبيه. ومع مرور الأحداث شهدنا “يوسف” أكثر على طبيعته، وهو يحكي عن أمه، وكيف تكون لغة جسده مثل الأطفال حين يتذكرها.

كما راوده الشك في روحه وقدراته، حين يخشى أن الفنانة أحلام قد تبدّل رأيها ولا تأخذ أغنيته. وطبعًا الجانب الذي صدم الجميع، حين عاد “يوسف” ليتنصل من مسئولياته ويرفض الإنفاق على منزله.

وكنت قد استلهمت بعض التفاصيل من قصية سيدنا يوسف لأداء الدور، حيث أنني أواجه بعض الظلم من أخوتي خلال الأحداث، فأنا أرى أن اسم الشخصية نفسه من أهم عناصر انطلاقي بها وبنائها، لذلك اسم “يوسف” وقصة سيدنا يوسف كانوا ملهمين لي في أدائي الشخصية وتطوراتها. وما تتعرض له الشخصية من تغيرات، لاقى مردودًا عند المشاهدين وأثار الجدل فيما بينهم.

*ما هي تحضيراتك النفسية والذهنية للدور؟ وهل فعلًا تعلمت أشياء كثيرة مثل عزف العود لكي تقدم شخصية “يوسف”؟

**حاولت أن أكون طبيعيًا تمامًا في مظهري، لأن التسعينات لم يكن بها كرياتين أو مواد لتحسين مظهر الشعر. فتصالحت مع نفسي في أن أراني على طبيعتي دون أي جماليات.

و”يوسف” شخص موهوب بالعزف على العود والغناء، لذا قلت لنفسي يجب أن أتدرب على آلة العود لتأدية الدور بشكل طبيعي وجيد، وحاولت التدرب على كل ما يفعله “يوسف” بنفسي، وهذا أكسبني فوق 60% من نجاحي بتقمص الشخصية، وهذه كانت منطلقاتي للدور.

كما استلهمت بعض التفاصيل من قصة سيدنا يوسف الصدّيق، حيث أنه اسم الشخصية التي ألعبها، كما أنه يتعرض لبعض المظالم من أخوته في الأحداث، مثلما حدث لسيدنا يوسف الصدّيق. كما أن “يوسف” بالمسلسل، دومًا في حيرة كون أخوته يحبونه بالفعل، أم أن الأمر نفاق اجتماعي لا أكثر.

*فتحي الهداوي كان له شرط وطلب من منتجي “ولاد الغول” .. فما هو؟

**نعم.. أستاذ فتحي اشترط على المخرج والمنتجين بطلب، وهو أن يكون كل الشباب في فريق عمل المسلسل ممثلين جيدين وعلى أعلى مستوى، وقال هذا نصا “أريد شباب باهيين للتمثيل معي بالمسلسل”. وكان سعيد بنا للغاية خلال التصوير في الحقيقة، وهو في الحقيقة يمتلك قدراً كبيراً من التواضع رغم نجوميته، ما وضعني في منطقة مريحة بمنتهى البساطة والحب والتواضع.

وأتذكر أنّه ساعدني كثيراً للدخول في حقبة التسعينات، ونصحني أن أركز مع عدد من المطربين، كان مثل الأب الحقيقي، نتقابل كل يوم ويحاول إدخالي أكثر في عالم الشخصيات والأحداث، لذا فأنا سعيد جداً وبشكل خاص بكل المشاهد التي عملنا فيها معا كانت تكسبني طاقة مختلفة وتجعلني أشعر بلغة تواصل عميقة بيني وبينه”.

*وكيف وجدت ردود الفعل علي العمل والشخصية؟

**هناك تفاعل إيجابي من ناحية، بينما ظهرت بعض التعليقات السلبية حول الحلقات الأولى، وسرعان ما تراجع أصحابها عنها بعدما استوعبوا أن طريقة عرض المسلسل كلاسيكية وتميل إلى الأسلوب المسرحي فتورطوا مع الشخصيات والعلاقات التي بينهم.

*مسلسل “المسيح” وعرضه علي منصة نتفليكس حقق لك شهرة غير عادية بالرغم من إنك بدأت مشوارك وأنت بعمر 9 سنين.. ما السبب من وجهه نظرك؟

**مسلسل “المسيح” عمل ضخم وإنتاج شركة عالمية كبيرة مثل نتفليكس، كما أن موضوعه مثير لجميع فئات المشاهدين. حيث نرى “سمير”، وهو لاجئ منحدر من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، والذي يفقد عائلته نتيجة الحرب السورية، ما يدفعه لاتباع المسيح رغم تشككه. فموضوع المسلسل وأحداثه مست الكثيرين من لاجئين وفاقدين لأعزائهم في الحرب، ومسألة الشك والإيمان أيضًا التي تشغل الجميع، وهذا حقق مشاركة كبيرة من الجمهور تجاه المسلسل.

*تحضيرات غير عادية قمت بها للتجهيز لدور “سمير” من بينها أنك فقدت كثيرا من الوزن، وإتقانك للهجة الفلسطينية وغيرها من التفاصيل احكي لنا عنها؟

**نعم.. أنا تحمست كثيرًا للعمل وعقدت عزمي على الاستعداد له بكل قواي.. فاتبعت حمية مشددة لتخفيف وزني حتى أنني فقدت 18 كيلوغراما بالفعل. كما وفرت لي نتفليكس مدربة للهجة الفسطينية وهي ريم تلحمي والتي ساعدتني كثيرًا على أداء اللهجة، بالإضافة لمشاهدتي كثير من الأفلام الوثائقية لمخيمات اللاجئين، والتي ساعدتني بدورها على إتقان اللهجة.

*ما رأيك في النجاح والجدل الذي حققه الجزء الأول من العمل؟ وما أسباب توقف إنتاج الجزء الثاني؟

**سعدت كثيرًا بالنجاح والجدل الذي حققهما مسلسل “المسيح” طبعًا، وتحمست أكثر لأجزاء تالية منه بعد رد فعل المشاهدين الإيجابي. والجزء الثاني من “المسيح” تمت كتابته بالفعل، ولكن لسوء الحظ أعلنت نتفليكس تأجيله بسبب ظروف كورونا مؤخرا، مما أصابنا جميعًا بالأسف. ليس هناك جديد عنه بعد، وبالطبع إذا جدت أمور بالنسبة له، سيصل الخبر سريعًا للناس، فالجمهور ينتظره ودائمًا ما يسألوني عن جزئه الثاني في الشارع ومختلف الأماكن التي أذهب إليها.

*وماذا عن الجديد لديك؟

**لا أعتقد أنني سأشارك في أعمال محلية حالياً، هناك بعض الاقتراحات بالفعل، لكن ليس هناك موافقة نهائية، ولكن لدي مسلسل عالمي سأشارك فيه في سبتمبر القادم يتكوّن من 6 حلقات فقط، ويدور في إطار بوليسي، ومن المُقرر تصويره في لندن.

alarabiya.net